تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" أن العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد، إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك.

فالعيد يجمع أموراً:

منها: يوم عائد، كيوم الفطر ويوم الجمعة.

ومنها: اجتماع فيه.

ومنها: أعمال تجمع ذلك من العبادات، أو العادات، وقد يختص العيد بمكان بعينه وقد يكون مطلقا، وكل من هذه الأمور قد يسمى عيداً

فالزمان كقوله r ليوم الجمعة: ((إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيداً)) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2) .

والاجتماع والأعمال كقول ابن عباس: " شهدت العيد مع رسول الله r"[3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)

والمكان كقوله r : (( لا تتخذوا قبري عيداً)) [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4).

وقد يكون لفظ " العيد " اسما لمجموع اليوم والعمل فيه، وهو الغالب، كقول النبي r :

(( دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيداً، وإن هذا عيدنا)).

فقول النبي r : (( هل بها عيد من أعيادهم)) [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5) يريد اجتماعاً معتاداً من اجتماعاتهم التي كانت عندهم عيداً " [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6).

وأما عن تخصيص ذلك اليوم قال:

" ومن ذلك ترك الوظائف الراتبة، من الصنائع أو التجارات أو حلق العلم أو غير ذلك واتخاذه يوم راحة وفرح واللعب فيه .... على وجه يخالف ما قبله وما بعده من الأيام.

والضابط: أنه لا يحدث فيه أمر أصلاً، بل يجعل يوماً كسائر الأيام [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7) " .

وأما عن مشابهة الكفار وتخصيصهم،

قال شيخ الإسلام:

" العيد: اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8)"

فبين رحمه الله أن كل اجتماع عام يحدثه الناس ويعتادونه في زمان معين أو مكان معين أو هما معاً، فإنه عيد، كما أن كل أثر من الآثار القديمة أو الجديدة يحييه الناس ويرتادونه، فإنه يكون عيداً لهم.

فقد نهينا عن التشبه بهم، وأمرنا بمخالفتهم، وعدم موافقتهم.

قال r : (( من تشبه بقوم فهو منهم)) [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9) ، فهذا يقتضي تحريم التشبه.

" إذا تقرر هذا الأصل في مشابهتهم فنقول: موافقتهم في أعيادهم لا تجوز من طريقين:

الطريق الأول: أن هذا موافقة لأهل الكتاب فيما ليس في ديننا، ولا عادة سلفنا، فيكون فيه مفسدة موافقتهم، وفي تركه مصلحة مخالفتهم، حتى لو كان موافقتهم في ذلك أمراً اتفاقياً ليس مأخوذاً عنهم؛ لكان المشروع لنا مخالفتهم.

وأما الطريق الثاني: الخاص في نفس أعياد الكفار.

فالكتاب والسنة والإجماع.

أما الكتاب قوله تعالى: چک ک ک کچالفرقان: 72

قال مجاهد وغيره: " هو أعياد المشركين ".

وأما السنة: فروى أنس بن مالك t قال: قدم رسول الله r المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ((ما هذان اليومان؟)) قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله r: (( إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر)) [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn10) .

فهذا يقتضي ترك الجمع بينهما، لا سيما قوله: ((خيرا منهما)) يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية.

وأيضا فإن ذينك اليومين الجاهليين قد ماتا في الإسلام، فلم يبق لهما أثر على عهد رسول الله r ولا عهد خلفائه، ولو لم يكن قد نهى الناس عن اللعب فيهما ونحوه مما كانوا يفعلونه، لكانوا قد بقوا على العادة؛ إذ العادات لا تغير إلا بمغير يزيلها لا سيما وطباع النساء والصبيان وكثير من الناس متشوقة إلى اليوم الذي يتخذونه عيداً للبطالة واللعب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير