تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقولهم أن الله تكلم بكلام نفسي قديم وانتهى أفلا يعد هذا الإنتهاء حادثا عندهم؟

ثانيا:

كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة

لا أفهم وجه الإعتراض على هذا الشطر

أخيرا:

فمثلا الله في نظرهم كان غير متصف بصفة الخلق منذ الأزل حتى خلق الخلق

ألا يعتبر هذا أيضا حادث وتجدد؟

ألا يعارض هذا قولهم بنفي ما يسمونه بالحوادث: "وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة"

بارك الله فيك وزادك الله علما

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 11 - 08, 09:06 م]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك

بالنسبة للإحياء والإماتة وما شابه ذلك

أهل السنة يقولون قديمة النوع حادثة الآحاد أي متجددة وأما هم فيثبتون الشطر الأول

ويردون الشطر الثاني

وحقيقة قولهم أن تعلق هذه الصفات - الإحياء , الإماتة , الكلام - بالمخلوقات منذ الأزل من تناقضهم.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:ومن العجائب أنهم لا ينكرون حدوث المفعول ثم ينكرون حدوث الفعل لا ينكرون أن زيداً وعمراً حادث بعد أن لم يكن ولكن تعلق الخلق به كان في الأزل وهذا في الحقيقة عندما تتأمله لا يصح إطلاقاً هل يمكن أن يقع فعل ولا يوجد المفعول يعني خلق زيد وعمرو ومتى كان؟ في الأزل الذي لا نهاية له وكيف يخلق من الأزل البعيد ثم لا يوجد في المخلوق إلا في هذا الزمن مثلاً هذا واضح بأنه باطل جداً

فالقول بأن الفعل قديم والمفعول حادث ثم الفعل أيضاً ليس فعلاً في نفس الله بل يفسرونه بالمفعول هذا كله شيء باطل 0

وأما قولك:وقولهم أن الله تكلم بكلام نفسي قديم وانتهى أفلا يعد هذا الإنتهاء حادثا عندهم؟

حقيقة قولهم أن المتكلم من قام به الكلام وإن لم يكن متكلماً بمشيئته وقدرته ولا فعل فعلاً أصلاً.فلا تجدد ولا حادث على مذهبهم

فحقيقة قولهم مؤداه القول بخلق القرآن فالمعتزلة يقولون القرآن لفظه ومعناه مخلوق.

والأشاعرة فرقت بين الكلام النفسي وهو ما قام في نفس الله وبين اللفظ والمعنى فيقولون بخلق الثاني فإذا أراد الله أن يتكلم خلق كلاما وهم يخففون العبارة فيقولون الكلام عبارة عن كلام الله وحكاية عنه.

قال الإيجي في المواقف (3

129): إذا عرفت هذا فاعلم أن ما يقوله المعتزلة , وهو خلق الأصوات والحروف وكونها حادثة قائمة؛ فنحن نقول به , ولا نزاع بيننا وبينهم في ذلك.

وما نقوله من كلام النفس فهم ينكرون ثبوته .. .انتهى

فعلى قولهم تكلم الله بكل الكلام دفعة واحدة

وقالوا: لا يتجزأ هو الأمر بكل مأمور , والنهي عن كل منهي عنه , والخبر عن كل مخبر عنه إن عبر عنه بالعربية كان قرآناً , وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة , وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلاً , وقولهم إن الأمر والنهي صفات للكلام لا أنواع له , ولذلك فلا فرق بين القرآن والتوراة , ولا بين آية وآية أخرى دلت على معنى مختلف. وهذا من أعظم التناقض

ولذلك قال العز بن عبد السلام لما سئل في مسألة القرآن: كيف يعقل شيء واحد هو أمر ونهي وخبر واستخبار , فقال أبو محمد: ما هذا بأول إشكال ورد على مذهب الأشعري.

قال شيخ الإسلام:وأول من اشتهر عنه أنه قال هذا القول في الإسلام عبد الله بن سعيد بن كلاب، ثم افترق موافقوه، فمنهم من قال ذلك الكلام معنى واحد هو الأمر بكل مأمور، والنهي عن كل محظور، والخبر عن كل مخبر عنه، إن عبر عنه بالعربية كان قرآناً، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة، وقالوا معنى القرآن والتوراة والإنجيل واحد، ومعنى آية الكرسي هو معنى آية الدين، وقالوا الأمر والنهي والخبر صفات الكلام لا أنواع له، ومن محققيهم من جعل المعنى يعود إلى الخبر والخبر يعود إلى العلم.

وجمهور العقلاء يقولون قول هؤلاء معلوم الفساد بالضرورة، وهؤلاء يقولون تكليمه لموسى ليس إلا خلق إدراك يفهم به موسى ذلك المعنى، فقيل لهم: أفهم كل الكلام أم بعضه؟ إن كان فهمه كله فقد علم علم الله، وإن كان فهم بعضه فقد تبعض، وعندهم كلام الله لا يتبعض ولا يتعدد، وقيل لهم: لقد فرق الله بين تكليمه لموسى وإيحائه لغيره، وعلى أصلكم لا فرق، وقيل لهم: قد كفر الله من جعل القرآن العربي قول البشر، وقد جعله تارة قول رسول من البشر، وتارة قول رسول من الملائكة، فقال في موضع: " إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون، ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون " فهذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقال في الآية الأخرى: " إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين " فهذا جبريل، فأضافه تارة إلى الرسول الملكي وتارة إلى الرسول البشري، والله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس، وكان بعض هؤلاء ادعى أن القرآن العربي أحدثه جبريل أو محمد فقيل لهم: لو أحدثه أحدهما لم يجز إضافته إلى الآخر، وهو سبحانه إضافة إلى كل منهما باسم الرسول الدال على مرسله لا باسم الملك والنبي، فدل على ذلك على أنه قول رسول بلغه عن مرسله لا قول ملك أو نبي أحدثه من تلقاء نفسه، بل قد كفر من قال أنه قول البشر. انتهى

وقولك:كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة.

سبق نظري فظننت أن -يكون لذات الله - وعبارة الواسطي هذه صحيحة إن شاء الله.

وكذلك يقال في صفة الخلق ما قلناه في صفة الإحياء والإماتة.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير