- قال الإمام النووي رحمه الله: "قال الخطابي في شرح هذا الكلام كلاما حسنا لا بد من ذكره لما فيه من الفوائد، قال رحمه الله: …… والصنف الآخر هم الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة فأقروا بالصلاة وأنكروا فرض الزكاة ووجوب أدائها إلى الإمام وهؤلاء على الحقيقة أهل بغي وإنما لم يدعوا بهذا الاسم في ذلك الزمان خصوصا لدخولهم في غمار أهل الردة فأضيف الاسم في الجملة إلى الردة إذ كانت أعظم الأمرين وأهمهما وأرخ قتال أهل البغي في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ كانوا منفردين في زمانه لم يختلطوا بأهل الشرك …… فأما مانعوا الزكاة منهم المقيمون على أصل الدين فإنهم أهل بغي ولم يسموا على الانفراد منهم كفارا وإن كانت الردة قد أضيفت إليهم لمشاركتهم المرتدين في منع بعض ما منعوه من حقوق الدين وذلك أن الردة اسم لغوي وكل من انصرف عن أمر كان مقيلا عليه فقد ارتد عنه وقد وجد من هؤلاء القوم الانصراف عن الطاعة ومنع الحق وانقطع عنهم اسم الثناء والمدح بالدين وعلق بهم الاسم القبيح لمشاركتهم القوم الذين كان ارتدادهم حقا…" [شرح صحيح مسلم 1/ 202 - 204].
- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "والمراد بالفرق من أقر بالصلاة وأنكر الزكاة جاحدا أو مانعا مع الاعتراف، وإنما أطلق في أول القصة الكفر ليشمل الصنفين، فهو في حق من جحد حقيقة وفي حق الآخرين مجاز تغليبا، وإنما قاتلهم الصديق ولم يعذرهم بالجهل لأنهم نصبوا القتال فجهز إليهم من دعاهم إلى الرجوع، فلما أصروا قاتلهم" [فتح الباري 14/ 280].
وقال أيضا: "والذين تمسكوا بأصل الإسلام ومنعوا الزكاة بالشبهة التي ذكروها لم يحكم عليهم بالكفر قبل إقامة الحجة، وقد اختلف الصحابة فيهم بعد الغلبة عليهم هل تغنم أموالهم وتسبى ذراريهم كالكفار أو لا كالبغاة؟ فرأى أبو بكر الأول وعمل به وناظره عمر في ذلك كما سيأتي بيانه في كتاب الأحكام إن شاء الله تعالى، وذهب إلى الثاني ووافقه غيره في خلافته على ذلك، واستقر الإجماع عليه في حق من جحد شيئا من الفرائض بشبهة فيطالب بالرجوع فإن نصب القتال قوتل وأقيمت عليه الحجة، فإن رجع وإلا عومل معاملة الكفار حينئذ، ويقال إن أصبغ من المالكية استقر على القول الأول فعد من ندرة المخالف" [فتح الباري 14/ 282].
الجهمية:
- روى الإمام عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله في كتاب السنة عن سلام بن أبي مطيع رحمه الله أنه قال: "الجهمية كفار لا يصلى خلفهم" [رقم:9].
وروى عن ابن المبارك رحمه الله أنه قال: "الجهمية كفار" [رقم:15].
وروى عن الحسن بن عيسى رحمه الله أنه قال: "الجهمية ومن يشك في كفر الجهمية" [رقم:16].
وروى عن يزيد بن هارون رحمه الله أنه قال عن الجهمية: "هم والله زنادقة، عليهم لعنة الله" [رقم:49].
وقال: حدثني محمد (أي ابن هارون الحربي) قال: سمعت نعيم بن حماد يكفرهم" [رقم:60].
- قال عمار بن عبد الجبار رحمه الله: سمعت سفيان الثوري يقول: الجهمية كفار. فقلت لابن المبارك: ما رأيك؟ قال: رأيي رأي سفيان. [حلية الأولياء 7/ 28].
- روى الإمام اللالكائي رحمه الله عن أبي حاتم وأبي زرعة الرازيين رحمهما الله أنهما قالا: "الجهمية كفار" [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 200].
- قال العلامة ابن القيم رحمه الله في الجهمية [نقلا عن الدرر السنية]:
ولقد تقلك كفرهم خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأما تعيين الفرق الهالكة فأقدم من بلغنا أنه تكلم في تضليلهم يوسف بن أسباط، ثم عبد الله بن المبارك، وهما إمامن جليلان من أجلاء أئمة المسلمين، قالا: أصول البدع أربعة: الروافض، والخوارج، والقدرية، والمرجئة. فقيل لابن المبارك: والجهمية؟ فأجاب بأن أولئك ليسوا من أمة محمد. وكان يقول: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية. وهذا الذي قاله اتبعه عليه طائفة من العلماء من أصحاب أحمد وغيرهم، قالوا: إن الجهمية كفار فلا يدخلوا في الاثنتين والسبعين فرقة، كما لا يدخل فيهم المنافقون الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام، وهم الزنادقة. وقال آخرون من أصحاب أحمد وغيرهم: بل الجهمية داخلون في الاثنتين والسبعين فرقة، وجعلوا أصول البدع خمسة" [الفتاوى 3/ 350].
¥