تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب والذي قبح وجهه فزجر أن يقول ووجه من أشبه وجهك لأن وجه آدم شبيه وجوه بنيه فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك كان مقبحًا وجه آدم صلوات الله عليه وسلامه الذي وجوه بنيه شبيهة بوجه أبيهم فتفهموا ـ رحمكم الله ـ معنى الخبر لا تغلطوا ولا تغالطوا فتضلوا عن سواء السبيل وتحملوا على القول بالتشبيه الذي هو ضلال.

(ثم ذكر ابن خزيمة حديث ابن عمر الذي فيه لفظ " الرحمن " وقال:)

وقد رويت في نحو هذا لفظة أغمض يعني من اللفظة التي ذكرناها في خبر أبي هريرة وَهُوَ مَا حَدَّثَنَا بِهِ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا تُقَبِّحُوا الْوَجْهَ فَإِنَّ ابْنَ آدَمَ خُلِقَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ.

وَرَوَى الثَّوْرِيُّ هَذَا الْخَبَرَ مُرْسَلا غَيْرَ مُسْنَدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يُقَبَّحُ الْوَجْهُ فَإِنَّ ابْنَ آدَمَ خُلِقَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ.

فإن صح هذا الخبر مسندًا بأن يكون الأعمش قد سمعه من حبيب بن أبي ثابت وحبيب قد سمعه من عطاء بن أبي رباح وصح أنه عن ابن عمر ـ على ما رواه الأعمش فمعنى هذا الخبر عندنا أن أضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر إنما هو من أضافة الخلق إليه.

لأن الخلق يضاف إلى الرحمن إذ الله خلقه وكذلك الصورة تضاف إلى الرحمن لأن الله صورها ألم تسمع قوله، عز وجل {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} فأضاف الله الخلق إلى نفسه إذ الله تولى خلقه وكذلك قول الله -عز وجل ـ {هذه ناقة الله لكم آية} فأضاف الله الناقة إلى نفسه وقال {تأكل في أرض الله} وقال {ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها} قال {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده}.

فأضاف الله الأرض إلى نفسه إذ الله تولى خلقها فبسطها وقال فطرة الله التي فطر الناس عليها فأضاف الله الفطرة إلى نفسه إذ الله فطر الناس عليها فما أضاف الله إلى نفسه على معنيين

أحدهما إضافة الذات.

والآخر إضافة الخلق.

فتفهموا هذين المعنيين لا تغالطوا. فمعنى الخبر إن صح من طريق النقل مسندًا فإن ابن آدم خلق على الصوره التي خلقها الرحمن حين صور آدم ثم نفخ فيه الروح قال الله جل وعلا {ولقد خلقناكم ثم صورناكم} والدليل على صحة هذا التأويل

(ثم ذكر حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:)

خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا.

قال أبو بكر فصورة آدم ستون ذراعًا التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن آدم خلق عليها لا على ما توهم بعض من لم يتحر العلم فظن أن قوله على صورته صورة الرحمن صفة من صفات ذاته جل وعلا عن أن يوصف بالموتان والأبشار قد نزه الله نفسه وقدس عن صفات المخلوقين فقال {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وهو كما وصف نفسه في كتابه على لسان نبيه لا كصفات المخلوقين من الحيوان ولا من الموتان كما شبه الجهمية معبودهم بالموتان ولا كما شبه الغالية من الروافض معبودهم ببني آدم قبح الله هذين القولين وقائلهما.

...

اخواني الأحباب، قد علمنا أن النووي يأوّل الصفات،

فما قولكم بعد قول ابن خزيمة؟؟؟

ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 09 - 07, 01:14 ص]ـ

الإمام ابن خزيمة رحمه الله تأول حديث الصورة و قد رد عليه أهل العلم وبيّنوا غلطه في ذلك و لا يُطعن فيه من أجل ذلك

و هو طبعا يثبت الصورة لله تعالى و لا يخالف في ذلك

ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 09 - 07, 01:24 ص]ـ

قال الحافظ قوّام السنة أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني رحمه الله:

" أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب.

قال أبو موسى -قلت هو أبو موسى المديني أحد تلامذته و خواص اصحابه-: أشار بهذا إلى أنه قل إمام إلا وله زلة، فإذا ترك لاجل زلته، ترك كثير من الائمة، وهذا لا ينبغي أن يفعل."

السير الجزء 20 ترجمة الحافظ الأصبهاني

ـ[فوزي زماري]ــــــــ[26 - 09 - 07, 01:26 ص]ـ

أخي موسى.

الذي أريد أن أصل له أن الشيخ ابن عثيمين لم يقل بتفويض المعنى أما تفويض الآيات المتشابهة ـ وآيات الصفات ليست منها إلا عند المبتدعة ـ فهذا أمر متفق عليه.

الصواب هو إثبات صفة الصورة لله جل وعلا ولا يجوز تفويض معناها كما هو الواجب في كل الصفات.

ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[26 - 09 - 07, 01:44 ص]ـ

الإمام ابن خزيمة رحمه الله تأول حديث الصورة و قد رد عليه أهل العلم وبيّنوا غلطه في ذلك

كيف يكون كلامه تأويلا أخي الحبيب .. وهو لا يعُد الحديث من أحاديث الصفات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير