تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

روى عبيد الله بن بكر قال: ثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن كثير عن أبي جعفر أنه سمع أبا حفص يحدث أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا بقى ثلث الليل ينزل الله تبارك وتعالى فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستكشف الضر فأكشفه عنه؟ من ذا الذي يسترزقني فأرزقه؟ حتى ينفجر الفجر). (1/ 112)

وروى عبد الله بن بكر السهمي قال: ثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن كثير عن هلال بن أبي ميمونة قال: ثنا عطاء بن يسار أن رفاعة الجهني حدثه قال: فكنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كفا بالكديد - أو قال بقديد - حمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إذا مضى ثلث الليل - أو قال ثلثا الليل - نزل الله عز و جل إلى السماء فيقول: من ذا الذي يدعوني أستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر له؟ من ذا الذي يسألني أعطيه؟ حتى ينفجر الفجر) نزولا يليق بذاته من غير حركة وانتقال تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

دليل آخر:

قال الله تعالى (1/ 113): (يخافون ربهم من فوقهم) من الآية (50/ 16) وقال تعالى: (تعرج الملائكة والروح إليه) من الآية (4/ 70) وقال تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) من الآية (11/ 41) وقال تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا) من الآية (59/ 25) وقال تعالى: (ثم استوى على العرش مالكم من ولي ولا شفيع) (4/ 32) فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستو على عرشه والسماء بإجماع الناس ليست الأرض فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته مستو على عرشه استواء منزها عن الحلول والاتحاد. (1/ 114)

دليل آخر:

قال الله تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا) (22/ 89) وقال تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) من الآية (210/ 2) وقال: (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى) (8 - 13/ 53) إلى قوله: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) (18/ 53) وقال تعالى لعيسى ابن مريم عليه السلام: (إني متوفيك ورافعك إلي) وقال تعالى: (وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه) من الآية (158/ 4) (1/ 115) وأجمعت الأمة على أن الله سبحانه رفع عيسى صلى الله عليه و سلم إلى السماء ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم يقولون جميعا: يا ساكن السماء ومن حلفهم جميعا: لا والذي احتجب بسبع سماوات

دليل آخر:

قال الله عز و جل: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء) من الآية (51/ 42) وقد خصت الآية الشريفة البشر دون غيرهم ممن ليس من جنس البشر ولو كانت الآية عامة للبشر وغيرهم كان أبعد من الشبهة وإدخال الشك على من يسمع الآية أن يقول: ما كان لأحد أن يكلمه الله إلا وحيا (1/ 116) أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيرتفع الشك والحيرة من أن يقول: ما كان لجنس من الأجناس أن أكلمه إلا وحيا أو من وراء حجاب أو أرسل رسولا وننزل أجناسا لم يعمهم بالآية فدل ما ذكرنا على أنه خص البشر دون غيرهم

دليل آخر:

قال الله تعالى: (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) من الآية (62/ 6) وقال: (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم) من الآية (30/ 6) وقال: (ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم) (12/ 32) وقال عز و جل: (وعرضوا على ربك صفا) من الآية (48/ 18) كل ذلك يدل على أنه تعالى ليس في خلقه ولا خلقه فيه وأنه مستو (1/ 117) على عرشه سبحانه بلا كيف ولا استقرار تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا فلم يثبتوا له في وصفهم حقيقة ولا أوجبوا له بذكرهم إياه وحدانية إذ كل كلامهم يؤول إلى التعطيل وجميع أوصافهم تدل على النفي يريدون بذلك التنزيه ونفي التشبيه على زعمهم فنعوذ بالله من تنزيه يوجب النفي والتعطيل

دليل آخر:

قال الله تعالى (الله نور السماوات والأرض) من الآية (35/ 24) فسمى نفسه نورا والنور عند الأمة لا يخلو من أن يكون أحد معنيين (1/ 118):

إما أن يكون نورا يسمع أو نورا يرى

فمن زعم أن الله يسمع ولا يرى فقد أخطأ في نفيه رؤية ربه وتكذيبه بكتابه وقول نبيه صلى الله عليه و سلم

وروت العلماء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله عز و جل فإن بين كرسيه إلى السماء ألف عام والله عز و جل فوق ذلك)

دليل آخر:

وروت العلماء رحمهم الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (إن العبد لا تزول قدماه من بين يدي الله عز و جل حتى يسأله عن عمله)

وروت العلماء أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم بأمة (1/ 119) سوداء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أعتقها في كفارة فهل يجوز عتقها؟

فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم: أين الله؟ قالت: في السماء قال فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم: أعتقها فإنها مؤمنة

وهذا يدل على أن الله تعالى على عرشه فوق السماء فوقية لا تزيده قربا من العرش. (1/ 120) إنتهى كلام أبي الحسن الأشعري

أقول يا خوفي من أن يخرج مبتدع ويقول مدسوووووووووووووووووس والله مدسووووووس صدقونا مدسوووووووووووووووووووووووس

ويقعد يتبكبك علينا (يتبكبك مصطلح من بلادي بمعنى: يتصنع البكاء)

هذا كله في الاستواء لا العلو وبينهما فرق كما تقدم:

قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية بعد إيراده حكاية أبي جعفر الهمداني مع الجوني:"

وذلك لأن نفس استوائه على العرش بعد أن خلق السموات والأرض في ستة أيام علم بالسمع، الذي جاءت به الرسل، كما أخبر الله به في القرآن والتوراة.

وأما كونه عاليًا على مخلوقاته بائنا منهم، فهذا أمر معلوم بالفطرة الضرورية، التي يشترك فيها جميع بني آدم."انتهى.

فالعلو معلوم بالفطرة والضرورة وهو غير مقيد بالعرش ولا غيره، أما الاستواء فهو سمعي خبري مقيد بالعرش.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير