يقول ابن تيمية في رسالته التدمرية (ص 113 - 114): (وهؤلاء الذين ينفون التأويل مطلقا ويحتجون بقوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله قد يظنون أنا خوطبنا فى القرآن بما لا يفهمه أحد أو بمالا معنى له او بما لا يفهم منه شىء.
وهذا مع أنه باطل فهو متناقض لانا إذا لم نفهم منه شيئا لم يجز لنا ان نقول له تأويل يخالف الظاهر ولا يوافقه لا مكان أن يكون له معنى صحيح وذلك المعنى الصحيح لا يخالف الظاهر المعلوم لنا فانه لا ظاهر له على قولهم فلا تكون دلالته على ذلك المعنى دلالة على خلاف الظاهر فلا يكون تأويلا
ولا يجوز نفى دلالته على معان لا نعرفها على هذا التقدير؛ فان تلك المعانى التى دل عليها قد لا نكون عارفين بها ولأنا اذا لم نفهم اللفظ ومدلوله فلأن لا نعرف المعانى التى لم يدل عليها اللفظ أولى؛ لأن إشعار اللفظ بما يراد به أقوى من اشعاره بما لا يراد به، فاذا كان اللفظ لا اشعار له بمعنى من المعانى لا يفهم منه معنى أصلا لم يكن مشعرا بما اريد به فلأن لا يكون مشعرا بما لم يرد به اولى فلا يجوز ان يقال إن هذا اللفظ متأول بمعنى انه مصروف عن الإحتمال الراجح الاحتمال المرجوح فضلا ع يقال إن هذا التأويل لا يعلمه إلا الله اللهم إلا ان يراد بالتأويل ما يخالف ظاهره المختص بالخلق فلا ريب ان من أراد بالظاهر هذا لا بد وان يكون له تأويل يخالف ظاهره لكن اذا قال هؤلاء إنه ليس لها تأويل يخالف الظاهر أو انها تجرى على المعانى الظاهرة منها كانوا متناقضين
وان ارادوا بالظاهر هنا معنى وهناك معنى فى سياق واحد من غير بيان كان تلبيسا
وان ارادوا بالظاهر مجرد اللفظ أى تجرى على مجرد اللفظ الذى يظهر من غير فهم لمعناه كان إبطالهم للتأويل أو إثباته تناقضا لأن من أثبت تأويلا أو نفاه فقد فهم معنى من المعانى
وبهذا التقسيم يتبين تناقض كثير من الناس من نفاة الصفات ومثبتيها فى هذا الباب) وتنظر ارسالة في مجموع الفتاوى (3/ 67)
ويقول أيضاً: (ثم كثير من هؤلاء يقولون تجرى على ظاهرها فظاهرها مراد مع قولهم ان لها تأويلا بهذا المعنى لا يعلمه الا الله وهذا تناقض وقع فيه كثير من هؤلاء المنتسبين الى السنة من اصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم) مجموع الفتاوى (5/ 35)
ويقول أيضا: (ومنهم من يقول: بل تجري علي ظاهرها وتحمل علي ظاهرها ومع هذا فلا يعلم تأويلها إلا الله فيتناقضون حيث أثبتوا لها تأويلا يخالف ظاهرها وقالوا ـ مع هذا ـ إنها تحمل علي ظاهرها وهذا ما أنكره ابن عقيل على شيخة القاضي أبي يعلى في كتاب ذم التأويل) درء تعارض العقل والنقل (1/ 12)
ويقول ابن القيم: (ثم تناقضوا أقبح تناقض فقالوا تجري على ظواهرها وتأويلها مما يخالف الظواهر باطل ومع ذلك فلها تأويل لا يعمله إلا الله فكيف يثبتون لها تأويلا ويقولون تجر على ظواهرها ويقولون الظاهر منها غير مراد والرب منفرد بعلم تأويلها وهل في التناقض أقبح من هذا) الصواعق المرسلة (2/ 423 - 424)
ويقول أيضاً: (ثم هم متناقضون أفحش تناقض فإنهم يقولون تجري على ظاهرها وتأويلها باطل ثم يقولون لها تأويل لا يعلمه إلا الله) الصواعق المرسلة (3/ 921)
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 06 - 07, 09:43 م]ـ
جازاكم الله خيرا .. أحسنّا الفهم لأنّكم أحسنتم النقل.
غير أن تعقيبكم الأخير، أخذ منّا وقتاوجهدا حتى فهمناه واستوعبناه:)
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 05:26 ص]ـ
قلتم يا شيخ ابو حازم
وكذا من يسلك مسلك التفويض من الماتريدية كالماتريدي والنسفي وأبي القاسم الحكيم السمرقندي وابن الهمام وابن قطلو بغا وغيرهم ممن التزم التفويض مذهبا في الغالب كالقاضي أبي يعلى كلهم إنما يدرجون مسلك التاويل والتفويض تحت نصوص الصفات أي الصفات السمعية بعد أن يثبتوا الصفات السبع صفات المعاني، وكذا من يبين المسلكين من اهل السنة كابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
وانتم عندى افقه منى واكثر علما
ولكن مادعانى لقول لذلك هو كلام للعلماء مثل
قول ابن ابراهيم عنهم:
هم الذين يفوضون المعنى، ما يدرون أيش معناه، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ما يدرون أيش معناه, مثل الكلام الأعجمي، كأنه حروف أعجمية، معنى آية الصفات، والله على كل شيء قدير ما يدرون أيش معنى قدير،
السميع البصير ما يدرون أيش معنى البصير، هذا غلط المعنى معلوم كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول، نعرف أن السمع ضد الصمم، البصر ضد العمى، الاستواء معناه في اللغة معروف الاستقرار والصعود والعلو والارتفاع. انتهى
وقول الشيخ الالبانى فى محاضرة
الرد على المفوضة:
فهل نفهم من صفة السميع أن نفوض فنقول: لا ندري ما هي صفة السمع؟ كذلك البصير، لا ندري ما هي صفة البصر! والقدير .. والحكيم .. والعليم .. إلخ، معنى ذلك التفويض المزعوم: أننا لا نفهم شيئاً من هذه الصفات!! إذاً: على هذا نكون قد آمنا بربٍ موجود، لكن لا نعرف له صفة من الصفات، وحينئذٍ كفرنا برب العباد حينما أنكرنا الصفات بزعم التفويض، وهذا هو الذي يرد -أولاً- على أولئك المفوضة زعموا
وغيرهم من المعاصرين
¥