وحماد بن زيد وهو الإمام المطلق في زمن مالك والثوري والليث، وكان يقال: إنه أعلم الناس بما يدخل في السنة من الحديث
216
[أبو محمد المقدسي] واعلم رحمك الله أنه ليس من شرط صحة التواتر الذي يحصل به اليقين أن يوجد عدد التواتر في خبر واحد، بل متى نقلت أخبار كثيرة في معنى واحد من طرق يصدق بعضها بعضا ولم يأت ما يكذبها أو يقدح فيها حتى استقر ذلك في القلوب واستيقنته فقد حصل التواتر فيها / وثبت القطع واليقين، فإنا نتيقن جود حاتم وإن كان لم يرد بذلك خبر واحد مرضي الإسناد، لوجود ما ذكرنا، وكذلك عدل عمر وشجاعة علي وعلم عائشة، وأنها زوج النبي ? وابنة أبي بكر وأشباه هذا، لا يشك في شيء من ذلك، ولا يكاد يوجد تواتر إلا على هذا الوجه، فحصول التواتر واليقين في مسألتنا مع صحة الأسانيد ونقل العدول المرضيين وكثرة الأخبار وتخريجها فيما لا يحصى عدده ولا يمكن حصره في دواوين الأئمة والحفاظ وتلقي الأمة لها بالقبول وروايتهم لها من غير معارض يعارضها ولا منكر لمن يسمع منه شيء منها أولى لا سيما وقد جاءت على وفق ما جاء في القرآن العزيز
228
وإن نازع في غيره [يعني أن غير النبي يرى الله في الدنيا!] بعض من لم يعرف السنة، ومذهب الجماعة من بعض المتكلمة وجهال المتصوفة ونحوهم.
293
كما يقوله الفلاسفة في العقول والنفوس الناطقة، وكذلك لو قيل المخالف للجسمانيات والروحانيات على لغة العامة الذين يفرقون بين مسمى الجسم والروح إذ الجسم عندهم أخص مما هو عند المتكلمين ولهذا يفرقون بين الأجسام والأرواح، وأما اصطلاح المتكلمين فلفظ الجسم عندهم يعم هذا كله.
304
فالإلزام إنما يكون لمن لا يقر بمضمون الحجة، والقوم من أعظم الناس قولا بموجب هذه الحجة
316
ومنه قول الشاعر:
أني رأيت مخيلة لمعت ............ وتلألأت كمواقع القطر
[المحقق: لم أعرف قائل هذا البيت بحثت عنه فلم أجده فيما بين يدي من المصادر]
[قلت: البيت يروى في قصة الكاهنة فاطمة الخثمعية مع عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم من قولها، رواها بسنده الخرائطي في هواتف الجنان، وأبو نعيم في دلائل النبوة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، بلفظ (بحناتم القطر)، والقصة مشهورة في كتب السيرة والتواريخ]
317
واسم الجنس إذا كان يعم نوعين أحدهما أشرف من الآخر فقد يخصون / في العرف النوع الأشرف باسمه الخاص، ويبقون الاسم العام مختصا بالنوع المفضول، كما في لفظ الحيوان والدابة وذوي الأرحام والجائز والممكن والمباح وغير ذلك، فلهذا كثيرا ما يخص بلفظ الوهم والخيال النوع الناقص وهو الباطل الذي لا حقيقة له، وأما ما كان حقا مما يتخيل ويتوهم فيسمونه باسمه الخاص من أنه حق وصدق ونحو ذلك، ومن أنه معلوم ومعقول
346
[المحقق: المائية والماهية معناهما واحد فهما من المصادر المشتقة من الجمل الاستفهامية المولدة مثل الماهية والمائية والكيفية والحيثية وقد تقدم الكلام عن الماهية في ص 256 - 257]
419
[عن الرازي] وأن أشرف العلوم العلم بالله لكنه [الصواب لكونه] العلم بالذات والصفات والأفعال وعلى كل واحد من ذلك عنده [قال المحقق: في ط عقدة. قلت: أظنها عقده أي عقد بابا لكل واحد من هذه]: هل الوجود هو الماهية أم قدر زائد؟ وهل الصفات زائدة على الذات أم لا؟ وهل الفعل مقارن أو محدث
425
وقود [كذا] مقالتهم يوجب مثل تلك المقالة
427
والمقصود أن هذا وأمثاله وإن كان في هذا المقام يتجوه* بمخالفة الدهرية وليس* الرد على الدهرية معلوما من طريقهم
[كذا ولعل الصواب: يتفوه ... فليس الرد]
435
فلو كان في الإحساس الباطن والظاهر ما يرد حكمه مطلقا حتى يوافقه إحساس آخر لكان ذلك أيضا مردودا وليبين [كذا والصواب ولبين] ذلك كما بين نظيره
473
والطريق إلى معرفة ما جاء به الرسول أن تعرف ألفاظه الصحيحة وما فسرها به الذين تلقوا عنه اللفظ والمعنى ولغتهم التي كانوا يتخاطبون بها وما حدث من العبارات وتغير من الاصطلاحات
480
التعديل والتجويز
[كذا وتكررت عدة مرات، ولعل الصواب: والتجوير بالراء]
481
والمحدث لا بد له من محدِث والممكن لا بد له من واجب، وهذا مما لا ينازع فيه أحد من بني آدم
482
وإن فرض أن قائلا يقول أو يخطر له: إن الفلك ليس بقديم واجب بنفسه ولا معلول علة قديمة بل يقول: حدث بنفسه بعد أن لم يكن، وهذا لا نعلم به قائلا، وقد ذكر أرباب المقالات أنهم لم يعلموا به قائلا، لكن هو مما يخطر بالقلب ويوسوس به الشيطان
[المحقق: بحثت فلم أجد في القديم من قال بهذا القول، وفي العصر الحاضر هذا القول يوافق قول الطبيعيين الذين يقولون الطبيعة أوجدت نفسها ويعنون بالطبيعة الكون نفسه]
[قلت: هذا القول منهم يعنون به أن الطبيعة قديمة أزلية، ولا يعنون أنها حدثت بعد أن لم تكن، وهو قول الدهرية]
508
[آخر كلام الخطابي الذي ذكر المحقق أن كتابه مفقود]
514
وكيف يكون ملكا عندهم من لا يقدر على إحداث شيء ولا دفع شيء ولا له تصرف لا بنفسه ولا في غيره بوجه من الوجوه، بل هو بمنزلة المقيد بحبل معلق به من لا يقدر على دفعه عن نفسه. وما يثبتونه من غناه وافتقار ما سواه إليه يتناقضون فيها، فإنهم يصفونه بما يمتنع معه أن يكون غنيا وأن يكون إليه شيء ما فقير
515
لكن [ليس] في هذا ما يدل على أنه ليس له إرادة وقصد
[قلت: الصواب بزيادة ليس]
539
وأكثر عقول الناس تبخس دون تأمل هذا؛ إذ أحدهم يرى نفسه إما أن يقول حقا ويقول ما ينقضه، أو يقول حقا ويكذب بحق آخر، وتناقض القولين باطل، والتكذيب بالحق باطل، والحق الصريح لا يرى قلبه يستطيع معرفته كما لا يستطيع أن يحدق [كذا ولعل الصواب يحرق] بصر عينيه في نور الشمس، بل كما لا يستطيع الخفاش أن يرى ضوء الشمس
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الأول بحمد الله]
¥