تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(((((لم يختلف الصحابة في عقيدتهم ولا بعضها أفيقوا أيها الناس!!)))))]

ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[01 - 11 - 08, 04:52 م]ـ

[(((((لم يختلف الصحابة في عقيدتهم ولا بعضها أفيقوا أيها الناس!!)))))]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, وبعد:

فإن من توفيق لله تعالى للعبد أن يوفقه لفهم صحيح حال طلبه للعلم الذي لا ينتهي طلبه فيفهم من المسائل والأحكام الفهم الصحيح القويم واللآئق به, والله يهبُ ذلك لمن يشاء متى شاء ولا شك أن الرجوع لفهم العلماء هو من أعظم أسباب الفهم الصحيح.

قال الله تعالى: (ففهمناها سليمان وكلا ءاتينا حُكماً وعِلماً) وقد ورد أن سليمان –عليه السلام- آنذاك كان ابن إحدى عشرة سنة. [معالم التنزيل, للبغوي (3/ 171)].

وقد أدرك ابن عمر –رضي الله عنهما- الجواب على ما طرحه النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يشبه المؤمن من الشجر وكان السؤال في محضر كبار الصحابة –رضي الله عنهم- فوقع في نفسه-رضي الله عنه- أنها النخلة ولم يبدها لهم تأدباً مع من هو أكبر منه!! , وكان آنذاك صغيراً. [رواه البخاري برقم (7098)].

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فاللهم تفضل علينا بحسن القصد والفهم.

ولذا قال أبو جُحيفة لعلي –رضي الله عنهما-: " هل عندكم كتابٌ؟ -أي مما خُصصتم به من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا, إلا كتاب الله, أو فهم أُعطيه رجلٌ مسلم ..... ". [رواه البخاري برقم (111)].

وفي المقابل الآخر الذي يُذم به صاحبه الفهم السقيم وبخاصة لنصوص الوحيين وهو يُنبأ عن الجهل بنوعيه المتعلق بسوء الفهم أو سوء القصد أو هما معاً عياذاً بالله تعالى من ذلك.

وكما قيل:

وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم

ولذا كان الأمر الفيصل بين من إنتسب للسنة وأهلها حقاً وبين أرباب الإدعاءات هو فهم السلف الصالح وعلى رأسهم وفي مقدمهم أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- -ورضي الله عنهم- الذي أمر الله سبحانه بالرجوع إليه وعدم مشاقتهم بقوله: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).

ووحدَ سبيلهم لتوحُّدِ مشربهم الصافي وعدم تفرقهم واختلافهم فيه, ومثله ما جاء في قول النبي –صلى الله عليه وسلم- (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) , فمجيء سنة بالإفراد دليل على أن قلوبهم وأجسادهم مجتمعة عليها.

وإن مما انتشر عند بعض الناس وبخاصة بعض طلبة العلم وللأسف! إطلاقٌ خطيرٌ للغاية لو تنبهوا لقولهم وفكروا وقدروا في كلامهم وهو القول: (((بأنه قد وقع خلافٌ بين الصحابة-رضوان الله عليهم- في أمور العقيدة!!!).

وهذا لا شك أنه باب شر يَفتح علينا فتناً لا نهاية لها ولازمه أن الخلاف إذا كان قد وقع في العقيدة في زمن أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- ولم يُؤْثر أنهم افترقول لذلك .... فيسعنا ما وسعهم من الإختلاف فهو في الحقيقة ميدان اجتهادٍ للجميع!

وهذا باطلٌ وهنا ينبغي أن يَعلم كل طالب علم أن أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يختلفوا أبداً في عقيدتهم وتوحيد ربهم وأن من قال ذلك فقد أخطأ عليهم وفي حقهم!

وهناك أدلة قاطعةٌ في هذا الباب العظيم من ذلك ما يلي:-

أولاً: أن الخلاف في العقيدة غير سائغٍ البتة! بل إن صاحبه ممقوت! وقد جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنما هلك الذين من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم) [رواه البخاري (7288) ومسلم (1337)].

ولا شك أن العقيدة هي رأس الأمر والخلاف فيها ليس بالأمر الهين.

ولذا غلَّظ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القول على من سأله أن يجعل لهم ذات أنواط كما في حديث أبي واقد الليثي-رضي الله عنه- مع عدم مراعاة نيَّاتهم.

ثانياً: أن جواز الخلاف في أمور العقيدة مذهبٌ للفارق بين أهل السنة وأهل البدعة, فما هو الفرق إذاً؟! فالكل أهل سنة بزعمهم وهذا ما يريدون, فتنبه!!

ثالثاً: ورد في كتاب الله تعالى ما يبطل هذا القول في نصوص كثيرة منها قوله تعالى عنهم: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ... ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير