فلذلك وإن كنت لا أرى صحة الزيادة وأنها بلية إلا أني خرجتها على نحو ما رأيت مدارسة مع الإخوة. والله أعلم نفع الله بك أخي وبالإخوة الكرام
ـ[محمود محمود]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:58 م]ـ
أخي أبو البراء بارك الله فيك على سعة صدرك
ولكني أرى أن الحل واضح وسهل
وهو يتمثل ببساطة في التمسك بموقف واضح رافض للتوسعة مع نشر الوعي لدى الناس ما أمكن بعدم جواز السعي فيها مع تقليد مذهب أبي حنيفة رحمه الله في حالة العجز عن السعي في المسعى القديم بسبب وجود العذر المبيح لترك واجب السعي ولذلك فلا يجب في ذلك دم عندهم لأنه تركه لعذر
أما قياس هذه المسألة على مسألة المنفرد برؤية الهلال فهو قياس مع الفارق
لأن مسألة رؤية الهلال أولا محكومة بنص خاص بها وهو الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون
وثانيا: فقد نص العلماء المعاصرون وغيرهم أنه حتى في مسائل الصوم والإفطار إذا خالفت الدولة وانتهجت مسلكا فيه مخالفة صريحة وواضحة لا يقول بها أحد من العلماء أنها لا تتبع
فمثلا قال الشيخ الألباني رحمه الله في شريط له بعنوان صوموا لرؤيته:
فأنا أقول: إن من قواعد الشرع منع ظاهرة الاختلاف ما أمكن، فالآن قلنا: الأصل أن يصوم المسلمون جميعا برؤية بلد واحد .. لكن هذا غير واقع فإذا بقينا على هذا الأصل في البلد الواحد فستصير الفرقة أوسع دائرة من الفرقة التي لا نملكها ... من أجل تقليل دائرة الاختلاف نقول: نصوم مع البلد الذي نحن فيه بشرط ألا نقع في مخالفة جذرية لا يقول بها عالم، فمثلا: ليس من الممكن أن نصوم ثمان وعشرين يوما، ليس من الممكن أن نصوم واحدا وثلاثين يوما.فإذا وقع الأمر- مثل هذا الاختلاف - وصام المقيم مع (رؤية بلده)، لا يزيد على الثلاثين ولا ينقص على تسع وعشرين فهذا (أقل شرا) من أن يصوم مع بلد آخر لأن هذا سيزيد الخلاف خلافا والفرقة فرقة،.هذا الذي أنا أراه.
خلاصة القول: هناك نص عام يجب التسليم له: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
وهناك رأي واجتهاد ممكن للإنسان أن يتبناه أو يخالفه بنوع من الاجتهاد وهو: أن يصوم مع أهل البلد ويفطر مع أهل البلد دون أن يقع في تلك المخالفة الجذرية، أو أن يصوم مع البلد الذي أعلن لأن هذا هو الأصل، وهنا تصير الدقة في المسألة كما هو الشأن في كثير من المسائل التي هي من مواطن الخلاف والنزاع والاجتهاد.هذا جوابي} انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
المصدر: تفريغ لشريط (صوموا لرؤيته) ضمن تسجيلات التقوى في الرياض ويحمل التسلسل 12304
وقال الشيخ صالح اللحيدان: روى ابن نافع عن مالك في الإمام الذي يعتمد الحساب أنه لا يقتدي به ولا يتابع ونقل في شرح المرشد عن القرافي أنه لو كان إمام يرى الحساب فأثبت به الهلال لم يتبع لإجماع السلف على خلافه
أما مسألة المنفرد برؤية الهلال فإنها متعلقة بمبحث تعريف الهلال عند شيخ الإسلام ابن تيمية فالهلال عنده هو ما رآه الناس واشتهر وما رآه العدل الواحد ليس هلالا عنده في الحقيقة أصلا
قال في مجموع الفتاوى:
وقد تنازع الناس في الهلال: هل هو اسم لما يطلع في السماء وأن لم يره أحد؟ أو لا يسمى هلالا حتى يستهل به الناس ويعلموه؟ على قولين في مذهب أحمد وغيره
وقال أيضا: وَالْهِلَالُ اسْمٌ لِمَا يُسْتَهَلُّ بِهِ: أَيْ يُعْلَنُ بِهِ وَيُجْهَرُ بِهِ فَإِذَا طَلَعَ فِي السَّمَاءِ وَلَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ وَيَسْتَهِلُّوا لَمْ يَكُنْ هِلَالًا.
وَكَذَا الشَّهْرُ مَأْخُوذٌ مِنْ الشُّهْرَةِ فَإِنْ لَمْ يَشْتَهِرْ بَيْنَ النَّاسِ لَمْ يَكُنْ الشَّهْرُ قَدْ دَخَلَ وَإِنَّمَا يَغْلَطُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ؟ لِظَنِّهِمْ أَنَّهُ إذَا طَلَعَ فِي السَّمَاءِ كَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ أَوَّلَ الشَّهْرِ سَوَاءٌ ظَهَرَ ذَلِكَ لِلنَّاسِ وَاسْتَهَلُّوا بِهِ أَوْ لَا. وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ بَلْ ظُهُورُهُ لِلنَّاسِ وَاسْتِهْلَالُهُمْ بِهِ لَا بُدَّ مِنْهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {صَوْمُكُمْ يَوْمَ تَصُومُونَ وَفِطْرُكُمْ يَوْم تُفْطِرُونَ وَأَضْحَاكُمْ يَوْم تُضَحُّونَ}.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 10 - 09, 09:05 م]ـ
¥