تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

به العامة ولا يتعلق به عمل، كما ألقيت مئات المحاضرات داخل المملكة وخارجها ولم يحدث أن تطرقت إلى هذه المسألة بل كنتُ أتحدث عما يغلب على الظن أن الناس يحتاجون إليه مما فيه صلاح قلوبهم وأعمالهم ويذكرهم بربهم جل وعلا".

وقد أحضر الشيخ معه للأستديو العديد من كتب التفسير الشهيرة وقرأ منها واحداً واحداً ليثبت خطأ من زعم أن الشيخ المغامسي قال قولاً لم يسبق إليه أو أن القول بأن الذبيح إسحاق قول شاذ، وقرأ المغامسي من كتاب تفسير ابن جرير الطبري وقال:" هذا أول كتاب تفسير بين أيدينا وقد قال العلماء عنه "إنه لم يصنف في الإسلام مثله" ومع هذا نراه يخبر باختلاف الصحابة والتابعين والسلف عموماً في المسألة بل ونرى ابن جرير الطبري يرجح القول بأنه إسحاق عليه السلام. ثم قرأ المغامسي من كتاب تفسير القرطبي قوله "واختلف العلماء في المأمور بذبحه فقال أكثرهم إسحاق، وممن قال بذلك العباس ابن عبد المطلب وابنه عبد الله وهو الصحيح عنه" وقول القرطبي "وهو الصحيح عن عبد الله ابن مسعود" وقوله – أي القرطبي- وقاله به من التابعين وغيرهم علقمة والشعبي ومجاهد وسعيد بن جبير)، كما استشهد الشيخ صالح بقول ابن الجوزي في زاد المسير أن للإمام أحمد في المسألة روايتين وأن أكثر أصحاب الإمام ينصرون القول بأنه إسحاق عليه السلام، وقد أوضح جليا المغامسي وهو يقرأ في الكتب أراد أن يثبت أن القرآن لم ينص أبداً على من هو الذبيح، وإلا لما اختلف هؤلاء الأكابر من سلف الأمة في المسألة".

وأضاف المغامسي: "أن عدداً من أجلاء العلماء في الأمة ذهبوا إلى أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وأن مما قال بذلك من العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والأمين الشنقيطي وغيرهم، هؤلاء علماء أجلاء لا يجهل فضلهم أحد ولهم حجج قوية في المسألة وأنا أقتات على موائد علمهم"

واسترسل المغامسي موضحا حجج من رجح أن الذبيح إسماعيل عليه السلام فقال:"استدلالهم بقول الله تعالى "فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب" إذ وجه الدلالة عند القائلين بهذا القول أنه كيف يمكن أن يبتلى إبراهيم عليه السلام بذبح إسحاق وقد بُشر بأنه سيكون له عقب منه، وأن هذا ينافي التكليف".

وأضاف المغامسي قائلاً:" لقد تتبعت هذا القول فوجدته قد أخذه العلماء عن محمد بن كعب القرظي وهو من التابعين الذي عرفوا بالتفسير إلا أن الإمام السُهيلي رحمه الله أجاب عن هذا الاستدلال في كتابه التعريف والإعلام إذ قال إن قول الله "ومن وراء إسحاق يعقوب" ليس من ضمن جملة البشارة إذ لو كانت منها لوجب أن يكون السياق وفق قواعد اللغة العربية "ومن وراء إسحاق بيعقوب" فلما حذفت "الباء" عرفنا أن هذه الجملة ليست من البشارة وأن الواو استئنافية وأن الجملة معترضة لتأكيد بيان فضل الله على آل إبراهيم، وأن لهذا نظائر في كتاب الله كما في سورة لقمان "

أما الاحتجاج بأن الله بعد أن ذكر قصة الذبيح قال "وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين" وأن في هذا دليلا أن الذبيح غير إسحاق قال المغامسي:" إن قتادة رحمه الله كان يقول بأن الذبيح هو إسحاق عليه السلام وأنه – أي قتادة – أجاب على هذا الاستدلال بأن البشارة الثانية بشارة نبوته جزاءً على صبره وأن البشارة الأولى بشارة بمولده".

واستطرد المغامسي بذكر تصوره للمسألة قائلاً: " إن الذي أفهمه من كلام الله حول هذه المسألة أن إبراهيم عليه السلام تزوج سارة أول الأمر فلم تنجب له، ثم حدث أن أهديت هاجر لسارة من قبل ذلك الملك الطاغية الذي عجز أن يصل إلى سارة فأخدمها هاجر كما دل عليه حديث البخاري. ثم إن سارة أهدت هاجر لزوجها خليل الله إبراهيم فأنجب منها إسماعيل، والأصل في النساء أنهن يلدن، فالعقم هو الطارئ وعليه فلا تحتاج ولادة إسماعيل إلى بشارة، ثم إن إبراهيم عليه السلام ذهب بزوجته هاجر وابنها إلى مكة حيث موضع البيت قبل أن يُبنى وعاد إلى العراق ليدعو أباه وقومه فكفروا به وتآمروا عليه فنجاه الله من النار كما في سورة الصافات ثم لما نجاه الله منهم هجرهم وقال "إني ذاهب إلى ربي سيهدين * رب هب لي من الصالحين" فالدعاء بالصالحين من الذرية لا يمنع أن يكون له ابن من قبل وهو إسماعيل عليه السلام من هاجر، فجاءته الملائكة تبشره بإسحاق عليه السلام ثم لما ترعرع الغلام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير