* لذلك أنا في شك من كلمة " العمرية " وأظن أنها محرفة هي أيضاً، فعمرو القنا لم يكن رجل مقالات لتنسب إليه فرقة، وإنما كان رجل سيف، ويذكر أن المهلب دس على معسكرهم رجلاً نصرانياً ليحدث فتنة بينهما، وقد كان فاختلفوا وكادوا يتقاتلون فصاح فيهم عمرو القنا، أيها المحلون هل لكم في الطراد فقريب ثلاثين يوماً والكفار ـ يقصد المسلمين ـ على خفض، فتهايجوا إلى السلاح ونسوا ما بينهم.
وإنما رجل النظر والبحث وإمام الخوارج هو قطري بن الفجاءة. فالمسألة تحتاج إلى الرجوع إلى المخطوط.
مرة أخرى أقول: لكن رجاء لا تنسب لي أني أقول هي كذا أو كذا، أنا أقول تحتاج مراجعة فقط لا غير.
* قطري بن الفجاءة كان على رأي نافع وأشد، وكان كسائر الأزارقة يرى الامتحان لمن قصد عسكره مهاجراً، وامتحان الأزارقة بأن يُدفع لمن قصدهم أسير من المسلمين ويأمر بقتله بالسيف، فإن قتله قبلوه، وإلا كفروه وقتلوه.
* ومن الطرائف أن المهلب دس عليه رجلاً يسألهم عن رجلين قصد عسكرهم فمات أحدهما في الطريق، وامتحن الثاني فلم يجاوز المحنة يعني لم يقتل الأسير، فأجاب قطري بأن الأول مؤمن والثاني كافر.
* ومن وقائع عمرو بن القنا المشهورة أنه كبس سابور يوم الأضحى والمهلب على المنبر يخطب.
* ولا يخفى عليك أن كلمة " كبس " هنا، أو قول " كبس ليلاً " كما جاء في حكاية شبيب تعني الإغارة والتبييت، وهي صفة الدار غير الممنوعة بعهد ولا إسلام كما نص على ذلك الشافعي وغيره.
* ومن الوقائع المؤلمة التي حدثت في زمان قطري بن الفجاءة، أنهم أسروا امرأة من أشراف العرب، فنصبوها في السوق مكشوفة بادية المحاسن لمن يشتري، فتنافس العرب والموالي عليها، حتى وصلت إلى تسعين ألفاً، فجاء رجل من الخوارج من خلفها فضربها بالسيف فقطع رأسها، فرفع إلى قطري بن الفجاءة: لماذا ضيعت على بيت المال تسعين ألفاً، وأمة من إماء المسلمين، فقال رأيت الناس اختلفوا وكادوا يقتتلون ففوات تسعين ألفاً أهون.
* إن هذا كله يدل على مبلغ دقة ما تفضلت بنقله عن الملطي بأن العمرية وهم ـ إن كان لهم وجود ـ من الأزارقة أقل الناس شراً ولا يرون السبي والقتل إلخ.
* وللعلم كتاب الملطي كتاب صغير جداً، يفتقر إلى التفاصيل، وعنايته بالرد أكثر من عنايته بالحكاية عن مقالات الناس، ويكفي أن جل اعتماد الباحثين في المقالات على غيره.
* وقد طبع مرتين، الأولى بتحقيق الكوثري، والثانية بتحقيق يمان المارديني، ولم يفعل الثاني كبير شيء، فالتصحيف والأخطاء نفسها. وهو نفس الذي في الموسوعة، والمتداول الكتاب الثاني، وأظن أن كتاب الملطي بتحقيق الكوثري عند أخي الشيخ فيصل، لأنه كتب موضوع يتعلق بالملطي وبكلام الكوثري، هذا فيما أظن، والله أعلم.
* أخي الكريم أبو محمد كتاب الملطي في حاجة إلى خدمة وتحقيق، ما رأيك أن تنهض لهذا فأنا أرى أن لك عناية بالفرق.
* لو سلمنا أن (عبد الله بن الأزرق، وعمر بن قتادة) ليس من التصحيف فليس من الدقيق أبداً أن نعتمد في حكاية مقالات الفرقة على كلام يصدره بقوله: الفرقة الثانية: الأزارقة والعمرية أتباع عبد الله بن الأزرق، وعمر بن قتادة. ثم يحكي ما يحكي لأن الكلام بالطبع يدخل فيه الأزارقة كذلك. لأنه كما تقدم يتكلم عن فرقة واحدة، ومقالات الأزارقة معروفة مشهورة متداولة، فهذا مثال بين على عدم الاعتماد على الكتاب.
* الخلاصة: خلك مع مقالات أبي الحسن فقد قرأت الكتاب من أوله إلى آخره أكثر من مرة، ولم أر أجود منه، فهو يرتب مسائله كما يرتب الفقهاء مسائلهم في كتب الفقه، والكل عالة عليه، واعتماد الباحثين عليه بين لا يخفى.
* أخي أبو محمد قلتَ لقد طال النقاش وأنت لا تحب ذلك، وأنا لا أحب ذلك. هب أننا اختلفنا في مسألة أو مسألتين أو أكثر من ذلك بكثير، أفلا يسعنا أن نظل أحباب.
معذرة على الارتجال.
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:20 م]ـ
الأخ الكريم أبا ريحانة
الحقيقة لا أجد في موضوعك إلا نفيا دون إثبات شيء، فأنت تريد ألا تجعل التكفير بالكبيرة شرطًا في وصف الخوارج، بينما لا تأتينا بالضابط الصحيح الذي به يُعرف الخارجي من غيره.
فأكثر الخوارج على أن أهل ديار مخالفيهم خلط كما هو معلوم، ولم يكن لأجل تكفير الزناة والسراق في الدار، لكن التكفير العام للدار والاستحلال العام كان لأجل حكمهم على الراية التي تعلوها. وهذا الذي يميز الخوارج على طول الزمان
هذا الذي يميز الخوارج عن غيرهم موجود في أغلب طوائف الشيعة.
وها أنا أكرر عليك سؤال الأخ أبي حازم:
لم تجب على سؤالي؟ بل أجبت بسؤال وأنا أكرره واقول أنت رفضت ان يكون التكفير بالكبيرة هو الشرط في إطلاق لقب خارجي على الشخص وأن تكفير مرتكب الكبيرة هو سمة للخوارج فقط.
وأنا أريد أن أعرف من هو الخارجي عندك؟ ما هو الشرط الأساس والوصف المعتبر الذي إذا وجد قلنا بأن هذا الشخص خارجي أرجو ان تجيب بارك الله فيك؛ لأن هذا هو صلب موضوعك المطروح
¥