وفي ص/81 من نفس الكتاب من مطبوعة السويد 1960 يقول الدارمي:
" قال كعب الأحبار: لمَّا كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلمه آخر الألسنة بلسانه بمثل لسان موسى وبمثل صوت موسى ".
الله يتحرك من مكان لمكان
في كتاب رد الدارمي على بشر المريسي ص54 / يقول المؤلف:
" معنى: (لا يزول). لا يفنى ولا يبيد، لا أنَّه لا يتحرك ولا يزول من مكان إلى مكان ".
ويقول الدارمي في ص / 55:
" إنَّ الله إذا نزل أو تحرك ".
اهد عقيدة اليهود الله ينزل في بهائه وجمله ويصحب معه الملائكة وعلى شماله جهنم.
وفي كتاب الرد على الجهمية للدرامي ص/36 يقول:
" قال الضحاك بن مزاحم: ثُمَّ ينزل الله في بهائه وجماله ومعه ما شاء من الملائكة على مجنبته اليسرى جهنم ".
الله إذا أراد يستقر على ظهر بعوضة تقله والعياذ بالله
قوله: (1/ 458) 0
" ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم ".
المقت والجري والحركة من مكان لمكان والمشي والحب من أفعال الذات عند الدارمي.
يقول الدارمي المجسم في ص/121 من كتابه الرد على المريسي يقول المؤلف:
" لا نسلم أنَّ مطلق المفعولات مخلوقة، وقد أجمعنا واتفقنا على أنَّ الحركة والنزول والهرولة و الغضب والحب والمقت كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة ".
وفيه - والصواب وفي لكن أبقيتها حفاظاً على أمانة النقل – كتبه تجسيم صريح لا يليق بالله عز وجل تعالى عن ذلك، وفي كتبه نحو هذا كثير ـ وفي هذا القدر الكفاية لتعلم عقيدة هذا المسمى بالدارمي، فهل هذه عقيدة المسلمين أم عقيدة النصارى الملحدين ". انتهى كلامهم بالحرف.
وفي هذا النص الكثير من المغالطات البينة، بل والكذب الصريح، كما سنرى إن شاء الله تعالى.
أولاً – أمَّا قولكم:" فنعرفكم بالدارمي وأقوله وهل هذا يُنظر إلى كلامه في الأصل".
فقد عرفنا ولله الحمد من هو الإمام الدارمي، ومن كتب أسيادهم الأشاعرة، كما قد رأينا في الجزء الأول، فلا حاجة بنا لأن نعيد ما كتبناه هناك.
ثانياً – وأمَّا قولكم:" لله له لسان، نعم لله: (تعالى الله). لسان عن – ولعلَّ الصواب أن يقول عند الدارمي - الدارمي حيث يقول عثمان الدارمي في نقضه على المريسي ص216 ما نصه:" الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلاَّ بلسان متكلم به ".
وهذا من أكذب الكذب على هذا الإمام رحمه الله تعالى، وجعله الله تعالى خصمكم يوم القيامة، فأين قال:" لله له لسان ". تعالى الله تعالى عمَّا يفتري هؤلاء المفترون علواً كبيراً.
وأنا أتحدى أن يثبتوا أين قال هذه العبارة:" لله له لسان " .. ؟؟.
وأمَّا ما استشهدتم به من كلام الإمام الدارمي، حيث قلتم:" يقول عثمان الدارمي في نقضه على المريسي ص216 ما نصه:" الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلاَّ بلسان متكلم به ". على أنَّ في هذا النص ما يدين الإمام الدارمي رحمه الله بالتجسيم، نقول:
إنَّ من يرجع إلى الكتاب المذكور فسيكتسف الحقيقة المرة، و سينفضح كذبهم، وافترائهم على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى.
وهذا النص الذي نقلوه عن الدارمي رحمه الله تعالى لا يفيد أنَّ لله تعالى لسان – تعالى الله عما يقول هؤلاء المفترون علواً كبيراً – بل المقصود من قوله:" بلسان متكلم به ". هو اللغة، أي أنَّه لا يصح أن يكون هناك كلام بلا لغة يتلكم بها، وهذا معروف جارٍ في لغة العرب، بل وفي القرآن أيضاً ما يشهد لهذا، فقد قال الله تعالى في سورة الشعراء: [وإنَّه لتنزيلٌ ربِّ العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين].
واستخدام اللسان بمعنى اللغة، جاء في كلام أهل العلم أيضاً من غير نكير بينهم، وفي ذلك يقول الإمام الطبري رحمه الله تعالى في مقدمة نفسيره المبارك:" جامع البيان ".حيث قال ما نصه: (1/ 21).
" إنَّ الله جلَّ ثناؤه أنزل جميع القرآن بلسان العرب دون غيرها من ألسن سائر أجناس الأمم، وعلى فساد قول من زعم أنَّ منه ما ليس بلسان العرب ولغاتها.
¥