ثم تأيدت هذه الأدلة بالهدي الظاهر للسلف، فلم يظهر في ديار الإسلام بعد إيقاف الرسول صلى الله عليه وسلم الأعياد السابقة، وإبدالها بأعياد الإسلام أي عيد طيلة القرون الثلاثة المفضلة تعبدية كانت أو عادية، حتى أحدث العبيديون عيد المولد، وذلك رغم أن للأمم المجاورة أو المخالطة للمسلمين أعياداً تعبدية وعادية، يقصد منها الاحتفاء بزمان أو شخص، كعيد الشعانين ومولد عيسى عليه السلام للنصارى، والنيروز للفرس وغيرها من الأعياد، لاسيما والأمة فِي هذه القرون كانت تأخذ الكثير من المفيد النافع من الأمم الأخرى، فتركها لهذه الأعياد رغم وجودها دليل على إعراضها عنها ديانة.
قال شيخ الإسلام:
" أن العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد، إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك.
فالعيد يجمع أموراً:
منها: يوم عائد، كيوم الفطر ويوم الجمعة.
ومنها: اجتماع فيه.
ومنها: أعمال تتبع ذلك من العبادات، أو العادات، وقد يختص العيد بمكان بعينه وقد يكون مطلقا، وكل من هذه الأمور قد يسمى عيداً
فالزمان كقوله r ليوم الجمعة: ((إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيداً)) [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn15) .
والاجتماع والأعمال كقول ابن عباس: " شهدت العيد مع رسول الله r"[16] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn16)
والمكان كقوله r : (( لا تتخذوا قبري عيداً)) [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn17).
وقد يكون لفظ " العيد " اسما لمجموع اليوم والعمل فيه، وهو الغالب، كقول النبي r :
(( دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيداً، وإن هذا عيدنا)).
فقول النبي r : (( هل بها عيد من أعيادهم)) [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn18) يريد اجتماعاً معتاداً من اجتماعاتهم التي كانت عندهم عيداً " [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn19).
وأما عن مفهوم التخصيص ,
قال شيخ الإسلام:
" ومن ذلك ترك الوظائف الراتبة، من الصنائع أو التجارات أو حلق العلم أو غير ذلك واتخاذه يوم راحة وفرح واللعب فيه .... على وجه يخالف ما قبله وما بعده من الأيام.
والضابط: أنه لا يحدث فيه أمر أصلاً، بل يجعل يوماً كسائر الأيام [20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn20) " .
فتبين لكل منصف محبا متبعا لهدي رسول الله r أن القرقيعان مشابهته بالعيد ظاهرة , فمسألة الأعياد من المسائل الشرعية التعبدية، التي لا يجوز الابتداع فيها ولا الزيادة ولا النقص، وليست مجرد عادات بل تشريع أعياد لم يشرعها الله يكون حكماً بغير ما أنزل الله، وقولاً على الله بغير علم، وافتراءً عليه، وابتداعاً في دينه، فالله تعالى لم يشرع للمسلمين إلا عيدين، هما عيد الأضحى، وعيد الفطر، وأن الرسول r نهى عن اتخاذ الأعياد سواءً كانت أعياداً جديدة، أو أعياداً قديمة تحيا.
وقال أيضاً: الأعياد شريعة من الشرائع , فيجب فيها الاتباع , لا الابتداع [21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn21).
مشابهة الكفار
وأما عن مشابهة الكفار , فقد جاء النهي عن مشابهتهم كما لا يخفى عند أهل الفطر والقلوب السليمة , قال r : (( من تشبه بقوم فهو منهم)) [22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn22) ، فهذا يقتضي تحريم التشبه.
فقد نهينا عن التشبه بهم، وأمرنا بمخالفتهم، وعدم موافقتهم.
قال شيخ الإسلام:
" العيد: اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك [23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn23)"
¥