تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فهل يمكن قبول لفظ (الآخر) لغيرالمسلمين]

ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 12 - 08, 11:55 م]ـ

الشيخ الدكتور

عبد الرحمن بن صالح المحمود

لم يتم حوار حضارات حقيقي

- الآخر مصطلح لغوي وقرآني، لكن لنحذر من أبعاده الجديدة التي يتخفّى وراءها.

- يمكن للعلماء المسلمين ودُعاتهم وضع إطار عام للمبادئ الإنسانية يقرُّها الإسلام للتعايش والتفاهم والتعاون حولها بين الأمم.

- الحاجز النفسي الذي تقيمه الأديان لحماية أتباعها من الذوبان في غيرها يُعدُّ عائقاً للحوار بين الحضارات.

- بيانات عَلْمانيينا وليبراليينا أخذت طابع الدفاع والتنازلات عن مسلَّمات الدين والبحث عن أُطر التقاء لا يمكن أن تروي غليلاً.

- إذا أُريد للحوار أن يتم وينجح فلا بد من توفر شروط مهمة.

- البيان -: إذا حررنا أن المراد بـ (نحن) أهل الإسلام؛ فهل يمكن قبول لفظ (الآخر) لغيرهم؟

مصطلح الآخر من الناحية اللغوية ومن ناحية الاستعمال في مجالات الحياة؛ مصطلح عادي لا شيء فيه، هذا في الأصل، فأنت تقول في رجلين: هذا فعل كذا أو قال كذا؛ والآخر لم يفعل أو لم يقل، فيكون دالاً على نوع من التقابل. وقد يستعمل فيما طريقه التنويع دون تقابل؛ كأن تقول: تكلم الأول بكذا ثم تكلم الآخر الذي معه بمثل كلامه، أو أيَّده الآخر .. وهكذا.

وقد جاء كتاب الله - تعالى - بهذه المعاني؛ فجاء في آيات كثيرة:

- لفظ (آخر)، قال - تعالى -: {فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ} [المائدة: 72].

وقال - تعالى -: {خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [التوبة: 201]. وتكرَّر هذا في مقام التوحيد ونفي الشرك؛ فقال - تعالى - مثلاً: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ} [الإسراء: 22].

- ولفظ (آخرون)؛ كقوله - تعالى -: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} [التوبة: 201]، وقوله - تعالى -: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ} [التوبة: 601]، وفي آخر المزمل: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ} [المزمل: 02]، {وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [المزمل: 02].

- ولفظ (آخرين) أيضاً في موضع النصب أو الجر: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ} [الشعراء: 271].

- ولفظ (أخرى)؛ كقوله - تعالى -: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} [النجم: 02]، وتكرر في هذه السورة أربع مرات.

- ولفظ (أخراهم)؛ كقوله - تعالى -: {وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ} [الأعراف: 93]. وأخراكم كقوله: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} [آل عمران: 351].

- ولفظ (أُخر)؛ كقوله - سبحانه -: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.

[البقرة: 481]

وهكذا فهو - أي: مصطلح الآخر - مصطلح قرآني، ولكن بالمعاني اللغوية التي وردت عن العرب.

وأردت من هذا دفع توهُّم الاعتراض على هذا المصطلح بأنه ليس في كتاب الله، وإنما في كتاب الله الكافر واليهودي والنصراني والمشرك ... فقد يظن الظانُّ - لأول وهلة - أن لفظ (الآخر) لم يرد في كتاب الله تعالى، والأمر ليس كذلك كما سبق.

ولكن المشكلة في الموضوع هي استخدام لفظ (الآخر) مصطلحاً له مدلول خاص في عصرنا هذا، ولا أدري من الذي استخدمه أولاً. ولكن - مع العولمة الثقافية والفكرية والعقدية والتشريعية، ومع ظروف وأحوال وأحداث معروفة - تحوَّل هذا المصطلح من بُعْده اللغوي إلى بُعْد عقدي وفكري، أي: انتقل من الحقيقة اللغوية إلى حقيقة اصطلاحية تحمل أبعاداً كثيرة تخفّى بها، ومن أبرزها:

1 - تخصيصها بفئات دينية معينة من اليهود والنصارى والمشركين؛ فتسمية هؤلاء بـ (الآخر) مما لا تجمله دلالة هذا المصطلح مباشرة دون قيد في السياق ونحوه.

2 - اختلاط هذا المصطلح (الآخر) بغيره؛ فمثلاً: المخالف من أهل البدع يسمَّى: الآخر، والمخالف من أصحاب الفكر المنحرف يسمَّى: الآخر، والمخالف في اللغة يسمَّى: الآخر، والمخالف في الانتساب إلى وطنٍ ما يُسمَّى: الآخر.

بل قد سرى هذا - ضرورة - إلى مصطلح (نحن)؛ فهل يُقصَد به المسلمون عموماً، أو يُقصَد به أهل السنة أو العرب أو أهل مصر؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير