تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلام مشكلٌ لشيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- والجواب عنه إن شاء الله

ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[11 - 11 - 08, 01:25 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

?جاء في إهداءُ الكافرِ للمسلمِ يوم عيده هديةً: كلام مشكل لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) (1) , (2 - 50) قال فيه ما نصه:

" وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم, فقد قدمنا عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه: أنه أتي بهدية النيروز فقبلها, وروى ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا جرير, عن قابوس, عن أبيه: أن امرأة سألت عائشة-رضي الله عنها- قالت: (إن لنا أظآرا (2) من المجوس, وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا). قالت: ((أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا, ولكن كلوا من أشجارهم)). وقال: حدثنا وكيع, عن الحسن بن حكيم, عن أمه, عن أبي برزة: أنه كان له سكان مجوس, فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان, فكان يقول لأهله: ((ما كان من فاكهة فكلوه, وما كان من غير ذلك فردوه)) فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم, بل حكمها في العيد وغيره سواء؛ لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم" اهـ.

قوله -رحمه الله- عن على-رضي الله عنه- أنه قَبِلَ هديتهم يوم نيروزهم فيه ثلاث علل:

الأولى:- أن الإسناد مرسل وذلك لأن محمد بن سيرين -رحمه الله-لم يسمع من علي -رضي الله عنه-وقد كان ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان -رضي الله عنه-.

الثانية: أن الأثر عن علي -رضي الله عنه- الذي أشار إليه شيخ الإسلام إن صح فلا يدل على أنه قَبِلّ هديتهم بل يدل على أنه كره أن يتلفظ باسم عيدهم. وهذا نصه في الاقتضاء (1/ 515) قال: " وبالإسناد إلى أبي أسامة, عن حماد بن زيد, عن هشام, عن محمد بن سيرين, قال: (أتى علي -رضي الله عنه- النيروز فقال: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين, هذا يوم النيروز, قال: فاصنعوا كل يوم فيروز, قال أبو أسامة: كره -رضي الله عنه-أن يقول: النيروز قال البيهقي: وفي هذا كالكراهة لتخصيص يوم بذلك لم يجعله الشرع مخصوصا به"اهـ.

أما الأثر الذي أورده شيخ الإسلام عن عائشة-رضي الله عنها- ففيه قابوس وهو أبن أبي ظبيان وهو مجروح عند أهل العلم:

- قال البخاري: "قال أحمد بن عبد الله عن جرير بن عبد الحميد: أتيناه بعد فساد".

قلت: وقائل هذا الجرح هو الذي روى عنه أثر عائشة-رضي الله عنها- وهو جرير بن عبد الحميد الضبي, فهو أدرى به.

- وضعفه النسائي, ويحي بن معين. تهذيب الكمال (23/ 329)

- قال ابن حبان عنه: كان رديء الحفظ, ينفرد عن أبيه, بما لا أصل له, ربما رفع المرسل وأسند الموقوف ... ).كتاب المجروحين لا بن حبان (2/ 219).

- وقال ابن حجر في التقريب: فيه لين. [وبهذا يسقط هذا الإسناد والأثر فلا يُحتج به].

الثالثة: في قوله -رحمه الله- " فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم"

علق شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله- بقوله: "هذا غريب من الشيخ -رحمه الله-!!!؛ لأن هدية الأعاجم تشعر بأنه رضا, ولكن في آثار الصحابة -رضوان الله عنهم- كانوا يقبلون الهدية بقوة الإسلام في ذلك الوقت (3) , وأن الناس لن ينخدعوا بذلك, وأن الكفار أنفسهم يعلمون أن الإسلام أعلى, لكن في الوقت الحاضر لو قبل المسلمون هدية الكفار لفرحوا وقالوا: إن المسلمين وافقونا على أن هذا اليوم عيد, فلهذا ينبغي أن نُفَصِلَ في هذه المسألة. ويقال: إذا خيف أن يترافع الكفار وأن يستعرضوا وأن يظنوا أن هذا موافقة منا بأعيادهم, فإنه لا يقبل سواء كان مما يشترط فيه الزكاة أو لا".اهـ شرح اقتضاء الصراط المستقيم ط. المصرية (ص348 - 349).

أما أثر أبي برزة -رضي الله عنه- ففيه (أمةُ أبي برزة أم الحسن بن حكيم فمجهولة لم أجد من ترجم لها).

?ومما يحسن التنبيه عليه ما يلي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير