[بيان تلبيس الجهمية - الفوائد المنتقاة من المجلد الأول]
57
فإن دعوى العلم الضروري فيما ليس كذلك بمنزلة إنكار الضروري فيما هو ضروري
60
[الرازي] بل جمع عظيم من المسلمين اختاروا مذهبهم [الفلاسفة] مثل معمر بن عباد السلمي من المعتزلة ومثل محمد بن نعمان من الرافضة ومثل أبي القاسم الراغب وأبي حامد الغزالي من أصحابنا
63
ومن المعلوم أن هذه المسألة هي من أعظم مسائل أصول الدين، التي يتكلم فيها عامة طوائف بني آدم، فمن لم يكن له خبرة بمقالات بني آدم، كيف يحكم على جمهور العقلاء المعتبرين وهو لم يعرف من مقالات عقلاء بني آدم إلا مقالات طوائف قليلة بالنسبة إلى هؤلاء، فأما أئمة الإسلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم فلا خبرة له ولا أمثاله بمقالاتهم في هذا الباب كما تشهد به مصنفاته ومصنفات أمثاله، وكذلك لا خبرة له بمقالات الفقهاء وأئمة أهل الحديث والتصوف، وكذلك لا خبرة له بمقالات طوائف من متقدمي أهل الكلام ومتأخرين من المرجئة / والشيعة وغيرهم، ممن قد حكى أقوالهم طوائف كالأشعري وغيره، فإن كتبه تدل على أنه لم يعرف مقالات / أولئك، بل لا خبرة له أيضا بحقائق مقالات أئمة أصحابه كأبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب وكأبي العباس القلانسي وأمثالهم، بل لا خبرة له بحقائق مقالات الأشعري التي ذكرها في نفس كتبه، ولهذا لا ينقل شيئا من كلام الأشعري نفسه من كتبه كالموجز والمقالات والإبانة واللمع وغير ذلك، بل كثير من مقالات أئمة الأشعرية في هذا الباب وغيره من مسائل الصفات وفي مسائل القدر وغير ذلك لم يكن يَخبُره كما تدل عليه مصنفاته، وهو أيضا إنما يخبر من مقالات غير الإسلاميين ما يخبره من مقالات الفلاسفة / المشائين ونحوهم ممن توجد مقالته في كتب ابن سينا وأمثاله من الدهرية والثنوية والمجوس وغيرهم أو يخبر / ما يجده في كتب أبي الحسين وأبي المعالي ونحوهما من الإسلاميين، وأما سائر مقالات الفلاسفة الأوائل والأواخر فلا يخبره، وهذا تفريط في العلم والصدق في القول والاطلاع على أقوال أهل الأرض في مقالاتهم ودياناتهم.
82
قلت: هذا الذي ذكرناه هو ألفاظ أبي بكر بن فورك التي نقل بها ما ذكره وهو في الغالب نقل ألفاظ أبي الحسن الأشعري من كتاب المقالات وفي مواضع غير كلامه بزيادة ونقصان تارة غلطا وتارة عمدا باجتهاده لاعتقاده أن الصواب هو الذي ذكره دون ما وجده فيما ذكره أبو الحسن
100
فما كان إنما علم بالعقل فقط والعقل يحيله لم يقل فيه بلا كيف كسائر الممتنعات
137
قال [ابن عساكر] ولم تزل الحنابلة ببغداد في قديم الدهر على ممر / الأوقات والأيام تعتضد بالأشعرية حتى حدث الاختلاف في زمن أبي نصر القشيري [485] ووزارة النظام ووقع بينهم / الانحراف من بعضهم على بعض لانحلال النظام
146
وهذا أصل معروف لكثير من أهل الكلام والفقه؛ يسوغون أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم نسبة قولية توافق ما اعتقدوه من شريعته حتى يضعوا أحاديث توافق ذلك المذهب وينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ابن فورك لم يكن من هؤلاء وإنما هو من الطبقة الثانية الذين ينسبون إلى الأئمة ما يعتقدون هم أنه الحق، فهذا واقع في كثير من طائفته حتى أنه في زماننا في بعض المجالس المعقودة قال كبير القضاة: إن مذهب / الشافعي المنصوص عنه كيت وكيت، وذكر القول الذي يعلم هو وكل عالم أن الشافعي لم يقله، ونقل القاضيان الآخران عن أبي حنيفة ومالك مثل ذلك، فلما روجع ذلك القاضي قيل له: هذا الذي نقلته عن الشافعي من أين هو؟ أي أن الشافعي لم يقل هذا، فقال: هذا قول العقلاء والشافعي عاقل لا يخالف العقلاء، وقد رأيت في مصنفات طوائف من هؤلاء ينقلون عن أئمة الإسلام المذاهب التي لم ينقلها أحد عنهم، لاعتقادهم أنها حق، فهذا أصل ينبغي أن يعرف
186
قال أبو عمر: ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من نقل الثقات أو جاء عن الصحابة رضي الله عنهم فهو علم يدان به وما أحدث بعدهم ولم يكن له أصل فيما جاء عنهم فهو بدعة وضلالة
[قال المحقق: لم أجد هذا النص في التمهيد ولا في الجامع لابن عبد البر]
[قلت: النص في جامع بيان العلم برقم 1114]
196
وهشام بن عبيد الله هو أحد أعيان أصحاب محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة الفقيه، وفي منزله مات محمد.
203
¥