(9) ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله (10) فيتنجّس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمناً (11) حينئذٍ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله (12) الذي سيأتي من الجنوب بقوّة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام (13) وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر (14) وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به (15) وسيكون من يؤمن بكلامه مباركاً)).
وفيما يلي صورة أصلية لهذه الفقرات من هذا الإنجيل (برنابا):
و فيما يتعلّق بالبشارة فقد ورد اسم محمد صلى الله عليه وسلّم في هذا الإنجيل صريحاّ اسماً وصفةً:
فقد ورد أيضاً في الفصل السابع والتسعون الفقرات من 4 - 10:
((فقال حينئذٍ يسوع: " إن كلامكم لا يعزيني لأنه يأتي ظلام حيث ترجون النور ولكن تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب فيّ وسيمتدّ دينه ويعمّ العالم بأسره لأنه هكذا وعد الله أبانا إبراهيم وأن ما يعزيني هو أن لا نهاية لدينه لأن الله سيحفظه صحيحاً " أجاب الكاهن: " أيأتي رسل آخرون بعد مجيء رسول الله؟ "
فأجاب يسوع: "لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله، ولكن يأتي عدد غفير من الأنبياء الكذبة وهو ما يحزنني لأن الشيطان سيثيرهم بحكم الله العادل فيتسترون بدعوى إنجيلي"
وأمّا عن ذكر اسم محمد (صلى الله عليه?وسلم) فقد ورد في الفقرات من 13 - 18:
((فقال حينئذٍ الكاهن: " ماذا يسمّى مسيّا وما هي العلامة التي تعلن مجيئه؟ "
أجاب يسوع " إن اسم مسيّا عجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي قال الله: " اصبر يا محمد لأنّي لأجلك أريد أن اخلق الجنّه، العالم وجماً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركاً ومن يلعنك يكون ملعوناً ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتّى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبداً إن اسمه المبارك محمّد"
حينئذٍ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: " يا الله أرسل لنا رسولك، يا محمد تعال سريعاً لخلاص العالم! " ... )).
وفيما يلي صورة أصلية لهذه الفقرات من هذا الإنجيل (برنابا):
دخول النصرانية إلى مصر
حين بدأت النصرانية في الانتشارفي الامبراطورية الرومانية، و منها الولاية المصرية، كان ذلك بين الجماهير ـ كما هي العادة في كل دين ـ.
و قبل أن تنتقل إلى الحكام، ونظراً إلى أن بيئة شعوب الإمبراطورية كانت مختلفة عن البيئة التي شهدت ميلاد المسيحية، وبعضها كان متشبعاً بالثقافتين اليونانية واللاتينية فقد كان من البديهي أن تصبح لمعتنقي المسيحية وخاصة الطبقة المثقفة نظرات فلسفية، و نظرا إلى أنه لا يُبنى على الباطل إلا الباطل، فقد بدأ مقدَّموهم البحث في أمور لاهوتية أشد غرابة و تعقيداً، من أهمها:
1ـ هل للمسيح عليه السلام طبيعة واحدة إلهية أم له طبيعتان أحداهما إلهية والأخرى إنسانية؟.
2ـ وهل له مشيئتان أم مشيئة واحدة؟ وهل له طاقتان أم طاقة واحدة؟
3ـ هو مساو له في الجوهر أم لا؟
4ـ السيدة مريم ـ عليها السلام ـ يصح أن يطلق عليها " أم الإله ".
5ـ إذا جاز ذلك فهل أمومتها له تشمل الطبيعة الإنسانية أم الطبيعتين الإلهية والإنسانية؟
وهي كما يرى القارئ مسائل فلسفية مبنية على عقائد وثنية أدخِلت في النصرانية عن طريق شاول اليهودي أو من جاء من بعده، ممَّا جعل من الخلاف حول
طبيعة المسيح عليه السلام: هل هي طبيعة واحدة أم طبيعتان؟ هو الأشد ضراوة حتى أدى ذلك إلى شطر الكنيسة المسيحية إلى كنيستين سنة 45م وانقسم اتباع عيسى عليه السلام إلى كاثوليك (المؤمنين بالطبيعتين) والارثوذكس (المؤمنين بالطبيعة الواحدة) (ويتبعهم السريان الذين أطلق عليم اليعاقبة).
و تعددت أثناء ذلك المذاهب مثل:
الإثناسية، الأريوسية، البلاجيوسية، النسطورية، الدوناتية .... الخ.
و لما كانت علاقة مصر بالمسيحية قد ابتدأت مبكرا، و ذلك برحلة "العائلة المقدسة" الى مصر هروباً من الاضطهاد الروماني واليهودي. وقد دخلت المسيحية مصر على يد القديس مرقس الحوارى، و بدخوله إلى مصر يبدأ تاريخ المسيحية في مصر كما يقول المؤرخون المسيحيون.
¥