تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تقسيم المشيئة إلى شرعية وكونية عند بعض علماء أهل السنة والجماعة!]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 12 - 08, 08:34 ص]ـ

في قوله تعالى:

(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [النحل:36].

قال العلامة ابن كثير – رحمه الله تعالى – في تفسيره عند هذه الآية:

(وبعث في كل أمة رسولا أي: في كل قرن من الناس وطائفة رسولا وكلهم يدعو إلى عبادة الله، وينهى عن عبادة ما سواه: {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} فلم يزل تعالى يرسل إلى الناس الرسل بذلك، منذ حدث الشرك في بني آدم، في قوم نوح الذين أرسل إليهم نوح، وكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض إلى أن ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي طبقت دعوته الإنس والجن في المشارق والمغارب، وكلهم كما قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، وقال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45]، وقال تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} فكيف يسوغ لأحد من المشركين بعد هذا أن يقول: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} فمشيئته تعالى الشرعية منتفية؛ لأنه نهاهم عن ذلك على ألسنة رسله، وأما مشيئته الكونية، وهي تمكينهم من ذلك قدرا، فلا حجة لهم فيها لأنه تعالى خلق النار وأهلها من الشياطين والكفرة، وهو لا يرضى لعباده الكفر، وله في ذلك حجة بالغة وحكمة قاطعة.

ثم إنه تعالى قد أخبر أنه عير عليهم، وأنكر عليهم بالعقوبة في الدنيا بعد إنذار الرسل؛ فلهذا قال: {فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ .... }) اهـ.

قال – رحمه الله تعالى – هنا:

(فمشيئته تعالى الشرعية منتفية؛ لأنه نهاهم عن ذلك على ألسنة رسله، وأما مشيئته الكونية، وهي تمكينهم من ذلك قدرا .... ).

فقسّم المشيئة إلى قسمين شرعية وكونية!

فاستُشكل عند بعض طلبة العلم، وذلك لأن المشهور عند عامة أهل السنة والجماعة أن المشيئة لا تنقسم، وإنما الذي ينقسم هو الإرادة إلى إرادة شرعية، وإرادة كونية، وأنّ الإرادة الكونية هي المشيئة.

وقد نقل كلام ابن كثير هذا العلامة عبد الرحمن بن حسن في (فتح المجيد)، ولم يتكلم عليه بشيء، وقد مر عليها طائفة من الشراح لفتح المجيد، دون بيان ولا تنبيه!

وقال هذا الأخ الذي استشكل هذا الأمر: إنه اتصل على العلامة العبّاد، فقال له: غلط غلط!

فاتصلت أنا البارحة على شيخنا فلاح بن إسماعيل فسألته عن هذا الاستشكال فقال – حفظه الله تعالى -:

(ما دام أنه ذكر أن المشيئة تنقسم إلى شرعية وكونية، وقيدها بالمشيئة الشرعية والكونية، فلا شك أنه يريد ما تعارف عليه عامة أهل السنة من أنها الإرادة الشرعية والكونية، وأما المشيئة عند الإطلاق فإنها تنصرف إلى الإرادة الكونية) اهـ كلامه – حفظه الله تعالى -.

و كلام شيخنا واضح وظاهر، وهو المتبادر إلى الذهن.

فمن كان عنده زيادة علم فليفدنا.

والحمد لله رب العالمين.

ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[17 - 12 - 08, 03:59 م]ـ

قرأت هذا الكلام لأحد الأخوة لعله يفيد:

قوله:ونؤمن بأنه تعالى: فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (هود 107) ونؤمن بأن إرادته تعالى نوعان: كونية يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوباً له، وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: وَلَوْ شَآءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (البقرة 253) إِن كَانَ اللهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ (هود: 34) وشرعية: لا يلزم بها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوباً له كقوله تعالى: وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ (النساء: 27)) اعلم – علَّمك الله – أن الناس في أفعال الله تعالى وأفعال العباد طرفان متعارضان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير