تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل في وسع سعيد فودة أن يناظر أينشتاين؟]

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 12 - 08, 03:23 ص]ـ

هل بإمكان سعيد فودة أن يناظر أينشتاين؟

لقد ورث سعيد فودة عن أسلافه الأشاعرة أصولا ومباديء هي اليوم تورطه ... لا يمكن له أن يتملص منها ولا يمكن له أن يدافع عنها ...

ولسنا الآن نناقشه عقديا فهذا مجال له فيه فرص للتشغيب ولديه أجوبة تقليدية موروثة عن الماضين ولكننا نريد أن نناقشه ابستمولوجيا حيث لا مجال للمناورة ...

لم يرث فودة أفكارا في الأسماء والصفات وفي الجور والتعديل وفي التفويض والتأويل .. لكن لسوء حظه ورّثه أسلافه أيضا أفكارا في العلم الطبيعي .. من قبيل بنية المادة وحركتها وتحولاتها .. فهذه كتبهم تتعرض للعرض والجوهر والزمان والمكان .. ولهم نظريات في تركيب الكون ونسيجه .. من قبيل الجوهر الفرد والجزء الذي لا يتجزأ والعرض الذي لا يبقى زمانين وغير ذلك من المقولات ..

في زمن الرازي لم تكن ثمة مشكلة لأن العلم الطبيعي حينذاك كان جزءا من الفلسفة وكان المنهج المعتمد في الميتافزيقا هو عينه المعتمد في الكوسمولوجيا ... ففلك بطليموس-مثلا- مبني على ميتافزيقا أرسطو، .. كل هذا معروف عند مؤرخي وفقهاء العلم ..

لكن من سوء طالع سعيد فودة .. أن العلم-العلم الطبيعي- انفصل عن أمه الميتافزيقا واستقل بمنهجه ويبدو أنه حقق تقدما ملموسا له شواهده في المبتكرات المادية وغيرها بينما كان حظ الأم تعيسا فقد انهالت عليها ضربات المعاول من الماديين والوضعيين والعلماويين ....

يمكن لسعيد فودة أن يصول على الحنابلة بالباطل-وهذا ما يفعله- ويرهبهم بمقولات من نوع العرض لا يبقى زمنين وأن الجسم هو المتحيز في الجهة .. وأن أصل الكون جزء لا يتجزأ ... وأنكم حشوية لا تفهمون في المعقولات ..

لكن يسعدني أن أتخيله في الحلقات العلمية في" الناسا "أو في "كمبريدج" أو في" كيوطو" يمثل الأشاعرة ويعرض إسهامات الآمدي والرازي والعضد والسعد في مجال تحليل المادة وتفكيكها ... كم سيكون منظره مضحكا .. أقصد ابستملوجيا ...

ماذا سيقدم سعيد؟

فالزملاء من العلماء جاؤوا بنتائج الماسحات الفضائية وكشافات التجارب في المختبرات النووية ... وجاؤوا بنماذج مصغرة وإحصاءات وأرقام ...

هل يقبل علماء الفضاء من سعيد المقولات المنطقية المنقولة عن السيد والسعد لتفسير العالم ونشأته ... !!

ما الدليل التجريبي على الجزء الذي لا يتجزأ مثلا ..

وهل بإمكان النظرية الأشعرية المبنية على التصورات العقلية المحضة أن تنافس نظريات أينشتاين وهزنبرغ القائمة على البحث المختبري ... !

ثم ماهي القيمة الابستملوجية للعلم الطبيعي الأشعري مقارنة مع هؤلاء!!

لا يمكن للأشاعرة اليوم أن يقولوا لهؤلاء علمهم ولنا علمنا .. فهؤلاء أضدادكم ينافسونكم على موضوع واحد ..

(موضوع الذرة مثلا) .. فلنكن صرحاء:هل يستوي من يعتمد على شرح المقاصد للسعد ومن يعتمد على تيلسكوب هابل لفهم الظواهر الكونية!!

كما أنهم لا يستطيعون التجرد من هذا الإرث القديم .. فيقولون لسنا علماء طبيعة ولا طاقة لنا بأينشتاين وجنوده بل نحن علماء توحيد .. فيتفرغوا لمبارزة الحنابلة على الأسماء والصفات .... لأن دلائلهم على التوحيد مرتبطة بعلمهم الطبيعي.

قال الشيخ سفر-حفظه الله-:

أما الأشاعرة فعندهم دليل يتيم هو دليل: الحدوث والقدم.

وهو الاستدلال على وجود الله بأن الكون حادث، وكل حادث فلا بد له من محدث قديم، وأخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث وعدم حلولها فيه ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهراً ولا عرضاً ولا جسماً ولا في جهة ولا مكان .. إلخ ...

أليس الجوهر والعرض والجسم والجهة والمكان والزمان هي المقولات ذاتها التي يشتغل بها أينشتاين وإخوانه .... ؟؟

ولما كان الدليل متقدما على المدلول فهل نقول لكم ناظروا أولا أينشتاين ثم تعالوا بعد ذلك لتجادلونا في الله واستوائه .. !

الحمد لله على نعمة المنهج السلفي ما تأسس على نظريات في العلم أو الفلسفة أو الطبيعة ... فهو في مأمن من زوابع الثورات العلمية والفلسفية .. علمنا من القرآن والسنة .. فإن أراد ملايين الانشتينيات أن يناظرونا في الكتاب والسنة فنحن مستعدون ... ولكن هل يستطيع فودة أن يناظر أينشتاين في الجزء الذي لا يتجزأ!!!

ـ[وليد محمود]ــــــــ[15 - 12 - 08, 03:28 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم أستاذنا أبو عبد المعز.

بارك الله فيكم.

إنى أحبكم فى الله ولو لم أركم.

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 04:19 م]ـ

بل شهدنا بأعيننا كبار الفيزيائيين في هذا العصر كمحمد عبد السلام و ستيفن واينبرغ و غيرهم يصرحون - كما صرح كبار الفيزيائيين و فضلاء الطبييعيين قديما - أن الفيزياء لم ترفع قط رأسا الى المنطق الكلاسيكي في صورته الرياضية ... و أنهم دائما يطرحونه جانبا -كما قال شيخ الاسلام- في أبحاثهم .. و لكن الرجل يصر على نفخ الروح فيه و في أخطاءه الجسيمة التي تبث ضررها شرعا و عقلا عند عامة الخلق وهو صلب علم الكلام المذموم و لكن الرجل لعناده يصر على السفسطة في جوابه عن ذم الناس له و يتحول الى ما هو متفق عليه من الكلام في الاحتجاج و الذب عن الدين و أمثلهم طريقة من يقر ان ذم السلف له انما هو لذم الاشتغال بمثل هذه المباحث أصلا وهو صحيح الا أنه ليس كل السبب ... اذ أن السلف أنكروا علم الكلام لاشتمال مقدمته المنطقية المعرفية على مغالطات و اجمالات تقتضي التسليم بالحق و الباطل معا ... و المشكلة هي حين سيسحبه اللجاج من محاورة "الوهابيين" الى محاورة الملاحدة و الفلاسفة أرباب هذه السفسطات و آباؤها الأولون ... آنذاك سيأتيك خبره ... نسأل الله أن يمن عليه آنذاك بالصدق و يؤؤوب ككل من خاض هذه المزالق و ان لا تكون الأخرى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير