ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:41 م]ـ
أنت كان اعتراضك منصبا على إدخال الأخ كلمة (الصحابة) في الموضوع.
فإما أن يكون قصدك عند اتفاق الصحابة وإما أن يكون قصدك عند اختلافهم
فإن كان قصدك عند اتفاقهم فقد ذكرنا أن هذا القصد باطل
وإن كان قصدك عند اختلافهم فقد ذكرنا أن هذا وارد أيضا على علماء اللغة (وليس النصوص تنزلا)
فإذا اختلف علماء اللغة فبقول من نأخذ؟
إن قلت: نأخذ ما اتفقوا عليه ونرجح عند اختلافهم، فهذا أيضا ما نصنعه مع أقوال الصحابة.
فالمقصود أن اعتراضك على (الصحابة) وارد أيضا على (اللغة).
وأما قولك إن علماء الأمة لم يختلفوا في الاحتجاج باللغة، فنقول: وأيضا علماء الأمة لم يختلفوا في الاحتجاج بإجماع الصحابة، فإن قلت: هذا خاص بالإجماع، قلنا: وأيضا الاحتجاج باللغة خاص بالإجماع وأما عند الاختلاف فلا يحتج بقول بعضهم على الآخر.
والخلاصة أنه لا يظهر لي فرق بين اعتراضك على (الصحابة) وعدم اعتراضك على (اللغة)
وأما قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء ... } إلخ، فالمقصود عند الجهل بموارد النصوص، أما عند معرفة النصوص والاختلاف في فهمها، فيكون الرجوع لأفهم الخلق لهذه النصوص، وهم الصحابة، فلو جاء النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلفنا في فهمه وجب الرجوع لفهم السلف وخيرهم الصحابة.
ولا معنى لانتساب الإنسان لأهل السنة إلا بهذا القيد، فإن جميع الطوائف كالمعتزلة والجهمية والروافض والخوارج - بل الفلاسفة والباطنية - يزعمون أنهم يأخذون من الكتاب والسنة، فإذا لم يقيد هذا الأمر بفهم السلف فهو ضلال كما هو مبين في غير هذا الموضع.
وأما اختلاف الصحابة في العقائد فالمقصود ما يجب على الإنسان اعتقاده من أصول دينه، ومسألة الرؤية يسعنا الخلاف فيها.
أما مسائل الفروع الفقهية فالمقصود من قلة اختلاف الصحابة القلة النسبية، أي قلة ذلك موازنة بمن جاء بعدهم، وهذا المعنى - أعني قلة اختلاف السلف بجانب اختلاف المتأخرين - نص عليه غير واحد من أهل العلم، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضع.
ـ[محمد العبد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 09:55 م]ـ
الأخ الفاضل أبو مالك لا أعلم لم جعلت الكلام كله يدور على صورتين اختلاف الصحاية وإجماعهم مع أن هناك صور أخرى معلومة لمن نظر في علم الأصول ولعل الوهم نشأ من أنك ذكرت أن الكلمة المعترض عليها هي (الصحابة) وهذا وهم أخي الكريم بل الكلمة المعترض عليها هي (الصحابي) عطفا على (قول الرسول) يعني يقصد قول الصحابي وهنا الإشكال فإنه لو قال كما ذكرت أنت (قول الصحابة) لما كان عندي إشكال ولكن كلمته يدخل فيها قول الصحاب الذي لايعلم فيها مخالف بصورتيها:
أولا إذا انتشر قوله.
ثانيا إذا لم ينتشر قوله.
وكلتا الصورتين فيهما خلاف معروف بين أهل العلم وعموما أخي الفاضل فأخونا ابو الزهراء السلفي الحنبلي يستطيع أن يحل الإشكال ويضح ماهو قصده فيزيل الإيهام الذي في كلامه.
أما بالنسبة لردك على تعليقاتي على كلامك فانظر أخي الحبيب كيف أنك تقول في كل مرة (المقصود) وهذا هو الذي أحاول أن أنصح إخواني به , وهو أن يبتعدوا عن الكلام الموهم الذي لا يقصدون ظاهره لأن هذه الطريقة تسببت في مشاكل كبيرة خاصة في كلام بعض علمائنا المعاصرين فكنت أبغي أن تتدارك الأجيال القادمة هذا الخطأ , وأحاول أن أساهم في ذلك بالتنبيه.
زادني الله وإياك فضلا وعلما.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 01:02 ص]ـ
أخي الكريم
وفقك الله وسدد خطاك
أنت تتكلم عن مذاهب الأصوليين في حجية قول الصحابي، وتفصيلات ذلك.
وهذا كلام عام، ونحن نتكلم هنا عن شيء خاص، وهو تفسير الصحابي للنصوص الشرعية، وليس مطلق قول الصحابي.
فإن الصحابي إذا قال: هذا النص المعين معناه كذا وكذا، أو الرسول عليه الصلاة والسلام يقصد من قوله كذا: كذا وكذا، فلا محيد عن الرجوع إلى قوله، لا سيما في العقيدة.
وإذا قال الصحابي: إن قول الله عز وجل كذا وكذا يقصد به كذا وكذا فلا إشكال في الأخذ بذلك.
وهذا إذا لم يعارضه غيره من الصحابة كما هو واضح.
وهذا يختلف عما إذا سئل في مسألة فأفتى فيها أو حكي عنه قول مرسل من الأقوال.
ولهذا قال الحافظ العراقي في الألفية:
وعد ما فسره الصحابي ........... رفعا فمحمول على الأسباب
وإذا كنا نرجع إلى أقوال أهل اللغة بالاتفاق في فهم النصوص الشرعية، فالرجوع إلى الصحابي في ذلك أولى؛ لأنه من أهل اللغة وزيادة، فقد جمع إلى علمه باللغة مشاهدته لأحوال الرسول عليه الصلاة والسلام ومعرفة القرائن التي تخفى علينا.
وقد ذكر ابن القيم في أعلام الموقعين فصلا طويلا في الاحتجاج بأقوال الصحابة من أكثر من خمسين وجها، من أمتع ما يكون.
ثم إن مطلق الرجوع أعم من الاحتجاج والإلزام، والخلاف بين أهل العلم إنما هو في حجية قول الصحابي، وليس في مطلق الرجوع إليها، ولا يلزم من رجوعي لأقوال الصحابة أن أحتج على غيري بها كما لا يخفى.
وإذا كان أهل العلم قد اختلفوا في الاحتجاج بقول الصحابي ولهم تفصيل في ذلك، فإنهم لم يختلوا في مطلق الرجوع إلى أقوالهم كما يعرف ذلك بالتتبع والاستقراء لكلامهم ومصنفاتهم.
¥