تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(جهود علماء الشافعية في بيان نواقض الإيمان) رسالة جامعية جدير بمتأخري الشافعية قراءتها]

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

عنوان الرسالة: " جهود علماء الشافعية في بيان نواقض الإيمان "؛ للأخت الفاضلة: نادية الهلالي - وفقها الله -، بإشراف من الشيخ محمد الخميّس - سلمه الله -، الذي بعث بها إليّ للتعريف بها.

ميزة الرسالة تكمن في بيان مخالفة متأخري الشافعية - إلا من رحم الله - لأوائلهم في " الأصول "، بدءًا من الشافعي - رحمه الله -. وأنتقي منها هذه الفوائد، إلى أن يُوفق أحدٌ لطبعها. (والعناوين الحمراء مني) ..

نصيحة السمعاني للشافعية:

يقول أحد أئمة الشافعية المعروفين، وهو الإمام أبو المظفر السمعاني (ت489هـ) في ذلك بعد نقل بعض نصوص الشافعي في ذم الكلام: (فهذا كلام الشافعي في ذم الكلام، والحث على السنة، وهو الإمام الذي لا يُجارى، والفحل الذي لا يُقاوم، فلو جاز الرجوع إليه، وطلب الدين عن طريقه: لكان بالترغيب فيه أولى من الزجر عنه، والندب إليه أولى من النهي عنه؛ فلا ينبغي لأحد أن ينصر مذهبه في الفروع، ثم يرغب عن طريقته في الأصول).

والكرجي الشافعي مثله:

وقد ألف شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي وكان من أئمة الشافعية كتاباً بعنوان (الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول)، وذكر فيه من كلام الشافعي، ومالك، والثوري، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وسفيان بن عيينة، وعبدالله بن المبارك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإسحاق بن راهوية في أصول السنة وما يُعرف به اعتقادهم، ثم قال: (إن في النقل عن هؤلاء إلزاماً للحجة على كل من ينتحل مذهب إمام يخالفه في العقيدة، فإن أحدهما لا محالة يضلل صاحبه، أو يبدعه، أو يكفره، فانتحال مذهبه مع مخالفته له في العقيدة مستنكر واللهِ شرعاً وطبعاً، فمن قال: أنا شافعي الشرع، أشعري الاعتقاد، قلنا له: هذا من الأضداد، لا بل من الارتداد؛ إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد .. ).

وقال الكرجي أيضاً: (وكان الشيخ أبو حامد الإسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام. ولم يزل الشافعية يأنفون ويستنكفون أن يُنسبوا إلى الأشعري، ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه ... )

وقال: (ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام، حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ... )

وللكرجي قصيدة بائية تسمى (عروس القصائد في شموس العقائد)، شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف، تزيد على مائتي بيت .. ).

تعليق مهم:

قالت الباحثة (ص 33):

(والذي ظهر لي من خلال تتبع شيء من تاريخ المذهب الشافعي:

أن بروز الأشعري كأحد المنتسبين إلى هذا المذهب في الفروع، مع ادعائه الدفاع عن منهج الشافعي في الأصول: كان بداية نقطة تحول في هذا المذهب.

إلا أن أئمة الشافعية استطاعوا أن يحتفظوا بالطابع السني لهذا المذهب، المؤسس أصلاً على السنة، والذي ظهر على الساحة أول ما ظهر كمذهب مدافع عن منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والأحكام، ولذلك كان ظهور هذا المذهب وبروزه شجىً في حلوق كثير من أهل البدع، وفي ذلك يقول السجزي: (وظهر بعد ذلك أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي –رحمة الله عليه- وصعب على ناس كثير ظهور مذهب الشافعي؛ لقيامه بالفقه، والحديث، واللغة ... )

ومن تمعن في الظروف المحيطة بظهور الإمام الشافعي: ظهرت له دقة كلام السجزي هذا.

استمر تميز المذهب الشافعي بهذه السمة حتى بعد ظهور مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إمام أهل السنة، والذي كان امتداداً لمدرسة الإمام الشافعي في الأصول والفروع، واستمر هذا التميز إلى نهايات القرن الخامس الهجري على الأرجح.

ومن أوضح الأدلة على هذا التميز أمران:

الأمر الأول: قصة تحول الإمام أبي المظفر السمعاني (ت489هـ) من المذهب الحنفي إلى المذهب الشافعي، وقد علل أبو المظفر نفسه تحوله بأن المذهب الشافعي يمثل مدرسة أصحاب الحديث، وألف في ذلك مؤلفات عظيمة النفع، منها: (الانتصار لأصحاب الحديث)، وهو كتاب عظيم في بابه في الرد على المتكلمين، وتأصيل قواعد السنة على أسس متينة، وهو لا يزال في عداد المفقودات، ولكن النقول عنه كثيرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير