تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ففي شوارع المدن الأميركية وبعض المدن الأوروبية ملايين الفتية وهم يرتادون الملابس العجيبة وأقنعة التخفي، ثم يجولون على جيرانهم، ويدقون أبواب منازلهم طالبين منهم الحلوى والهدايا. وإذا لم يتجاوب بعض أصحاب هذه المنازل، لأسباب تتصل بمعتقداتهم أو بأفكارهم، فإن الفتية يبادرون الى ترديد كلام هجائي مقذع بحقهم. وفي هذه الليلة التي تدعى «ليلة الهالوين»، تنفلت مشاعر الفتية والأولاد، فيعبّرون عن ذلك بالصخب والعنف بلا حدود أو قيود. وقد تمكنت الرأسمالية الأميركية من تحويل هذه الليلة الى موسم باذخ لشراء الأقنعة والملابس الغريبة والهدايا بطريقة هاذية، تماماً مثلما حوّلت عيد الحب المزعوم إلى مجرد مناسبة تبذيرية للبيع والشراء.

وإتماما للفائدة

" فلدى اليهود عيد "البوريم"، أي عيد المساخر، وفيه يتنكّر المحتفلون بأزياء هزلية، ويُسرفون في الشراب والضحك، وتقع فيه، جراء ذلك، حوادث العنف. وهذا العيد لدى اليهود يقع في الرابع عشر من نيسان، وهو اليوم الذي أنقذت فيه أستير (عشتار) يهود فارس من الموت (كأنها طردت إله الموت عن شعبها).

وفي الأردن تنتشر عادة «عشاء الموتى» فتذبح العائلات ذبائح وتترحم على موتاها.

وفي السودان يقام «عشاء الميتين» فيطوف الأولاد على بيوت الجيران وهم يرتدون ملابس التنكر ويهددونهم بالكوارث والمصائب إذا لم يطعموهم.

وفي العراق، يحمل الأطفال، إبان الاحتفال بمولد الإمام الحسين في النصف من رمضان، الأكياس ويدورون على البيوت ويطرقون الأبواب، وحينما يُفتح لهم ينشدون: «اعطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، ويرجعكم لأهاليكم ... لولا ولدكم ما جينا، يفك الكيس ويعطينا». ويتحول الغناء الى إزعاج، ولا يكف الأولاد عن السؤال حتى يحصلوا على الحلويات.

وفي لبنان وسوريا يُعتبر عيد القديسة بربارة أقرب النماذج الى الهالوين، وهو يقع في اليوم الثالث من كانون الأول، ويتزامن مع عيد القديسة فيفيان. وبربارة شفيعة المساجين، وقد عاشت في تركيا في القرن الثالث الميلادي. وترمز قصتها، جزئياً، إلى الأرواح التي تبقى مسجونة طوال سنة كاملة لتخرج كلها في يوم محدد. وفي هذا العيد يرتدي الأولاد الأقنعة، أو يرسمون وجوههم بالأصباغ، ثم ينتشرون في الشوارع مرددين أغنية «هاشلة بربارة مع بنات الحارة». وحينما يقرعون باب أحد المنازل يبدأون بالغناء مرددين: «يا معلمتي حلّي الكيس الله يبعتلك عريس»، أو «أركيلة فوق أركيلة صاحبة البيت زنغيلة» (أي غنية). وإذا لم تستجب صاحبة البيت لهم فيبدأ الإزعاج والهجاء مثل: «نارة فوق نارة صاحبة البيت ختيارة». أما الكبار فيلبسون الأردية مقلوبة، أو ترتدي الأم ثياب زوجها، والزوج ثياب امرأته أو لباس أبيه (الشروال مثلاً)، ويسلقون القمح ويصنعون القطايف. والقمح المسلوق، كما هو معلوم، هو باكورة الحصاد. والباكورة تقدَّم قرباناً للإله في الديانات القديمة.

ذكر أبو الفرج الأصفهاني في «الأغاني» أن الفقراء كانوا يطوفون في منتصف كل شهر وهم ينشدون: «يا صاحب البيت أجِر جوعان. يا ربنا أعطِه بيتاً في عالي الجنان». أما اليوم فيحتفل أولاد الخليج العربي بعيد «القرقيعان» في النصف من رمضان، أو في النصف من شعبان ويسمونها «ليلة الناصفة». وربما احتفلت بعض المناطق بهذه المناسبة في ليلة اكتمال البدر , وهي ليلة ذات إيحاء جنسي, وفي تلك الليلة يحمل الأولاد أكياساً في أعناقهم ويطوفون الشوارع بعد الإفطار، ويقرعون الطاسات أو الطبول منشدين أهزوجات تهديدية لصاحب الدار في ما لو لم يقدم لهم الحلوى، أو يمتدحونه إذا تجاوب معهم وقام بتقديم الهدايا لهم.

والسؤال الذي يفرض نفسه هل نحن مطالبون في البحث عن معرفتي أصل هذه العادة؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn13):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير