تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أننا نحترم عقولهم ولشعر الناس أننا نأخذ آراءهم بعين الاعتبار لأنه يوجد الكثير من الناس من آتاه الله الحكمة والبصيرة والقدرة على التمحيص دون ان يدرس البرمجة ومن ثم يستطيع أن يستبين كثيرا من مبالغات مدربي البرمجة ويغض الطرف عنهم وهو يضحك عليهم. إنني أقول هذا الكلام عن تجربة حقيقية عشتها مع البرمجة ومع الناس.

عودا على بدء، نسأل السؤال:"هل يحتاج الناس عامة والمسلمون خاصة البرمجة اللغوية العصبية؟ "

? الجواب الأول: هم في حاجة إليها بقدر حاجتهم إليها.

? الجواب الثاني: الناس لا يحتاجون إليها بقدر عدم حاجتهم إليها.

? الجواب الثالث: الناس لا "يحتاجونها" وإنما "يستفيدون منها".

تفصيل الجواب الأول: الجواب الأول يبين خطر قولنا أن الناس محتاجون إلى البرمجة. والكلمات التي تحتها خط توضح ما أقصده إذ يجب بيان: "من هؤلاء الناس؟ " و "وما مدى هذه الحاجة؟ " و"وما طبيعة هذه الحاجة؟ ". ولذلك فالعبارة الإطلاقية الأولى صحيح أنها جذابة وقوية ولكن هل هي صادقة وعادلة ومنصفة وقابلة للتعميم ( generalization)؟

تفصيل الجواب الثاني: قد يقول قائل أن الجواب الثاني صياغة مختلفة لنفس معنى الجواب الأول. ولكن هذا لا يصح لأن هذا لا يلزم وذلك أن العبارة الأولى تنطبق على الفئة من الناس التي تريد الإقبال على تعلم البرمجة ابتداء والعبارة الثانية تنطبق على الفئة من الناس التي لا تريد أن تتعلم البرمجة ابتداء. ولذلك فالعبارة الثانية تبين لنا معشر القراء كيف أنه لا يبنغي افتراض عدم حاجة الناس إليها هكذا مطلقا وأما العبارة الأولى فتبين لنا كيف أنه لا ينبغي افتراض حاجة الناس إليها مطلقاً. وهكذا نعدل وننصف ونؤتي كل ذي حق حقه، بل إننا ننصف البرمجة نفسها لأنها (أي البرمجة) تدرب الناس على اجتناب الإطلاقات والتعميمات.

تفصيل الجواب الثالث: إننا عندما نقول الناس محتاجون فإننا نستورد جميع الدلالات الظاهرة ( denotations) والمؤولة ( connotations) لقولنا: "محتاجون". وبتكرار هذه الكلمة من قبل بعض مدربي البرمجة يتكرس في أذهان البسطاء من الناس تنوعاً كبيرا من جميع أو بعض الاحتمالات المفترضة لهذه الكلمة. والحقيقة أننا لا نحب للناس إلا ما نحب لأنفسنا ولذلك ينبغي أن نحذر من أن نساهم (كمتخصصين في البرمجة) في انجراف بسطاء المسلمين بلا تعقل وظبط وراء العبارة أعلاه وهي مسؤوليتنا بالدرجة الأولى كمتخصصين في البرمجة اللغوية العصبية وهذا مما تقتضيه الأمانة في التعامل مع مشاعر الناس وعواطفهم وقيمهم ومعتقداتهم. فالناس ليسوا بالضرورة "محتاجون" وإنما "مستفيدون" أكثر مما هم محتاجون لهذا العلم ولهذا عندما نقرر ككمارسين أو مدربين مساعدة فلان من الناس بواسطة البرمجة فإنه نسميه "مستفيد" ونسمي العملية التي نساعد بها الشخص "مساندة" ولا نسميه "مريض" أو "معلول" ولانسمي عملية المساندة "علاج" أو "دواء" أو غيرها من التسميات التي توحي بحاجة الناس الماسة لهذا العلم ولو كان الناس "المستفيدون" من هذا العلم "مرضى" لكانت البرمجة اللغوية العصبية داخلة في دائرة "الضروريات" وفي أقل الأحوال دائرة "الحاجيات" على حسب تصنيف علم الأصول في الشريعة فيما يتعلق بدرجات ومراتب المصالح، مع أن هناك احوال كثيرة لاتتعدى فيها البرمجة كونها منطلقة من دائرة "التحسينيات" فحسب وهذا يختلف باختلاف حاجة الناس للبرمجة فبعضهم لا تضيف له البرمجة شيئا والبعض الآخر "يستفيد" منها كثيراً وهكذا ولذلك من أفضل التعاريف التي اقترحها شخصيا للبرمجة هي:

"علم أو فن (أو شيء!!) يبعث في الناس المستفيدين أشياء (طاقات، مهارات، قيم، معتقدات ... الخ) كان من المفترض أن تكون فيهم ولديهم من دون أن يدرسوا البرمجة ولكن البرمجة جاءت لتساعد على بعثها وشحذها او تعزيزها فيمن يملكونها او يملكون بعضها من قبل"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير