أبو الحسن الأشعري وأصحابه المتقدمون يثبتون الصفات الخبرية بنحو إثبات السلف في الجملة 00
هل يعنى ذلك انهم لايخافون اهل السنة فى الصفات ويخالفونهم فى ابواب اخرى؟
ام انهم يثبتونها فى الجملة أمر فيه تفصيل؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:00 م]ـ
الأخت توبة بارك الله فيك بينت فيما سبق أن هناك فرقا بين الأمرين
وكنه الشيء أي حقيقته ونهايته تقول اعرفه كنه المعرفة يعني أعرف حقيقته وكل شيء فيه.
فصفات الله عز وجل كذاته لا يمكن أن يدرك المرء كنهها وكيفيتها وحقيقتها وهذا امر متفق عليه بين أهل السنة والأشاعرة والماتريدية.
لكن معاني هذه الصفات في لسان العرب معروفة كاليد والوجه والقدم والأصبع والكلام والغضب والرضا والضحك؛ لأن الله وصف القرآن بأنه بيان كما في قوله تعالى: (هذا بيان للناس) ووصفه بأنه مفصل فقال تعالى: (كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون) ووصفه بأنه عربي كما في قوله تعالى: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) ووصفه بأنه هدى كما في قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات) وأمرنا بتعقله فقال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) وقال: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وأخبر أن القرآن ميسر فقال: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).
فبعد كل هذا الوصف للقرآن يزعم هؤلاء أن صفات الله عز وجل المذكورة فيه لا يعلم معناها وأنه مجهولة ولا يعلم المراد بها مع العلم أنه قل ان توجد آية إلا ويذكر فيها صفة من صفات الله عز وجل فكيف تكون معرفة صفات الله عز وجل التي هي من أهم مسائل الدين مجهولة ومعرفة فرعون وهامان وقارون وقصص السابقين قوم نوح وثمود وعاد معلومة، ثم بعد هذا كله تكون وظيفة البيان والتبليغ التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم والذي وصفه الله بقوله: (الرحمن فاسأل به خبيرا) بعد هذا كله تكون وظيفته صلى الله عليه وسلم بيان أحكام الصلاة والطهارة والصوم والآداب ويغفل معرفة الله عز وجل.
هذا المذهب هو من شر أقوال أهل البدع والإلحاد كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية لما يترتب عليه ويلزم من لوازم خطيرة كالقدح في حكمة الله عز وجل وتعطيل صفاته وتجهيل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والطعن في نصوص الكتاب والسنة.
والمقصود أن عندنا معنى تدل عليه اللغة فهذا نثبته وأما ما زاد عليه من بيان كنه وحقيقة وكيفية الصفة فهذا نفوضه كما قال مالك رحمه الله: الاستواء والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) فوصف الاستواء بأنه معلوم المعنى في اللغة.
فنصوص الصفات كغيره مفهومة المعنى فيفهم منها بعض ما دلت عليه وليست من قبيل المتشابه كما زعم المفوضة ولم ينقل ذلك عن احد من السلف كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
واما ما سألت عنه أخي الكريم ابا محمد فمرادي بقولي يثبتون الصفات بنحو إثبات السلف في الجملة أنهم يخالفون السلف في أمور منها:
1 – أنهم لا يثبتون الصفات الخبرية الفعلية أي الاختيارية وهي المتعلقة بمشيئة الله وإرادته كالغضب والرضا والفرح والمجيء والإتيان والنزول والاستواء وكذا ما كانت فعلية ذاتية كالكلام يثبتون منها صفة الذات فقط.
2 – أنهم يستعملون بعض المصطلحات الكلامية في كلامهم على الصفات كنفي الأجسام والأعراض والحركة والانتقال والزوال ونحوها والأصل في هذا الاقتصار على ما ورد في النصوص وتحقيق معنى الصفة مع التجوز في العبارات، كما أن الإثبات مقرونا بهذه الألفاظ ضرب من التفويض، وأبو الحسن الأشعري يثبت بعض الصفات هذه مع هذه المصطلحات ليؤول الصفة بالمفعولات فهو يرى أنها لا تقوم بذات الله عز وجل وقد بين ذلك أتباعه بأن الله يحدث فعلا يسمى نزولا وفعلا يسمى استواء وفعلا يسمى مجيئا.
والكلام على تفاصيل معتقد الأشعري في الصفات يطول وقد أطل أهل العلم قديما وحديثا في بيان معتقده مع خلط كثير من اتباعه في نسبة بعض الأقوال إليه.
وليس مرادي هنا في كونه يثبت بنحو مذهب السلف في الجملة كل مسائل العقيدة؛ لأن هذا ايضا يطول الكلام فيه ويمكن معرفته بقراءة كتبه الإبانة ورسالة إلى اهل الثغر ومقالات الإسلاميين وما ذكره عنه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وينظر كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة للشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود ومنهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى تأليف خالد بن عبد اللطيف بن محمد نور وغيرها من الكتب.
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:54 م]ـ
جازاكم الله خير الجزاء. وإنما سألت عن الفرق بينهما للتأكد،لأن الأخ أبا قحافة ذكر في نقله لكلام الشيخ صالح،أعلاه، أن الكنه هو الكيفية، و أجد في نقولات أخرى عدم التفريق بين الكنه وبين المعنى،وقد وضحتم بما فيه الكفاية.
شكر الله لكم هذا المجهود الطيب وجعله في ميزان حسناتكم.
¥