تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

23 - أما تكريره ? نداء معاذ رضي الله عنه فلتأكيد الاهتمام بما يخبره، وليكمل تنبه معاذ فيما يسمعه. وقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لهذا المعنى. والله أعلم. [1/ 177]

...

(31) عن أبي هريرة قال: كنا قعودا حول رسول الله ? معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله ? من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع فخرجت أبتغي رسول الله ? حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار فدرت به أجد له بابا فلم أجد فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله ? فقال: (أبو هريرة؟) فقلت نعم يا رسول الله قال: (ما شأنك؟) قلت كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقطع دوننا ففزعنا فكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال: (يا أبا هريرة) وأعطاني نعليه قال: (اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة) فكان أول من لقيت عمر فقال ما هاتان النعلان يا أبا هريرة فقلت هاتان نعلا رسول الله ? بعثني بهما من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشرته بالجنة فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لأستي فقال ارجع يا أبا هريرة فرجعت إلى رسول الله ? فأجهشت بكاء وركبني عمر فإذا هو على أثرى فقال لي رسول الله ?: (ما لك يا أبا هريرة؟) قلت لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لأستي قال ارجع فقال له رسول الله ?: (يا عمر ما حملك على ما فعلت؟) قال يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة؟ قال: (نعم) قال فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله ?: (فخلهم)

24 - قوله: (لاستي) فهو اسم من أسماء الدبر والمستحب في مثل هذا الكناية عن قبيح الأسماء واستعمال المجاز والألفاظ التي تحصل الغرض ولا يكون في صورتها ما يستحيا من التصريح بحقيقة لفظه. وبهذا الأدب جاء القرآن العزيز والسنن كقوله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} {وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض} {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} {أو جاء أحد منكم من الغائط} {فاعتزلوا النساء في المحيض} وقد يستعملون صريح الاسم لمصلحة راجحة وهي إزالة اللبس أو الاشتراك أو نفي المجاز أو نحو ذلك كقوله تعالى {الزانية والزاني} وكقوله ?: (أنكتها) وكقوله ?: (أدبر الشيطان وله ضراط) وكقول أبي هريرة ?: الحدث فساء أو ضراط، ونظائر ذلك كثيرة، واستعمال أبي هريرة هنا لفظ الاست من هذا القبيل. والله أعلم. [1/ 183]

25 - في هذا الحديث أن الإمام والكبير مطلقا إذا رأى شيئا ورأى بعض أتباعه خلافه أنه ينبغي للتابع أن يعرضه على المتبوع لينظر فيه فإن ظهر له أن ما قاله التابع هو الصواب رجع إليه وإلا بين للتابع جواب الشبهة التي عرضت له. والله أعلم. [1/ 183]

26 - فيه جلوس العالم لأصحابه ولغيرهم من المستفتين وغيرهم يعلمهم ويفيدهم ويفتيهم. [1/ 184]

27 - فيه أنه إذا أراد ذكر جماعة كثيرة فاقتصر على ذكر بعضهم ذكر أشرافهم أو بعض أشرافهم ثم قال: وغيرهم. [1/ 184]

28 - فيه اهتمام الأتباع بحقوق متبوعهم والاعتناء بتحصيل مصالحه ودفع المفاسد عنه. [1/ 184]

29 - فيه إشارة بعض الأتباع على المتبوع بما يراه مصلحة، وموافقة المتبوع له إذا رآه مصلحة، ورجوعه عما أمر به بسببه. [1/ 185]

...

(33) عن أنس بن مالك قال حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قال قدمت المدينة فلقيت عتبان فقلت حديث بلغني عنك قال: أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت إلى رسول الله ? أني أحب أن تأتيني فتصلى في منزلي فأتخذه مصلى قال فأتى النبي ? ومن شاء الله من أصحابه فدخل وهو يصلى في منزلي وأصحابه يتحدثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم قالوا ودوا أنه دعا عليه فهلك وودوا أنه أصابه شر فقضى رسول الله ? الصلاة وقال: (أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟) قالوا إنه يقول ذلك وما هو في قلبه قال: (لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير