تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما من فسر الآية بأن المراد بمن كان له قلب هو: المستغنى بفطرته عن علم المنطق! وهو المؤيد بقوة قدسية ينال بها الحد الأوسط بسرعة، فهو لكمال فطرته مستغن عن مراعاة أوضاع المنطق! والمراد بمن {ألقى السمع وهو شهيد}: من ليست له هذه القوة، فهو محتاج إلى تعلم المنطق ليوجب له مراعاته!، وإصغاؤه إليه أن لا يزيغ في فكره!.

وفسر قوله: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة} أنها القياس البرهاني! و {الموعظة الحسنة} القياس الخطابي! و {جادلهم بالتي هي أحسن} القياس الجدلي!. فهذا ليس من تفاسير الصحابة ولا التابعين ولا أحد من أئمة التفسير، بل ولا من تفاسير المسلمين، وهو تحريف لكلام الله تعالى، وحمل له على اصطلاح المنطقية المبخوسة الحظ من العقل والإيمان؛ وهذا من جنس تفاسير القرامطة والباطنية وغلاة الإسماعيلية لما يفسرونه من القرآن وينزلونه على مذاهبهم الباطلة.

والقرآن بريء من ذلك كله، منزه عن هذه الأباطيل والهِذْيانات.

وقد ذكرنا بطلان ما فسر به المنطقيون هذه الآية التي نحن فيها والآية الأخرى في موضع آخر من وجوه متعددة، وبينا بطلانه عقلا وشرعا ولغة وعرفا، وأنه يتعالى كلام الله عن حمله على ذلك وبالله التوفيق. والمقصود بيان حرمان العلم من هذه الوجوه الستة:

أحدها:

ترك السؤال.

الثاني: سوء الإنصات وعدم إلقاء السمع.

الثالث: سوء الفهم.

الرابع: عدم الحفظ.

الخامس: عدم نشره وتعليمه؛ فإن من خزن علمه ولم ينشره ولم يعلمه ابتلاه الله بنسيانه وذهابه منه جزاءً من جنس عمله، وهذا أمر يشهد به الحس والوجود.

السادس: عدم العمل به، فإن العمل به يوجب تذكره وتدبره ومراعاته والنظر فيه، فإذا أهمل العمل به نسيه.

قال بعض السلف: كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به؛ وقال بعض السلف أيضا: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه حل وإلا ارتحل.

فالعمل به من أعظم أسباب حفظه وثباته، وترك العمل به إضاعة له، فما استدر العلم ولا استجلب بمثل العمل، قال الله تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به}.

وأما قوله تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله} فليس من هذا الباب، بل هما جملتان مستقلتان طلبية وهي: الأمر بالتقوى، وخبرية وهي: قوله تعالى: {ويعلمكم الله} أي: والله يعلمكم ما تتقون، وليست جوابا للأمر بالتقوى، ولو أريد بها الجزاء لأتى بها مجزومة مجردة عن الواو، فكان يقول: واتقوا الله يعلمْكم، أو إن تتقوه يعلمْكم، كما قال:

{إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} فتدبره) اهـ.

ـ[آمنة طويلبة علم]ــــــــ[29 - 10 - 10, 06:30 م]ـ

بارك الله فيكم ونفع بكم

ـ[بزيد]ــــــــ[29 - 10 - 10, 07:18 م]ـ

بارك الله فيك

عملت نسخ ثم الصقتها في ملف الفوائد الخاص

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير