تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحفِي، والحَيِيّ؟؟؟

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 01 - 09, 09:54 ص]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فقد رأيتُ لبعض علمائنا الأجلاء -رحمهم الله تعالى- أن من أسماء الله الحسنى: الحَفِيّ، والحَيِيّ

والحق أن في نفسي من هذا شيئاً .. إذ كلا اللفظين جاءا في نصوصهما على سبيل الوصف، ولأن الواحد منهما لا يستقل بكونه مدحاً مطلقاً.

فهلا تكرم الإخوة الكرام -جزاهم الله خيراً- بنقل بعض كلام الأئمة في هذا الباب .. والإفادة في هذا الموضوع.

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:22 ص]ـ

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى

ص -16 - ... ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الجميل1 الجواد2 الحكم3 الحييُ4 الرب5 الرفيق6 السُّبوح7 السيد8 الشافي9 الطيب10 القابض11 الباسط12 المقدم13 المؤخر14 المحسن15 المعطي16 المنان17 الوتر18.

هذا ما اخترناه بالتتبع: واحد وثمانون اسما في كتاب الله تعالى، وثمانية عشر اسما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان عندنا تردد في إدخال (الحفي)، لأنه إنما ورد مقيدًا في قوله تعالى عن إبراهيم: {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً} وكذلك (المحسن) لأننا لم نطلع على رواته في الطبراني، وقد ذكره شيخ الإسلام من الأسماء.

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:31 ص]ـ

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي:

الحيي: (الحيي الستير5 الستار6)

قال رحمه الله تعالى:" هذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حيي يستحي من تفسير أسماء الله الحسنى - السعدي - (1/ 41)

ص -193 - عبده إذا مد يده إليه أن يردها صفراً"1.

وهذا من رحمته، وكرمه، وكماله، وحلمه أن العبد يجاهر بالمعاصي مع فقره الشديد إليه، حتى أنه لا يمكنه أن يعصى إلا أن يتقوى عليها بنعم ربه، والرب مع كمال غناه عن الخلق كلهم من كرمه يستحي من هتكه، وفضيحته، وإحلال العقوبة به، فيستره بما يفيض له من أسباب الستر، ويعفو عنه، ويغفر له، فهو يتحبب إلى عباده بالنعم وهم يتبغضون إليه بالمعاصي، خيره إليهم بعدد اللحظات، وشرهم إليه صاعد.

ولا يزال الملك الكريم يصعد إليه منهم بالمعاصي، وكل قبيح، ويستحي تعالى ممن شاب في الإسلام أن يعذبه، وممن يمد يديه إليه أن يردهما صفراً، ويدعو عباده إلى دعائه، ويعدهم بالإجابة.

وهو الحيي الستير: يحب أهل الحياء، والستر، ومن ستر مسلما ستر الله عليه في الدنيا، والآخرة، ولهذا يكره من عبده إذا فعل معصية أن يذيعها، بل يتوب إليه فيما بينه وبينه ولا يظهرها للناس، وإن من أمقت الناس إليه من بات عاصياً، والله يستره فيصبح يكشف ستر الله عليه2.

وقال الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف في كتابه "صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة":

الْحَفِيُّ

يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه حفيٌّ، وهذا ثابت بالكتاب العزيز.

الدليل:

قوله تعالى: {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيَّاً} [مريم: 47].

وقد عدَّه الشيخُ العثيمين رحمه الله - مع تردد عنده - من أسماء الله تعالى في كتابه: ((القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى)).

ومعنى الحفيِّ؛ أي: البَر اللطيف. قاله الراغب في ((المفردات)).

وقال ابن قتيبة في ((تفسير غريب القرآن)): ((أي: بارَّاً عوَّدني منه الإجابة إذا دعوته)).

وقال في صفة الحياء:

الْحَيَاءُ وَالاسْتِحْيَاءُ

صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة، و (الحيي) من أسمائه تعالى.

الدليل من الكتاب:

1 - قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: 26].

2 - قوله تعالى: {وَاللهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ} [الأحزاب: 53].

الدليل من السنة:

1 - حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه مرفوعاً: ((… وأما الآخر؛ فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الآخر؛ فأعرض، فأعرض الله عنه)) رواه: البخاري (66)، ومسلم (1405).

2 - حديث سلمان رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ... إنَّ ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أنَّ يردهما صفراً خائبتين)). رواه: الترمذي واللفظ له، وأبو داود، وأحمد، والحاكم. انظر: ((جامع الأصول)) (2118)، و ((صحيح الجامع)) (1757).

ومِمَّن أثبت صفة الاستحياء من السلف الإمام أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي، فيما نقله عنه شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)) (4/ 181)؛ موافقاً له.

وقال ابن القيم في ((النونية)) (2/ 80):

((وهو الحييُّ فليسَ يفضحُ عبده ... عندَ التجاهُرِ منهُ بالعصيانِ

لكنَّهُ يُلقِي عليه سِترهُ ... فَهُو السِّتِّيرُ وصاحب الغفرانِ))

قال الهرَّاس: ((وحياؤه تعالى وصف يليق به، ليس كحياء المخلوقين، الذي هو تغير وانكسار يعتري الشخص عند خوف ما يعاب أو يذم، بل هو ترك ما ليس يتناسب مع سعة رحمته وكمال جوده وكرمه وعظيم عفوه وحلمه؛ فالعبد يجاهره بالمعصية مع أنه أفقر شيء إليه وأضعفه لديه، ويستعين بنعمه على معصيته، ولكن الرب سبحانه مع كمال غناه وتمام قدرته عليه يستحي من هتك ستره وفضيحته، فيستره بما يهيؤه له من أسباب الستر، ثم بعد ذلك يعفو عنه ويغفر)) اهـ.

قال الأزهري في ((تهذيب اللغة)) (5/ 288) ((وقال الليث: الحياء من الاستحياء؛ ممدود ... قلت: وللعرب في هذا الحرف لغتان: يُقال: استحى فلان يستحي؛ بياء واحدة، واستحيا فلان يستحْيِي؛ بياءين، والقرآن نزل باللغة التامَّة؛ (يعني الثانية))) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير