تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"ولفظ القديم والأزلي فيه إجمال. فقد يراد بالقديم الشيء المعين الذي ما زال موجوداً ليس لوجوده أول، ويراد بالقديم الشيء الذي يكون شيئاً بعد شيء، فنوعه المتوالي قديم، وليس شيء منه بعينه قديماً ولا مجموعه قديم، ولكن هو في نفسه قديم بهذا الاعتبار، فالتأثير الدائم الذي يكون شيئاً بعد شيء، وهو من لوازم ذاته، هو قديم النوع، وليس شيء من أعيانه قديماً "

وخلاصة الكلام: أن قولنا بحوادث لا أول لها نحتاجه في الرد على الفلاسفة الذين يقولون بقدم العالم كما نحتاجه في الرد على الجهمية الذين يعطلون الصفات ..

والذي يظهر لي أن القول بحوادث لا أول لها في غير هذين الموضعين لا يضر بخلاف القول بحوادث لا أول لوجودها فهذا باطل.

ويمكن أن تتضح المسألة إذا ناقشناها من الطرف الآخر وهو المستقبل .. فنحن نقول إن نعيم الجنة وأهلها خالدون إلى مالا نهاية وهذا لا يتعارض مع اعتقادنا أن الله هو الآخر فليس بعده شيء ولو قلنا أن ذلك النعيم لا آخر له بمعنى أن البقاء واجب له لذاته لكان كفرا ... والله أعلم

قال الشيخ بخيت المطيعي في سلم الوصول لشرح نهاية السول (2/ 103):

" ولزوم حوادث لا أول لها لا يضر العقيدة إلا إذا قلنا لا أول لها بمعنى لا أول لوجودها وهذا مما لم يقل به أحد بل الكل متفق على ان ما سوى الله تعالى مما كان أو يكون حادث أي موجود بعد العدم بقطع النظر عن أن تقف آحاده عند حد من جانبي الماضي والمستقبل أو لا تقف عند حد من جانبهما أو من أحدهما الا ترى ان الإجماع قام على أن نعيم الجنة لا يتناهى ولا يقف عند حد في المستقبل وبعد كونه حادثاً بمعنى أنه موجود بعد العدم لا يضرنا أن نقول لا

آخر له بمعنى عدم انقطاع آحاده وعدم وقوفها عند حد ولو قلنا أنه لا آخر لها بمعنى أن البقاء واجب لها لذاتها لكان كفرا، فكذلك من جانب الماضي نقول حوادث لا أول لها بمعنى أنها لا تقف آحادها عند حد تنتهي اليه وكل واحد منها موجود بعد العدم ولكنها لا تتناهى في دائرة ما لا يزال ولو قلنا أنها لا أول لوجودها ولا افتتاح له لكان ذلك قولاً بقدمها وذلك كفر وعليك بكتابنا القول المفيد وحواشي الخريدة ا0هـ

بقي الجواب عن سؤال أخينا أبي زكريا الشافعي:

لماذا يلزم ذلك. ألا يمكن أن يقال أن الله لم يزل فعالا لما يريد، لكن شاء سبحانه ألا يفعل أو يخلق شئ إلى أن خلق الخلق، فهو يفعل ما يشاء متى شاء، فلو لم يشأ أن يخلق الخلق، ما خلقهم ومازال متصفا بصفة الخلق، فهي صفة لازمة له سبحانه.

وهو سؤال جدير بالإجابة ... وعندي جوابه .. لكن لعلي أكتبه لكم لاحقا إن شاء الله.

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - 07 - 07, 05:33 م]ـ

الأخ الكريم أبا عبدالرحمن:

1 - أشكرك على التعقيب والكلام المفيد

2 - قولي غير مرة (بلا نهاية) سبق مفاتيح! والصواب طبعاً (بلا بداية).

3 - هذه الجملة (فيلزمهم إمكان أن يكون هذا العالم مسبوقاً بعالم آخر، وآخر وآخر إلى ما لا نهاية) هي من إنشائي تلخيصاً لرأي البوطي كما فهمته، فلا ينبغي أن تنسب إليه. ومعناه أن هذا العالم له بداية، ولكن إذا كان مسبوقاً بعوالم أخرى لا حصر لها فالنتيجة عند البوطي أن شيخ الإسلام يقول بقدم النوع. و لا أظن أن البوطي يذهب إلى اتهام شيخ الإسلام بقدم هذا العالم، ولا يستطيع ذلك! ولذلك عدل البوطي عن عبارات الشيخ إلى العبارة المخيفة (القدم النوعي للعالم)، من أجل تمرير هاتين الكلمتين (قدم العالم) مع تقييدهما بهذا القيد الذي لا يدرك معناه كل أحد، وهذا هو المكر الذي أشرت إليه! لأن الشخص العادي سيظن أن الشيخ يقف مع الملاحدة القائلين بقدم العالم أو على مسافة قريبة منهم!

4 - ولذلك فقولك حفظك الله (فالنوع عنده يعني الشيء نفسه كما يقول أحدنا: نوع هذه السيارة غالي)، غير مسلَّم، لأن الكلام هو على صفة الوجود التي يتفاوت فيها أفراد النوع، لا على الصفات التي لا تنفكّ عن أفراد النوع، كغلاء الثمن. وهناك فرق ظاهر بين قولنا (جميع أفراد هذا النوع غالي) وقولنا (جميع أفراد هذا النوع موجود الآن)

5 - أما قول شيخ الإسلام (فنوعه المتوالي قديم، وليس شيء منه بعينه قديماً ولا مجموعه قديم، ولكن هو في نفسه قديم بهذا الاعتبار، فالتأثير الدائم الذي يكون شيئاً بعد شيء، وهو من لوازم ذاته، هو قديم النوع، وليس شيء من أعيانه قديماً)، وإيضاحه لذلك بالخلود في المستقبل، فهو يكشف معنى القدم عنده بوضوح ما بعده وضوح، ولا يخفى ذلك على البوطي طبعاً، غير أنه لا يستطيع تكفير شيخ الإسلام إلا بتحريف كلامه واصطفاء ما ينتج المطلوب منه.

6 - كلام الشيخ بخيت المطيعي يكاد يكون بعينه كلام شيخ الإسلام ولعله مأخوذ منه

6 - لم أدرك وجه نقدك (لآخر كلامي)

بانتظار جوابك بارك الله فيك

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 07 - 07, 01:14 ص]ـ

الأخ أبو عبد الرحمن السعدي وفقه الله

أما احتجاجي بكلام البوطي في كبرى اليقينيات إنما هو لتوضيح معنى قولهم: التسلسل في المؤثرين وهو الذي أطلق عليه ابن أبي العز بالتسلسل الممتنع أما دعوى التناقض فأنا لم أنقل إلا كلام ابن أبي العز الحنفي مع توضيح يسير فبين لي التناقض لأستفد منك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير