تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[26 - 10 - 07, 01:18 ص]ـ

هذا الكاتب يجعل مذهب السلف هو التفويض وهذا خطأ قد تم نقضه في هذا المنتدى عدة مرات

ـ[محمد الحسن]ــــــــ[26 - 10 - 07, 01:30 ص]ـ

يا أخ عبدالله الخليفي هذا رأي ابن خلدون الأشعري، وليس برأيٍ للباحث، وعلى كل جزاك الله خيرا

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[26 - 10 - 07, 01:33 ص]ـ

أنت أعلم

ـ[محمد الحسن]ــــــــ[26 - 10 - 07, 01:35 ص]ـ

سابعًا: النُّبُوَّة

يذهب ابن خلدون إلى أن النبوة إنما هي: اصطفاءٌ من الله تعالى، ولا مدخل فيها للاكتساب كما يرى الفلاسفة، وهو بذلك لا يخرج عن حُدُود المذهب الأشعريّ السُّنيّ، فهو يقول: «اعلم أن الله سبحانه اصطفى من البشر أشخاصًا، ففضلهم بخطابه، وفطرهم على معرفته، وجعلهم وسائل بينه وبين عباده» ([87])، والنبوة فطرة للنفوس البشرية يصطفي الله بها من يشاء من عباده ليكون نبيًّا دون اكتساب أو اجتهاد، ولا استعانة بشيءٍ من المدارك، ولا من التصورات، ولا من الأفعال البدنية كلامًا أو حركة ولا بأمر من الأمور، وإنما هو انسلاخ من البشريَّة إلى الملكيَّة بالفطرة ([88])، فالأنبياء عليهم السلام لهم نفوسٌ تتمتَّع بخاصيَّة الاستعداد لمعرفة الربانية، ومخاطبة الملائكة عن الله سبحانه وتعالى ([89]).

ويرى ابن خلدون أن النبوة ضروريَّةٌ لما تحقِّقُه من فوائد ومنافع اجتماعيَّة وأخلاقيَّة وسياسيَّة وعلميَّة ودنيويَّة وأخرويَّة، وهذه الفوائد وإن كان العقل قادرًا على الوصول إلى بعضها، إلا أنه عاجزٌ عن الوصول إلى جميعها، فاحتاج إلى النَّبي، ولهذا يقرِّر ابن خلدون أن «فوائد البِّعثة إنما فيما يستقل العقل بإدراكه .. أما فيما لا يستقل العقل به فنعرف ما لا يتوقف عقله عليه» ([90])، وفائدة النُّبوة أنها تُعين الإنسان على معرفة الله وصفاته التي لا يستقل العقل بإدراكها ومعرفتها، وكذلك معرفته الحسن والقبح، وإزالته خوف المكلّف، أو معرفة طبائع الأدوية، ودرجات الفلك، أو إزالة التنازع الناشئ عن الاجتماع أو عن فرض الشرائع، والتَّعصب لها، أو لتعليم الصنائع والأخلاق السياسية.

يفرق ابن خلدون بين النَّبي والرَّسُول من خلال مفهوم الوحي، فالرَّسول هو من يوحى إليه، أما النبي فلا يتوافر على ذلك، ولذلك فمرتبة الرسول أعلى من النَّبي، ومع أن كليهما يُأتي بالنبأ والإخبار، إلا أن النَّبي تأتيه على شكل رؤيا وإلهام، أما الرَّسول فيأتيه الإخبار والإنباء بصورةٍ واضحةٍ ممثّّلة في الوحي الذي يلقى عليه كلامًا واضحًا بيِّنًا ([91]).

ويمكن التَّعرف على النُّبوة من خلال عددٍ من العلامات، كالوحي والعصمة، وهي بحسب ابن خلدون: «حُصُول ملكةٍ الصِّفة في النَّفس مع العلم بالثَّواب والعقاب، وتتابع البيان من الله عزّ وجل وخوف المؤاخذة» ([92])، وهي صفةٌ لا تحصل بالاكتساب، تمنع المعصوم من فعل القبيح، ويمكن التَّعرف على صفات صاحب العصمة من خلال تحليه بالعبادة والصِّدق والعفاف كما يتحلى بـ «الخير والزَّكاة ومجانبة المذمومات والرِّجس أجمع، وهذا هو معنى العصمة، وكأنه مفطورٌ على التنزه عن المذمومات؛ كأنها منافيةٌ لجبلته» ([93])، ولعلَّ أهمَّ الصِّفات التي يذكرها ابن خلدون للنُّبوة وينفرد بها عمن سبقه من المتكلمين هي (العصبية)، ولا يخفى ما لهذه الصِّفة من أثرٍ في تكوين منهجه التاريخيّ العمراني، فهو يؤكِّد على أن النبي لا بدَّ أن يبعث في منعةٍ من قومه أو في ثروة فيقول: «ومن علاماتهم أيضًا أن يكونوا ذوي حسب في قومهم، وفي الصحيح: «ما بعث الله نبيًا إلا في منعةٍ من قومه» وفي رواية أخرى «في ثروة في قومه» ومعناه: أن تكون له عصبةٌ وشوكةٌ، تمنعه من أذى الكفار حتى يبلغ رسالة ربه، ويتم مراد الله من إكمال دينه وملته» ([94])، وقد بحث ابن خلدون مسألة النبوة في فصل خاص في «المقدمة» بعنوان: «إن الدعوة الدِّينية من غير عصبية لا تتم» أكدَّ فيه على ضرورة توافر عنصر العصبيّة للنبي، حتى يتمكن من نشر دعوته، لأن الملك إنما يحصل بالتغلب، والتغلب إنما يكون بالعصبة ([95]).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير