تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفخر الرازي وصفة المحبة لله عز وجل (أشكل علي شيء)]

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 11 - 08, 09:44 ص]ـ

قال الفخر الرازي في تفسيره:

الأعراف 55

[أما قوله تعالى: {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المعتدين} ففيه مسائل:

المسألة الأولى: أجمع المسلمون على أن المحبة صفة من صفات الله تعالى، لأن القرآن نطق بإثباتها في آيات كثيرة. واتفقوا على أنه ليس معناها شهوة النفس وميل الطبع وطلب التلذذ بالشيء، لأن كل ذلك في حق الله تعالى محال بالاتفاق، واختلفوا في تفسير المحبة في حق الله تعالى على ثلاثة أقوال:

فالقول الأول: أنها عبارة عن أيصال الله الثواب والخير والرحمة إلى العبد.

والقول الثاني: أنها عبارة عن كونه تعالى مريداً لإيصال الثواب والخير إلى العبد. وهذا الاختلاف بناء على مسألة أخرى وهي: أنه تعالى هل هو موصوف بصفة الإرادة أم لا؟ قال الكعبي وأبو الحسين: إنه تعالى غير موصوف بالإرادة ألبتة، فكونه تعالى مريداً لأفعال نفسه أنه موجد لها وفاعل لها، وكونه تعالى مريداً لأفعال غيره كونه آمراً بها ولا يجوز كونه تعالى موصوفاً بصفة الإرادة. وأما أصحابنا ومعتزلة البصرة فقد أثبتوا كونه تعالى موصوفاً بصفة المريدية.

إذا عرفت هذا فمن نفي الإرادة في حق الله تعالى فسر محبة الله بمجرد إيصال الثواب إلى العبد ومن أثبت الإرادة لله تعالى فسر محبة الله بإرادته لإيصال الثواب إليه.

والقول الثالث: أنه لا يبعد أن تكون محبة الله تعالى للعبد صفة وراء كونه تعالى مريداً لإيصال الثواب إليه، وذلك لأنا نجد في الشاهد أن الأب يحب ابنه فيترتب على تلك المحبة إرادة إيصال الخير إلى ذلك الابن فكانت هذه الإرادة أثراً من آثار تلك المحبة وثمرة من ثمراتها وفائدة من فوائدها. أقصى ما في الباب أن يقال: إن هذه المحبة في الشاهد عبارة عن الشهوة وميل الطبع ورغبة النفس وذلك في حق الله تعالى محال، إلا أنا نقول: لم لا يجوز أن يقال محبة الله تعالى صفة أخرى، سوى الشهوة وميل الطبع يترتب عليها إرادة إيصال الخير والثواب إلى العبد؟ أقصى ما في الباب، أنا لا نعرف أن تلك المحبة ما هي وكيف هي؟ ا إلا أن عدم العلم بالشيء لا يوجب العلم بعدم ذلك الشيء ألا ترى أن أهل السنة يثبتون كونه تعالى مرئياً، ثم يقولون إن تلك الرؤية مخالفة لرؤية الأجسام والألوان، بل هي رؤية بلا كيف، فلم لا يقولون ههنا أيضاً أن محبة الله للعبد محبة منزهة عن ميل الطبع وشهوة النفس بل هي محبة بلا كيف؟ فثبت أن جزم المتكلمين بأنه لا معنى لمحبة الله إلا إرادة إيصال الثواب ليس لهم على هذا الحصر دليل قاطع. بل أقصى ما في الباب أن يقال لا دليل على إثبات صفة أخرى سوى الإرادة فوجب نفيها، لكنا بينا في كتاب نهاية العقول أن هذه الطريقة ضعيفة ساقطة.]

الكلام الذي باللون الأزرق

هل هو نقله لقولٍ أم هو قوله؟

يعني هل هو يرى أن صفة المحبة هي الإرادة؟

أم هو يرد على ذلك القول (يقصدها في قوله: "هذه الطريقة ضعيفة وساقطة"

وما المقصود في "فوجب نفيها"؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 11 - 08, 10:46 ص]ـ

بل هو من قوله، فهو يذكر أدلة المتكلمين في تفسير المحبة بالإرادة الخاصة.

فذكر أنهم ليس لهم دليل قاطع على ذلك.

ثم ذكر أن أقصى ما في الباب (أي غاية ما يمكنهم أن يستدلوا به) أن يقولوا: لا دليل على إثبات صفة أخرى (أي لا يوجد دليل قطعي يوجب ذلك) سوى الإرادة (لأنها ثبتت بدلائل قطعية) فوجب نفيها (لأنهم يزعمون أن ما لا نقطع بإثباته من صفات الله فإننا نقطع بنفيه!).

يقول: لكنا بينا في نهاية العقول أن هذه الطريقة ضعيفة ساقطة.

يقصد أن هذا الحصر لصفات الله عز وجل فيما نعلمه باطل، وهي مسألة خلافية بين الأشاعرة، فبعضهم يقول: لا يوجد لله صفات مطلقا إلا ما نعرفه عنه!! والمرجح عند الرازي خلاف ذلك.

فهو يجوّز أن يكون لله صفات لا نعلمها، وهو قول أهل السنة.

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 11 - 08, 01:08 م]ـ

بل هو من قوله، فهو يذكر أدلة المتكلمين في تفسير المحبة بالإرادة الخاصة.

فذكر أنهم ليس لهم دليل قاطع على ذلك.

ثم ذكر أن أقصى ما في الباب (أي غاية ما يمكنهم أن يستدلوا به) أن يقولوا: لا دليل على إثبات صفة أخرى (أي لا يوجد دليل قطعي يوجب ذلك) سوى الإرادة (لأنها ثبتت بدلائل قطعية) فوجب نفيها (لأنهم يزعمون أن ما لا نقطع بإثباته من صفات الله فإننا نقطع بنفيه!).

يقول: لكنا بينا في نهاية العقول أن هذه الطريقة ضعيفة ساقطة.

يقصد أن هذا الحصر لصفات الله عز وجل فيما نعلمه باطل، وهي مسألة خلافية بين الأشاعرة، فبعضهم يقول: لا يوجد لله صفات مطلقا إلا ما نعرفه عنه!! والمرجح عند الرازي خلاف ذلك.

فهو يجوّز أن يكون لله صفات لا نعلمها، وهو قول أهل السنة.

هذا ما كان في نفسي لكن لم أرد أن أعتمد على فهمي

فقلت استفسر لأتأكد

جزاك الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير