ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:51 ص]ـ
الأخت أم عبد الله، ماذا تقصدين بقولك عن الشيخ عمر (أكثر تساهلا)؟ نفع الله بك
ونفع الله بك وجعلك من العلماء العاملين.
ما قصدته أنه نقل عند كلامه عن حديث (شيبتني هود) تعليلا من بعض العلماء للحديث، مع هذا يرى أنه، وكما يظهر من كلامه للعامة في مقابلته أن الحديث لا بأس بالأخذ به، أما في حديثه عن حديث (الرعد ملك) لم ينقل أن أحدا من العلماء ضعفه، طبعا هذا ما يبدو لي، مع نقله لقول ابن عبدالبر: -في الاستذكار 8/ 588 - : "جمهور أهل العلم من أهل الفقه والحديث يقولون: الرعد: ملك يزجر السحاب، وقد يجوز أن يكون زجره لها تسبيحاً؛ لقول الله تعالى: (ويسبح الرعد بحمده)، هذا والله أعلم.
قال الدكتور عمر المقبل بارك الله فيه في مقابلته:
" وقد ورد في فضلها حديث مشهور روي من عدة طرق عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم حديث ابن عباس وحديث أبو بكر وحديث ابن جحيفة وغيرهم لكن الذي يظهر لي بعد مراجعة هذه الطرق أن جميع الطرق التي روي بها هذا الحديث مرسلة ولكن على طريقة الإمام الشافعي رحمه الله وعليها عمل الإمام أحمد رحمه الله وهو من أهل الصنعة في هذا الفن أن تنوع مخارج المراسيل يُحدِث لها قوة وهو في مثل هذا الباب في باب الفضائل لو قال قائل بأن الحديث لا بأس به بمجموع هذه الطرق المرسلة التي تنوعت مخارجها فإنه له وجه ولو قال أحد بضعفه كما رجّح الدارقطني والترمذي وأبو حاتم إرسال عدد من الطرق بل إن الدارقطني قال كما في إرسالات السهمي قال كل طرقه معلولة لما قيل "يا رسول الله شبت قال شيبتني هود وأخواتها" لكن مما يُستظرف هنا أن البيهقي رحمه الله ذكر عن شيخه أبي عبد الرحمن السلمي -ليس التابعي- صاحب طبقات الصوفية عن شيخه أبي علي السري قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله شيبتك هود؟ قال نعم، قال قلت يا رسول الله هلاك الأمم وعذاباتها؟ قال لا، قلت فأي شيء شيّبك؟ قال قوله تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ (112))، لكن هذه منامات يستأنس بها ولا يحتج بها. " أهـ
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[25 - 08 - 10, 11:10 م]ـ
سؤال: اين التساهل في ذلك؟ وعبارة الشيخ واضحة وعلمية كما هو ظاهر فهو يقول: لو قال قائل .. ثم قال: ولو قال بضعفه ...
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[26 - 08 - 10, 01:59 م]ـ
فهل من توجيه أخوتي في الله حول هذه المسألة؟ بارك الله فيك ..
الحديث الذي ورد فيه أن اليهود سألوا الرسول صلوات الله وسلامه عليه عن الرعد هو حديث منكر: تفرّد به بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً. وقد رُويت أسئلة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلّم عن ابن عباس من وجه آخر ليس فيها السؤال عن الرعد. بل الصحيح أنه من كلام ابن عباس موقوفاً:
- فقد أعلّ البخاريُّ حديثَ بكير في تاريخه الكبير (رقم 1878)، بمخالفته حبيب بن أبي ثابت الذي روى الحديث عن سعيد موقوفاً على ابن عباس. قال البخاري: ((بكير بن شهاب: يُعَدّ في الكوفيين. عن: صالح بن سلمان. روى عنه: مبارك بن سعيد. قال لي أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن بكير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "أقبلت يهود فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه. قال: كان يسكن البدو، فاشتكى عرق النسا. فلم يجد شيئاً يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها. قالوا: صدقت". وقال الثوري: عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله. قال أبو عبد الله: حدثناه محمد بن يوسف وغير واحد، عن سفيان)). اهـ
- وقال الترمذي (3117): ((حسن غريب)). اهـ
- وقال أبو نعيم في الحلية (4/ 304): ((غريب من حديث سعيد، تفرّد به بكير)). اهـ
- وقال ابن حجر في الفتح (8/ 166): ((وفي رواية لأحمد والطبري من طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس: "عليكم عهد الله لئن أنا أنبأتكم لتبايعني؟ فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق". فذكر الحديث، لكن ليس فيه السؤال عن الرعد)). اهـ
- وقال الشوكاني في فتح القدير (1/ 76): ((وفي إسناده مقال)). اهـ
- وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند الإمام أحمد (2483): ((حسن دون قصة الرعد تفرد بها بكير بن شهاب، وهو لم يرو عنه سوى اثنين. وقال أبو حاتم: "شيخ". وقال الذهبي في الميزان: "عراقي صدوق". و قد توبع على حديثه هذا .. سوى قصة الرعد فهي منكرة)). اهـ
فهذه الزيادة المنكرة لا تُقبل مِن بكير بن شهاب لأنه ليس مِن أهل الاحتجاج:
- قال أبو حاتم: ((هو شيخ)).
- وقال المزي: ((روى له الترمذي والنسائي حديثاً واحداً، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد وغير ذلك)).
- وقال الذهبي: ((عراقي صدوق)).
- وقال ابن حجر: ((مقبول)).
فأما قول أبي حاتم ((شيخ))، فهذا يعني أنه دون الصدوق. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 37): ((ووجدتُ الألفاظَ في الجرح والتعديل على مراتب شتَّى:
1 - فإذا قيل للواحد إنه "ثقة" أو "متقن ثبت"، فهو مِمَّن يُحتجّ بحديثه.
2 - وإذا قيل له "صدوق" أو "محله الصدق" أو "لا بأس به"، فهو مِمَّن يُكتَب حديثه ويُنظَر فيه وهي المنزلة الثانية.
3 - وإذا قيل "شيخ"، فهو بالمنزلة الثالثة، يُكتب حديثه ويُنظَر فيه إلاّ أنه دون الثانية)). اهـ
فالشيخ دُون الصدوق، ولذلك قال ابن حجر في بكير بن شهاب: ((مقبول)). وقد فسّر القول في أهل هذه المرتبة بقوله في التقريب (1/ 24): ((السادسة: مَن ليس له مِن الحديث إلاّ القليل، ولم يثبت فيه ما يُترك حديثه من أجله. وإليه الإشارة بلفظ "مقبول" حيث يُتابَع، وإلاَّ فلَيِّن الحديث)). اهـ
وأما قول الذهبي: ((صدوق))، فإنّ أهل هذه المرتبة إذا تفرّدوا بالحديث صار حديثهم منكراً. قال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/ 140): ((وإنّ تفرُّد الصدوق ومَن دونه يُعَدّ منكراً)). اهـ
والخلاصة .. أنه لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء، وإنما وردت روايات موقوفة على بعض الصحابة وبعض التابعين مِن قولهم.
والله أعلى وأعلم
¥