تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نصوص لا ترد إلا بنوع من تحريف الكلم عن مواضعه) ثم قال: (وإنما ابتلى الله الأنبياء بالذنوب رفعاً لدرجاتهم بالتوبة وتبليغاً لهم إلى محبته وفرحه بهم ... ) مجموع الفتاوى 88/ 20 والمسألة فيها تفصيل ليس هذا محلها – انظر ص 109 - 112 من الرسل والرسالات للشيخ د. عمر الأشقر.

إذا تقرر هذا فإن خطأ أولئك العلماء بما ذكروا عن الأنبياء بسبب اعتقادهم أن ما ورد من ذلك من الصغائر التي تجوز على الأنبياء فلا يصح لنا بأي حال أن نحكم بتأثيمهم لتأول أخطؤا به، خصوصاً أنهم رجحوا بعض ما ذكروا بقولهم إن الصحابة أعلم الناس وأتقاهم أن يتكلموا بما لا يجوز عن الأنبياء وما رجحوه إنما هو لآثار الصحابة رضي الله عنهم، وكما قال الشيخ د. عبد الله القرني: (إن من القواعد الشرعية المقررة أن المؤاخذة والتأثيم لا تكون على مجرد المخالفة ما لم يتحقق القصد إليها. والمتأول في حقيقته مخطئ غير متعمد للمخالفة، بل هو يعتقد أنه على حق، وذلك هو قصده ونيته، وقد قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ)] الأحزاب /5 [. وهذا عام في كل خطأ، لأنه يكون عن غير قصد ولا تعمد. وقد جاء في صحيح مسلم أنه لما نزل قول الله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)] البقرة / 286 [قال الله: (قد فعلت) (). فدل هذا على أن من أخطأ أو نسي فإنه غير مؤاخذ لوعد الله له بذلك وعفوه عن عباده. وقال الله تعالى: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ)] البقرة / 225 [

. وفي آية أخرى: {وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّم ُالأَيْمَانَ} [المائدة / 89] وهذا ليس خاصا بالخطأ في اليمين، بل هي قاعدة عامة في كل خطأ) انتهى.

هذا بالنسبة لما وقع منهم بترجيح صريح لبعض ما نسب إلى الأنبياء، أما ما ذكروه من غير تعقب فإن الأصل بنا أن نعتبر ذلك نقلاً منهم من غير اعتقاد له كما قال الشيخ مساعد الطيار: (ألم يكونوا يميّزون هذه الإسرائيليات التي استطاع المتأخرون تمييزها؟!)، وسأبين إن شاء الله أن هذا هو الأصل فيما يروونه وسأقف على بعض ما يبين علمهم وتحقيقهم، وما مضى كاف ببيان الضلال الذي يتكلم به هؤلاء الضالون حيث يقول (عقاب): (وكلام أهل العلم محترم ما زكّى ما نعلمه عن ربنا ونبينا، فإن خالف فلا حرمة ولا احترام، إلا عند من يُكْبر على ربه الأغيار!.

فما نقل في كتب التفسير من الشائن المعيب على أنبياء الله مما بينه الشيخ تبيانا، فأهل القرآن يخشون الله أن يتساهلوا فيه ويكرموا قائله ويحترموه، كما سبقهم إليها ابن تيميه ومن سمّيت لك ...

{ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمن ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين .. } إلا أن ترى للعلماء مكانة أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم ...

ولو استغفرتم لهم وجردتم عنهم زلاتهم، لكان خيرا لكم ولهم، بدل أن تدسّوها وتحملوهم أوزاركم ... ) انتهى كلامه من منتدى أنا المسلم على الشبكة العنكبوتية.

وقفة مع الإمام الطبري رحمه الله تعالى

سبق وأن نقلت كلام شيخ الإسلام والشيخ أبو شهبة في تفسير الإمام الطبري ولكن سأذكر هنا ما ذكره شيخ الإسلام عن منهج الطبري في الرواية حيث يقول: «أما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين، كمقاتل بن بكير، والكلبي» «مجموع الفتاوى» (13/ 385)، إذاً الإمام الطبري عالم بمن يروي عنهم وإن كان لا يتعقب جميع الأسانيد، وقد تنبه إلى بعض ذلك الشيخ محمد أبو شهبة فقال: (ويرحم الله ابن جرير فقد أشار بذكره الرواية عن وهب: إلى أن ما يرويه عن ابن عباس وابن مسعود إنما مرجعه إلى وهب وغيره من مسلمة أهل الكتاب) ص 179 من الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير.

وقفة مع الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير