/ 2) و الخطيب في " التاريخ " (6/ 182) في ترجمة ابن رستم هذا، و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا، و أما ابن عدي فقال فيه: " ليس بمعروف، منكر الحديث
عن الثقات ".
قلت: و أنكر ما فيه ذكر التقبيل، و أما الكشف عن الساق، فقد ورد في غير هذه
الطريق، و هي: الثانية: من طرق عن جعفر بن محمد عن أبيه (زاد بعضهم: عن
علي بن الحسين): " أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي رضي الله عنه أم كلثوم،
فقال: أنكحنيها، فقال: إني أرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر، فقال عمر:
أنكحنيها، فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده، فأنكحه علي، فأتى
عمر المهاجرين فقال: ألا تهنوني؟ فقالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟ فقال: أم
كلثوم بنت علي و ابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم: فذكره ". أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " (520 -
521) و ابن سعد في " الطبقات " (8/ 463) و الثقفي في " الفوائد " (رقم 40
منسوختي) و الحاكم (3/ 142) و الزيادة له، و كذا البيهقي (7/ 63 - 64)
، و قال الحاكم: " صحيح الإسناد "! و رده الذهبي بقوله: " قلت منقطع ".
يعني بين علي بن الحسين و عمر. فهو بين الانقطاع أكثر بين محمد - و هو ابن علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب - و عمر. و راجع ما تقدم نقله عن الحافظ تحت فقه
الحديث المتقدم (99). و أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (6/ 330 - 331
) من طريقين آخرين عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر قال: قال عمر ...
فذكره نحوه. و في رواية له من طريق الزبير بن بكار معضلا بدون إسناد: " فقال
له علي: أنا أبعثها إليك، فإن رضيت فقد زوجتكها، فبعثها إليه ببرد، و قال
لها: قولي له: هذا البرد الذي قلت لك، فقالت ذلك لعمر، فقال لها: قولي له
، قد رضيته رضي الله عنك، و وضع يده على ساقها، فكشفها، فقالت له: أتفعل
هذا؟! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك! ثم خرجت حتى جاءت أباها، فأخبرته
الخبر، و قالت: بعثتني إلى شيخ سوء! فقال: مهلا يا بنية، فإنه زوجك، فجاء
عمر إلى مجلس المهاجرين ... " الحديث.
الثالثة: قال الطبراني في " الكبير " (1/ 124 / 1): حدثنا محمد بن عبد
الله أخبرنا الحسن بن سهل الحناط أخبرنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جابر قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: فذكره مرفوعا.
و من طريق الطبراني أخرجه الضياء في " المختارة " (رقم 95، 96 - بتحقيقي).
قلت: و هذا إسناد رجاله ثقات حفاظ غير الحناط هذا، فقد ذكره السمعاني في هذه
النسبة (الحناط) إلى بيع الحنطة، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا. و يحتمل
عندي أنه الحسن بن سهل الجعفري كما في " الجرح " (1/ 2 / 17) أو الجعفي كما
في " ثقات ابن حبان " على ما في هامشه، فقد ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه أبو
زرعة. و قد علم أنه لا يروي إلا عن ثقة. و قد وثقه الهيثمي في " المجمع " (9
/ 173). و الله أعلم. ثم رأيت في " ثقات ابن حبان " (8/ 181): " الحسن
ابن سهل الخياط (كذا)، يروي عن أبي أسامة و الكوفيين. روى عنه الحضرمي ".
قلت: فهو هذا، فإن الحضرمي هو محمد بن عبد الله شيخ الطبراني في الحديث، و (
الخياط) تصحيف، و الصواب: (الحناط) كما حققته في " تيسير الانتفاع " يسر
الله لي إتمامه بكرمه و منه.
الرابعة: عن يونس بن أبي يعفور عن أبيه سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت عمر
ابن الخطاب يقول: فذكره مرفوعا. أخرجه الطبراني في " الكبير " (1/ 124 / 1
) و أبو علي الصواف في " الفوائد " (3/ 165 / 2) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " (1/ 199 - 200).
قلت: و هذا إسناد حسن أيضا في الشواهد، يونس هذا من رجال مسلم، لكن ضعفه
جماعة من الأئمة، و قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق، يخطىء كثيرا ".
و قد توبع ممن لا يفرح بمتابعته، فقال محمد بن عكاشة عن سيف بن محمد بن أخت
سفيان عن سفيان الثوري عن خالد بن سعد بن عبيد عن نافع عن ابن عمر به. أخرجه
تمام في " الفوائد " (247/ 2).
قلت: و هذا إسناد موضوع، آفته سيف هذا، قال الحافظ: " كذبوه ". و محمد بن
¥