تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولما ذكر الإمام النووي شبههم التي استدلوا بها على قولهم .. كانت إحداها أن إثبات الحرف و الصوت لله مخالف لبديهية العقل فكان جواب الإمام النووي قاطعاً في صفحة 45:

(أن مجموع ما ذكرنا من الآيات و الأخبار و الإجماع صريح في مدعانا ونص له عليه وفيه، ودعوى المجاز مردود إذ هو خلاف الأصل، ثم كيف يظن بالصحابة رضي الله عنهم وهم أصحاب العربية واهل اللغة تواطئهم على استعمال المجاز في صور لا تعد ولا تحصى)!!!

وبعد أن رد عليهم أقوالهم قال الإمام النووي في صفحة 53:

( ... ولعمري! لقد اندفع بهذا التقرير كثير من كلام الأشاعرة و تلبياتهم عند العارف بمعاني الكلام و دقائقه.

بقي على هذا أن يقال، قد نقل عن الإمام مالك –رحمه الله – أنه قال: {ليس من السنة أن يجادل عنها، أنما السنة أن تخبر بها، فإن قبل منك وإلا فاسكت.

وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: {من أخذ دينه بالقياس ذهب دهره في الإلباس، مائلاً عن المنهاج طاعناً في الإعوجاج}

ثم قال ابن عباس: نعرف ربنا بما عرف به نفسه، ونصفه بما وصف به نفسه، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، قريب من الأشياء غير ملاصق، بعيد منها غير مفارق، تحقق بلا تمثيل، و موحد بلا تعطيل.

قلت: فإشارة ابن عباس إلى أنه لا يجوز العدول عما جاء به الكتاب العزيز، ونطق به السيد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يليق بذي الجلال أن نصفه إلا بما وصف به نفسه، ومن تجاوز ذلك المنهاج، ومال بآرائه و مقاييسه عن طريق الحق والسداد، عُدَّ من عصابة الجهل و أهل العناد)!!!

ومن الصفحة رقم 45 إلى صفحة 56 سرد الإمام النووي أدلته وأشهر أسلحته من الكتاب والسنة طبعاً مزينا بها فصلاً سماه (فصل في إثبات الحرف لله تعالى)

ومن الصفحة رقم 56 إلى الصفحة رقم 58 جعلها لفصل أسماه (فصل في إثبات الصوت لله تعالى)

وأيضاً هنا جمعاً كماً طيباً جداً من الأيات الكريمات و الأحاديث الصحيحات مثبتاً ممابها من يقينيات معتقدات

أما آخر الصفحة 58 حتى الصفحة 65 قد جائت لـ (فصل في القراءة هي المقروء وأن الكتابة هي المكتوب)

زينه و زخرفه بالأحاديث الصحيحة و الآثار الفصيحة وقد ذم فيه أشد الذم لأهل التعطيل والتشبيه ونقل ذلك عن أئمة أهل السنة، و مما جاء فيه:

(وقد نقل عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، أنه قال: (لعن الله المشبهة و المعطلة، فقيل له: من المشبه؟ فقال: الذين يقولون يد كيدي و بصر كبصري)

ونقل عنه أنه قال: من شبه الله بخلقه فهو كافر بالله العظيم

و روي عنه أنه قال: مذهبنا بين مذهبين وهدي بين ضلالين، إثبات الأسماء و الصفات، مع نفي التشبيه و الأدوات، لا نغالي في الصفات فنجعلها أجساماً فنشبه الله بخلقه – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – ولا نقصر فنمحوا عنه ما أثبته لنفسه، بل نقول كما سمعنا، ونشهد بما علمنا.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)

فالتشبيه زيغ وضلال، و التعطيل كفر وإبطال، و الوقوف مع السلامة أسلم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

و ورى يونس بن عبد الأعلى المصري عن إمامنا الشافعي رحمه الله، أنه قال: نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن ونثبت الصفات التي جاءت بها السنة، و ننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه فقال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، فنحن نصف ولا نشبه، ونثبت ولا نجسم، ونعرف ولا نكيف، مذهبنا بين باطلين، وهدى بين ضلالتين، وسنة بين بدعتين، وقد تفرد الله سبحانه وتعالى بحقائق صفاته ومعانيها عن العالم فنحن بها مؤمنون، وبحقائقها موقنون، وبمعرفة كيفيتها جاهلون.

فانظروا – رحمكم الله – إلى لفظ هذين الإمامين، وكيف اتحدا واتفقا و التبري مما وراءه أحرى.)!!!

والصفحة رقم 66 قد جعلها فصلاً (في أن كلام الله مسموع) وليس به إلا كلام ربنا!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير