* الصحابي تفل على المريض، والنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صوبه وأقره؛ فهي سنة، فالرجاء من أخي أبي عامر الصقر ألا يتعجل.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 04:03 ص]ـ
وجود الرقاة في عهده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإذنه لهم بالرقية وتعليمها ما لم تكن شركا
" ارقيه، و علميها حفصة، كما علمتيها الكتاب، و في رواية الكتابة ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 289:
أخرجه الحاكم (4/ 56 - 57) من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان حدثنا
إسماعيل بن محمد بن سعد أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي حدثه أن رجلا
من الأنصار خرجت به نملة، فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة،
فجاءها فسألها أن ترقيه، فقالت: و الله ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الشفاء، فقال اعرضي علي، فعرضتها عليه فقال: فذكر الحديث
و قال: " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي.
قلت: و قد تابع إبراهيم بن سعد عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و لكنه
خالفه في السند و المتن.
أما السند فقال: عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن سليمان بن أبي
حثمة عن الشفاء بنت عبد الله. فأسقط منه إسماعيل بن محمد بن سعد.
و أما المتن فرواه بلفظ:
" دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم و أنا عند حفصة، فقال لي: ألا تعلمين
هذه رقية النملة، كما علمتها الكتابة؟ ".
فلم يذكر فيه عرضها الرقية عليه صلى الله عليه وسلم و أمره إياها بالرقية،
و ستعلم أهمية ذلك في فهم الحديث على الوجه الصحيح قريبا إن شاء الله تعالى.
أخرجه أحمد (6/ 372) و أبو داود (2/ 154) و الطحاوي في " شرح معاني
الآثار " (2/ 388) و النسائي أيضا كما في " الفتاوي الحديثية " للسخاوي
(81/ 2) و " نيل الأوطار " للشوكاني (8/ 176).
و الرواية الأولى أصح لوجهين:
الأول: أن إبراهيم بن سعد أحفظ من مخالفه عبد العزيز بن عمر.
فإنهما و إن كان الشيخان قد احتجا بهما كليهما، فإن الأول قال فيه الحافظ في
" التقريب ": " ثقة حجة: تكلم فيه بلا قادح ". و أما الآخر، فقال فيه:
" صدوق يخطىء "، و لهذا أورده الذهبي في " الميزان " و في " الضعفاء "، و لم
يورد الأول.
الثاني: أن إبراهيم معه زيادة في السند و المتن، و زيادة الثقة مقبولة كما هو
معروف.
و قد تابعه في الجملة محمد بن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان به مختصرا لكنه
خالفه في إسناده فقال:
" عن حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها، و عندها امرأة يقال لها
شفاء ترقي من النملة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: علميها حفصة ".
فجعل الحديث من مسند حفصة لا الشفاء.
أخرجه أحمد (6/ 286) و الطحاوي و الحاكم (4/ 414) و أبو نعيم في " الطب "
(2/ 28 / 2) عن سفيان عن ابن المنكدر.
و قال الحاكم: " صحيح الإسناد ". و وافقه الذهبي.
قلت: و هو كما قالا أيضا، و الخلاف المذكور لا يضر إن شاء الله تعالى، لأن
من الممكن أن تكون حفصة حدثت به كما حدثت به الشفاء، فإن القصة وقعت بحضورهما
ثم رواه أبو بكر بن سليمان تارة عن هذه، و تارة عن هذه، لكن ذكر السخاوي أنه
اختلف على سفيان في وصله، و إرساله.
قلت: و هذا لا يضر أيضا، فقد رواه عنه موصولا كما أوردناه جماعة من الثقات
عند الحاكم، و غيرهم عند غيره فلا عبرة بمخالفة من خالفهم.
و تابعه أيضا كريب بن سليمان الكندي قال:
" أخذ بيدي علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم حتى انطلق بي إلى رجل من قريش
أحد بني زهرة يقال له: ابن أبي حثمة، و هو يصلي قريبا منه، حتى فرغ ابن أبي
حثمة من صلاته، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال له علي بن الحسين: الحديث الذي
ذكرت عن أمك في شأن الرقية؟ فقال: نعم: حدثتني أمي أنها كانت ترقي برقية في
الجاهلية فلما أن جاء الإسلام قالت: لا أرقي حتى أستأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال النبي " أرقي ما لم يكن شرك بالله عز و جل ".
أخرجه ابن حبان (1414) و الحاكم (4/ 57) من طريق الجراح بن الضحاك الكندي
عن كريب به. و علقه ابن منده من هذا الوجه.
¥