تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحركات الباطنية ص (23ـ 24)، والملل والنحل (1/ 118)

وقد ذكر الإمام الشهرستاني أن " محمد بن الحنفية تبرأ من (المختار) حين وصل إليه أنه قد لبّس على الناس أنه من دعاته، ورجاله، وتبرأ من الضلالات التي ابتدعها المختار، من التأويلات الفاسدة، والمخاريق المموهة".

الملل والنحل (1/ 119)

وبعد موت محمد بن الحنفية ظهر ابنه أبو هاشم، وقال أتباعه بانتقال الإمامة إليه ولقبوا بـ "الهاشمية"، وقالوا: فإنه أفضى إليه أسرار العلوم، وأطلعه على مناهج تطبيق الآفاق على الأنفس، وتقدير التنزيل على التأويل، وتصوير الظاهر على الباطن.

وقالوا: إن لكل ظاهر باطناً، ولكل شخص روحاً، ولكل تنزيل تأويلاً

الملل والنحل (1/ 119)

مقتبس من مقال قيم عن الباطنية في موقع " فيصل نور "

ولزيادة التوضيح في هذه المسألة:

نقول: معلوم أن العلماء يقسمون التأويل إلى ثلاثة أقسام بالاستقراء:

أ-التأويل بمعنى التفسير.

ب-تأويل بمعنى عاقبة الشيء

ج- التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره بغير دليل وهو من باب التحريف.

وهنا يجدر بنا التنبيه بأن التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر لم يرد في المعاجم اللغوية المتقدمة وإنما هو من نتاج العصور المتأخرة عن عصر الرواية والاستشهاد والاحتجاج.

ذكر الأستاذ محمد السيد الجليند في كتابه الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل (30): من أقدم ما نجده من المعاجم اللغوية القديمة هو تهذيب اللغة للأزهري (أبو منصور محمد بن أحمد) المتوفى سنة 370هـ فينقل لنا عن ابن الأعرابي أن "الأول" هو الرجوع وقد آل يؤول أولا ...

وإذا تأملنا كل ما سبق من استشهادات حول كلمة التأويل نجد أن مادة " أول " في كل استعمالاتها تفيد معنى الرجوع والعود , وهكذا في بقية الأمثلة التي ذكرها الأزهري نجد أن المادة في أصلها الاشتقاقي تدور حول معنى الرجوع والعود.

ومما هو جدير بالاعتبار أن تهذيب اللغة من نتاج القرن الرابع الهجري ومعنى ذلك أن مادة" أول" حتى هذه الفترة كانت تستعمل في هذه المعاني التي وضحها وشرحها.

ومما يزيد الأمر وضوحا أن " مقاييس اللغة " لابن فارس المتوفى سنة 395هـ قد نقل إلينا هذه المعاني التي استعملت فيها الكلمة والتي بينها الأزهري في تهذيبه ولم نجد عنده ما يخالف هذا المعنى .. .

ونخرج من ذلك بنتيجة هامة هي: أن كلمة التأويل كانت تستعمل على ألسنة اللغويين من رواة ومحدثين حتى بداية القرن الخامس الهجري في معنى المرجع والمصير والعود حيث لم يرد إلينا في المعاجم التي وضعت في هذه الفترة وهي المصدر الوحيد لكل المعاجم التي وضعت بعد ذلك ما يخالف ذلك.

وإذا انتقلنا إلى "لسان العرب" وهو من نتاج القرن السابع الهجري وقد جمع فيه ابن منظور المتوفى سنة 711 هـ كل ما يتصل بمادة " أول " ومشتقاتها وما استعملت فيه من معاني نجد أنه ينقل لنا أمثلة واستشهادات تؤكد لنا هذا المعنى وتوضحه فمن ذلك: " ألت عن الشيء " ارتددت عنه .. وأول الكلام وتأوله: دبره وقدره, وأوله وتأوله: فسره ..

وفي حديث ابن عباس " اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل "

وعن الليث قال: " التأويل تفسير ما يؤول إليه الشيء ".

وإذا أضفنا إلى ما تقدم من معنى التأويل الذي بينته لنا معاجم القرن الرابع الهجري هذا المعنى الذي نقله ابن منظور عن الليث والجوهري والذي مضمونه أن من معاني التأويل التفسير والتدبر وحسن تقدير الأمور يتضح لنا أن التأويل كان يستعمل عند علماء اللغة من رواة ومحدثين في هذين المعنيين:

الأول: المرجع والمصير والعاقبة كما بينت ذلك معاجم القرن الرابع الهجري.

الثاني: التفسير والتدبر والبيان كما وضح ذلك ابن منظور ونقله عن الليث والجوهري.

وهذان المعنيان هما اللذان استعملا في عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم ولم يعرف لهما معنى آخر ...

ثم نجد ابن منظور في القرن السابع الهجري ينقل لنا عن ابن الأثير في معنى التأويل:" أنه نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ ".

وهذا المعنى ينقله الزبيدي في تاج العروس عن ابن الكمال إذ يقول: قال ابن الكمال: التأويل صرف الآية عن معناها إلى معنى تحتمله إذا كان المعنى المحتمل الذي تصرف إليه الآية موافقا للكتاب والسنة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير