3 - قال ابن الجوزي: (أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا ويمرونه كما جاء وينبغي أن يراعى في مثل هذا الامرار اعتقاد أنه لا تشبه صفات الله صفات الخلق ومعنى الامرار عدم العلم بالمراد منه مع اعتقاد التنزيه) الفتح (6/ 40)
4 - وقال الحافظ ابن حجر:
(والصواب الإمساك عن أمثال هذه المباحث والتفويض إلى الله في جميعها والاكتفاء بالإيمان بكل ما أوجب الله في كتابه أو على لسان نبيه إثباته له أو تنزيهه عنه على طريق الإجمال وبالله التوفيق ولو لم يكن في ترجيح التفويض على التأويل الا ان صاحب التأويل ليس جازما بتأويله بخلاف صاحب التفويض) فتح الباري (13/ 383)
5 - ويقول الشهرستاني وهو من الأشاعرة في الفصل في الملل والنحل (1/ 91): (اعلم أن جماعة كبيرة من السلف كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والجلال والإكرام والجود والإنعام والعزة والعظمة ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل بل يسوقون الكلام سوقا واحدا
وكذلك يثبتون صفات خبرية مثل اليدين والوجه ولا يؤولون ذلك إلا أنهم يقولون: هذه الصفات قد وردت في الشرع فنسميها صفات خبرية.
ولما كانت المعتزلة ينفون الصفات والسلف يثبتون سمي السلف صفاتية والمعتزلة معطلة
فبالغ بعض السلف في إثبات الصفات إلى حد التشبيه بصفات المحدثات.
واقتصر بعضهم على صفات دلت الأفعال عليها وما ورد به الخبر فافترقوا فرقتين
فمنهم من أوله على وجه يحتمل اللفظ ذلك.
ومنهم من توقف في التأويل وقال: عرفنا بمقتضى العقل أن الله تعالى ليس كمثله شيء فلا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء منها وقطعنا بذلك إلا أنا لا نعرف معنى اللفظ الوارد فيه مثل قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) ومثل قوله: (خلقت بيدي) ومثل قوله: (وجاء ربك) إلى غير ذلك.
ولسنا مكلفين بمعرفة تفسير هذه الآيات وتأويلها بل التكليف قد ورد بالاعتقاد بأنه لا شريك له وليس كمثله شيء وذلك قد أثبتناه يقينا
ثم إن جماعة من المتأخرين زادوا على ما قاله السلف فقالوا: لا بد من إجرائها على ظاهرها فوقعوا في التشبيه الصرف وذلك على خلاف ما اعتقده السلف)
6 - ويقول الفخر الرازي وهو من رؤوس الأشاعرة عن نصوص الصفات: (يجب القطع فيها بأن مراد الله تعالى منها شيء غير ظاهرها ثم يجب تفويض معناها إلى الله تعالى ولا يجوز الخوض في تفسيرها) أساس التقديس (ص 236)
ومن هذه النصوص نعلم أن المفوضة يفوضون المعنى ويدعون الجهل به مطلقا وقد سماهم أهل السنة أهل التجهيل؛ لأن قولهم يعني تجهيل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والصحابة رضي الله عنهم وعدم علمهم بمعاني ألفاظ القرآن.
واما قول السلف: " أمروها كما جاءت "وقولهم: " من غير تفسير لا كيف ولا معنى " وقولهم: " تفسيرها قراءتها " فكلها عبارات مترادفة تدل على معنى واحد وهو أن معنى اللفظ في اللغة هو تفسيرها الذي تقرأه في القرآن وإلا كنت تقرأ طلاسم لا تعرف معانيها وهذا يعارض ما يذكره الله في أكثر من موضع أنه أنزل القرآن لنتدبره ونعقله ونفهم معناه، و السلف يقولون ذلك في مقابل قول أهل التعطيل الذين يؤلون الصفات بكيفية أو معنى غير مراد.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:50 م]ـ
الشيخ الفاضل ابا حازم قلت:
(فهم أثبتوا اللفظ الوارد في الصفة ثم أولوه) وهذا فعل المؤولة منهم 00
فما هو فعل متقدمى الاشاعرة كالاشعرى والباقلانى وغيرهما؟ وذلك وفق قولك بانهم يثبتون
هنا (فينبغي أن يعلم أن متقدمي الأشاعرة على إثباتها من غير تأويل وهو قول أبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه00)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - 06 - 07, 08:21 م]ـ
أخي الكريم أبا محمد بارك الله فيك وبعد:
أبو الحسن الأشعري وأصحابه المتقدمون يثبتون الصفات الخبرية بنحو إثبات السلف في الجملة وهذه بعض النصوص عن أبي الحسن _ ذكرت منها الشاهد وتركت تفاصيل كلامه _ والباقلاني تبين ذلك:
1 - قال أبو الحسن الشعري: (الإجماع السابع
وأجمعوا على أنه عز وجل يسمع ويرى وأن له تعالى يدين مبسوطتين وأن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه من غير أن يكون جوارحا وأن يديه تعالى غير نعمته) رسالة إلى أهل الثغر (ص 225 – 226)
¥