تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:00 م]ـ

ومؤداه أن المجتهد كلما اجتهد في تأصيل بدعته والاحتجاج لها، والدفع عنها، كلما كان أبعد عن الحق

أحسن الله إليك.

لا يخفاك أن لفظ: " اجتهاداً " في قول أيوب: " ما ازداد صاحبُ بدعةٍ اجتهاداً إلا ازداد من الله بعداً "، نكرة في سياق النفي، فهي من ألفاظ العموم، فتخصيصك إياه بما ذكرته ((الاجتهاد في تأصيل بدعته والاحتجاج لها، والدفع عنها)) يحتاج إلى دليل وتعليل.

أما قولك:

كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الاجتهاد العلمي لا العملي

أقول: بل كلام شيخ الإسلام فيهما جميعاً، فلو أننا أكملنا النقل الذي تفضلت بنقله لوجدناه يذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج: " وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَوَارِجِ يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَقِرَاءَتَهُ مَعَ قِرَاءَتِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّة ".

ولا يخفى أن الاجتهاد في الصلاة والصيام وقراءة القرآن من الاجتهاد (العملي)!

ثم قال: " وَيُوجَدُ لِأَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ لِكَثِيرٍ مِنْ الرَّافِضَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الِاجْتِهَادِ مَا لَا يُوجَدُ لِأَهْلِ السُّنَّةِ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ ".

وهنا - أيضاً - لفظ (الاجتهاد) لفظ عام، تخصيصك إياه بما ذكرت لا دليل عليه، بل ذكره - أعني ابن تيمية - الحديث السابق دال على بطلان ما ذكرتَه.

فالنقلان اللذان نقلتُهما هما بعمومهما - بحمد الله - صالحان في المقصود.

ولم أفهم حصرك وتخصيصك الذي أتيت به إلا أنه ناتج عن رغبة في بيان عدم صلاحية ما نقلتُه في المقصود، وإلا لو تأملت لعلمت أنه لا معنى لتخصيصك البتة!

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:01 ص]ـ

جزاك الله خيرا

لم يكن مقصودي شيئا من ذلك تحديدا، وإنما هو محاولة لفهم الكلام فهما مقاربا ..

1 ـ ليس مؤثرا كون النكرة في سياق نفي أو إثبات لأن التعامل مع كلام السلف لا يشترط فيه الضبط الأصولي وكأنه ينزل تنزيل النص الشرعي، ويعتري كلامهم من القرائن والأحوال ما يبين معناه.

2 ـ أما أن ما ذكرته يحتاج تعليلا وتدليلا، فليس في كلامي تخصيص كلي كما فهمته، وأنا أقول من المبتدعة من لا تزيده (عبادته) إلا بعدا، ومنهم من ليس كذلك أيضا، باعتبار معذوريته من عدمها، ومدى كون بدعته صدرت منه على وجه التشهي والهوي.

3 ـ تكملة النقل لم تخفني، ولكن الكلام المذكور كان عن الجويني، وليس يعرف الجويني بمزيد تنسك عن غيره، فكلام الشيخ في حقه كان عن الاجتهاد العلمي بلا ريب.

4 ـ ثم استطرد الشيخ في ذكر الخوارج، وذكر أن في صنوف المبتدعة من لهم نوع اجتهاد في العبادة والعمل، فذكره على سبيل التقرير والتسليم، ولكن لم يذكر له دخولا أو خروجا في قاعدة البعد والقرب من الله، وإنما الذي ذكره هو أن الذي يراد هو الحسن من ذلك (يعني العلم والعمل) وذكر مقالة الفضيل بن عياض، وهذا مطرد في السني والبدعي، فكذا البدعي إن عمل العمل خالصا لله متحريا إصابته السنة حسن المقصد فإن عذره الله فلا أحد أحب إليه العذر منه.

والله أعلم

ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:43 ص]ـ

أخي عمرو حفظك الله:

صيغ العموم التي يذكرها الأصوليون هي كذلك بالنسبة للنص الشرعي وغيره من الكلام الفصيح، وقول أيوب من جملة ذلك.

فكلامه عام يبقى على عمومه ما لم يأت على تخصيصه مخصص من المخصصات المعروفة.

وبما أنك نفيت ما فهمتُه، فلماذا علقت -أصلاً- وجعلت (مؤدى) القول ما ذكرتَه؟! ألم يكن الأولى بك أن تترك عبارة أيوب رحمه الله على عمومها وإطلاقها؟!

ثم تقول: " وأنا أقول من المبتدعة من لا تزيده (عبادته) إلا بعدا "، أقول - مع احترامي لك -: وما شأننا بما تقوله وما لا تقوله؟! البحث في ما يقوله أيوب وليس في ما يقوله حضرتك!!

وكلمة شيخ الإسلام التي نقلتُها: " لَيْسَ الْفَضْلُ بِكَثْرَةِ الِاجْتِهَادِ وَلَكِنْ بِالْهُدَى وَالسَّدَادِ " ليست في حق الجويني وحده، حتى تقول: " فكلام الشيخ في حقه كان عن الاجتهاد العلمي بلا ريب "، بل من الواضح أنها كلمة عامة يصح أن يقال: إنها تجري مجرى المثل!!

ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:56 ص]ـ

بارك الله فيكم

معناها المتقين في عملهم وهناك قول بأن معناها من اتقى الشرك

فقد نزلت هذه الآية في قابيل وهابيل، وقابيل لم يتقي الله في عمله (قربانه) وغش فيه فلم يقبله الله منه

فالخلل في العمل هنا هو عدم تقوى الله فيه

وهذه ليست حالة الخوارج في عباداتهم بظاهر النص بل أنهم كانوا أفضل عبادة من الصحابة في الظاهر، فالخلل لم يكن في العمل، وإنما في الاعتقاد.

قال تعالى *هل اتاك حديث الغاشية جوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية*

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير