ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:43 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أبا مالك العوضي فقد أجدتم و أفدتم
و هذه إضافة يسيرة على أسئلة ذاك الأشعري الذي نقلها أخونا الكريم - و المعذرة على التقدم بين أيدي مشايخنا الأفاضل -
=================
1ما الدليل على القدر المشترك الذي ادعيتموه؟
عندما نقول ان الله حي و الإنسان حي
هل حياة الله تعالى كحياة الإنسان؟؟ قطعا لا!
فلفظ الحياة قدر مشترك أم لا؟؟؟؟
إن قلتَ: نعم , فقد نطقت بالحق
و إن قلتَ: لا , فأنت مكابر و لا غرو!
2كيف لا يحفظ القول بالقدر المشترك حتى عصركم المبارك؟
ألفاظ العرب مفهومة و لا يلزم ذلك تعريفها
و الغزالي الأشعري بعد ان ذكر جملة من تعاريف العلم توصل الى نتيجة ان لفظ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه! و لو شنّع مشنّع على الغزالي لقال: قد اعترف بعجزه عن تحديد معنى العلم!!
قال الغزالي في المنخول:
(والمختار أن العلم لا حد له إذ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه ولا عبارة أبين منه وعجزنا عن التحديد لا يدل على جهلنا بنفس العلم)
3ادعائكم ان المعنى المشترك _او ادعاء اتباعه_ليس هو ما دون في المعاجم الموجودة الان وعليه يلزم ان التبين للمعنى القراني من خلال لغة العرب ليس له وجود في حاضرنا الواقع وعليه فالبيان اللغوي مفقود وهو يتنافى مع فهم القران بمقتضى اللغة؟
هذا ليس شرطاً
ففي المعاجم ما هو منه تفسير بما يختص بالمخلوق ومنها ما هو تفسير بالمعنى العام الذي يصلح أن يضاف إلى الخلق وأن يضاف إلى المخلوق
و حاصل الكلام: إن المفوض يدّعي جهلاً و زورا أنه لا يقر في نفسه شيء من معنى الكلمة كما إذا قيل: (ينزل ربنا الى سماء الدنيا .. ) الحديث فيقول انه لا يعلم معنى النزول!
و هو بين أمرين:
1 - إما انه يقصد الكيف و الكنه و يصطلح على ذلك بالمعنى تلبيسا و تدليساً
2 - أو انه يريد حداً مانعا جامعا للنزول فهذا الحد الذي يريده إما ان يكون خاصا المخلوق فيستدعي ذلك تفسير الماهية المتعارف عليها في حق المخلوق , أو يكون مجردا و قدراً مشتركا , أو أن يكون خاصا بالخالق عز و جل و هذا ما لا نعلمه , فإذا قيل له: القدر المشترك الذي نثبته هو الهبوط قال: فما معنى الهبوط! و هكذا يستمر في التدليس والتلبيس لهوى في نفسه
4ولماذا يعتمد على المعاجم الحالية في فهم باقي القران دون الصفات؟
قد مر الجواب على هذا بأعلاه و حاصل الكلام ان معاني الألفاظ في المعاجم منها ما هو قدر مشترك كلي و منها ما هو خاص بالمخلوق
اثبت اللغة القديمة؟ اثبت وجودها وضياعها؟ او اثبت ما تقول فيه انه اصل اللغة مثل ان يقال: ان اليد وضعت لكذا وكذا والمراد منها كذا. وكيف لا يحفظ هذا في بطون الكتب على مر العصور حتى لا يقع الاختلاف في صفات الرب جل وعلا؟
بل ان القول بان اصل المعاني لم يحفظ منه الا ما دونه المتاخرين في كتب اللغة يعود على التبيان بالمزاحمة والنزاع. مثال: القدم لا تعني فيما وصلنا من اللغة الا الجارحة, فيقول لا هذا في حق الادمي وفي حق الله معنى اخر وهو حقيقي فيقال له اللغة التي نعلمها لا تدل الا على التجسيم فنحن نثبت اللفظ وثبوته لله تعالى ومعناه لا نعلمه لان لا سبيل اليه الا اللغة واللغة تفيد التمثيل فيقول ابن تيمية: اصل القدم في اللغة كذا وكذا وتعرف وتتميز بالاضافة فيقولون له:اثبته نقلا؟؟؟
ويقال هل يتوافق ضياع اللغة القديمة او عدم نقلها مع التعهد بحفظ القران وما به يفهم القران؟
و هذا من الجهل المدقع - عافانا الله و إياكم منه - فالقدر المشترك لا يُشترط له حد مانع جامع و لكنه معقول بالنسبة للعربي , فإذا اتصف بها مخلوق علمنا منه ما نعرفه من هذا المخلوق من كنه و كيفية و إن أتصف بها من ليس كمثله شيء جهلنا كنه ذلك و حقيقته
و القول بأن أصل اليد هو الجارحة ليس بصحيح و على المدّعي إثبات ذلك من كلام العرب
و اليد نعرف من أحكامها القبض و البسط و غير ذلك و قد جاء إثبات ذلك لله تعالى فعلمنا ان اليد يد حقيقية لا مجازية
و هذا القدر كاف بالنسبة لنا و لا نخوض فيما وراء ذلك
و ليُعلم إن إثبات الكتاب و السنة و السلف الصالح لمعاني الصفات قد جاء على هذا النحو:
¥