[قال الواسطي: "وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة"]
ـ[محمود المصري]ــــــــ[31 - 10 - 08, 06:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره:
"وزاد الواسطي رحمه الله بيانا فقال: ليس كذاته ذات، ولا كاسمه اسم، ولا كفعله فعل، ولا كصفته صفة إلا من جهة موافقة اللفظ، وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة، كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة.
وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة".
1) من هو الواسطي رحمه الله؟ وهل من الممكن إحالتي على ترجمته
2) كيف يمكن فهم ما ذكر في ضوء صفات الله تعالى الفعلية
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
"وأما الصفات الفعلية فهي التي تتعلق بمشيئته، وليست لازمة لذاته لا باعتبار نوعها، ولا باعتبار آحادها، مثل الاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة فهذه الصفات صفات فعلية تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، وهي صفات حادثة في نوعها وآحادها، فالاستواء على العرش لم يكن إلا بعد خلق العرش، والنزول إلى السماء الدنيا لم يكن إلا بعد خلق السماء، والمجيء يوم القيامة لم يكن قبل يوم القيامة".
لا تبخلوا علي بجواب مبسط بارك الله فيكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 10 - 08, 09:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا: القرطبي رحمه الله على طريقة الأشعري في الصفات.
ثانيا: قول الواسطي:ليس كذاته ذات، ولا كاسمه اسم، ولا كفعله فعل، ولا كصفته صفة إلا من جهة موافقة اللفظ. كلام صحيح ليس عليه غبار إن شاء الله.
وأما قوله:وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة، كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة.
وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة.
فهذا كلام فيه نظر ونسبته إلى أهل السنة والجماعة غير صحيح إلا إن قصد الأشاعرة على مذهبهم.
فالأشاعرة تنكر اتصاف الله بالصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته ويسمون تلك الصفات حوادث أو حلول الحوادث لأن هذه الصفات متجددة , والتجدد في الصفات من صفات المخلوقات.
وقوله: كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة.
وهذا هو الشطر الثاني من قول الأشاعرة أنه كان سبحانه غير متصف بصفات الكمال ثم حدثت له الصفة.
فمثلا الله في نظرهم كان غير متصف بصفة الخلق منذ الأزل حتى خلق الخلق.
والشبهة التي قادتهم إلى ذلك فرارا من مسألة جواز حوادث لا أول لها.
قال ابن القيم رحمه الله: وأما حلول الحوادث فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته وميشئته , ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا, ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء, ولا يغضب بعد أن كان راضياً ولا يرضى بعد أن كان غضبان , ولا يقوم به فعل البتة ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن , ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريداً له , ولا يقول له كن حقيقة , ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستوياً عليه , ولا يغضب يوم القيامة غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله , ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ولا يقول للمصلي إذا قال: الحمد لله رب العالمين
قال: حمدني عبدي.
فإذا قال:الرحمن الرحيم.
قال: أثنى علي عبدي.
وإذا قال: مالك يوم الدين.
قال: مجدني عبدي.
فإن هذه كلها حوادث , وهو منزه عن حلول الحوادث , وبعضهم يختصر العبارة , ويقول أنا أنزهه عن التعدد والتحدد والتجدد؛ فيتوهم السامع الجاهل بمراده أنه ينزهه عن تعدد الآلهة , وعن تحدد محيط به حدود وجودية تحصره وتحويه كتحدد البيت ونحوه , وعن تجدد إلهيته وربوبيته؛ ومراده بالتعدد الذي ينزه عنه تعدد أسمائه وصفاته , وأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا , ولا يتكلم ومراده بالتحدد أنه ليس فوق خلقه ,ولا هو مستو على عرشه , ولا فوق العرش إله يعبد ,وليس فوق العرش إلا العدم.
ومراده بالتجدد أنه لا يقوم به فعل ولا إرادة ولا كلام بمشيئته وقدرته وبعضهم يقتصر على حرفين؛ فيقول نحن ننزهه عن التكثر والتغير فيتوهم السامع تكثر الآلهة وتغيره سبحانه واستحالته من حال إلى حال , وحقيقة هذا التنزيه أنه لا صفة له ولا فعل.
"الصواعق المرسلة" (3
937)
وقال شيخ الإسلام: والكلابية يقولون هو متصف بالصفات التي ليس له عليها قدرة , ولا تكون بمشيئته؛ فأما ما يكون بمشيئته؛ فإنه حادث , والرب تعالى لا تقوم به الحوادث ويسمون الصفات الاختيارية بمسألة حلول الحوادث
فإنه إذا كلم موسى بن عمران بمشيئته وقدرته , وناداه حين أتاه بقدرته وبمشيئته كان ذلك النداء , والكلام حادثاً.
قالوا: فلو اتصف الرب به لقامت به الحوادث.
قالوا: ولو قامت به الحوادث لم يخل منها و ما لم يخل من الحوادث فهو حادث.
قالوا: ولأن كونه قابلاً لتلك الصفة إن كانت من لوازم ذاته كان قابلاً لها في الأزل فيلزم جواز وجودها في الأزل.
والحوادث لا تكون في الأزل؛فإن ذلك يقتضي وجود حوادث لا أول لها , وذلك محال لوجوه قد ذكرت في غير هذا الموضع.
"مجموع الفتاوى " (6/ 220)
¥