فبَدَأَ اللفظَ بجَعْفَرٍ ثم جاءَ بَعْدَه بعليٍّ، ثم جاءَ بعدَه بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، وهو المُقَدَّمُ على الحقيقةِ. صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آلِهِ الطَّاهِرِينَ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا). [إعراب القرآن: 5/ 317] (م)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ (ت: 370 هـ): (والمعنى عندَ الفَرَّاءِ في قَوْلِهِ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
الذين هم جِنٌّ و {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} يعني: الإِنْسَ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: المعنى فيه: قُلْ يا مُحمدُ: أعوذُ بِرَبِّ الناسِ مِن شرِّ الوَسْوَاسِ، الذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناسِ مِن الجِنَّةِ؛ أي: مِن الذي هو مِن الجِنِّ.
قالَ: وقولُه: (وَالنَّاسِ) مَعْطُوفٌ على الوَسْوَاسِ، المعنى: مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ، ومِن شرِّ الناسِ، كما يَسْتَعِيذُ الرجلُ باللهِ مِن شرِّ الجِنِّ والإنسِ، ودليلُ ذلك قوْلُه: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}). [علل القراءات:811]
قَالَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالَوَيْهِ (ت: 370هـ): (وَالنَّاسُ هَاهُنَا الجِنُّ والإنْسُ جَمِيعًا؛ فَلِذَلِكَ قَالَ {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} كَمَا يُقَالُ مَرَرْتُ بالنَّاسِ شَرِيفِهِمْ ووَضِيعِهِمْ، ومَرَرْتُ بالنَّاسِ هَاشِمِيِّهِمْ وقُرَشِيِّهِمْ.
وَذَلِكَ أنَّ العَرَبَ تَقُولُ: نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ [وقَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ]، ونَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ، ورِجَالٌ مِنَ الْجِنِّ). [إعراب ثلاثين سورة: 240]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): ({الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ}. يعني: يَدخُلُ في صُدورِ الْجِنِّ كما يَدخُلُ في صُدورِ الإِنْسِ، ويُوَسْوِسُ لهم. ويُقالُ: {النَّاسِ} في هذا الْمَوضِعِ يَصلُحُ للجِنِّ والإِنْسِ؛ فإذا أَرادَ به الْجِنَّ فمَعناه يُوَسْوِسُ في صُدورِ المؤمنينَ الذين هُمْ جِنٌّ). [بحر العلوم: 3/ 528]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): ({يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} يعني: الذين هم مِن بني آدَمَ، ويُقالُ: {النَّاسِ} مَعطوفٌ على الوَسْوَاسِ، ومعناه: مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ، ومِن شَرِّ الناسِ. كما قالَ في آيةٍ أخرى: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}). [بحر العلوم: 3/ 528]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): ({الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ}. يعني: يَدخُلُ في صُدورِ الْجِنِّ كما يَدخُلُ في صُدورِ الإِنْسِ، ويُوَسْوِسُ لهم.
ويُقالُ: {النَّاسِ} في هذا الْمَوضِعِ يَصلُحُ للجِنِّ والإِنْسِ؛ فإذا أَرادَ به الْجِنَّ فمَعناه يُوَسْوِسُ في صُدورِ المؤمنينَ الذين هُمْ جِنٌّ). [بحر العلوم: 3/ 528]
قالَ أبو عَلِيٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ الْفَارِسِيُّ (ت: 377 هـ): (حَكَاهُ أحمدُ بنُ يحيَى في تَفْسِيرِ قولِهِ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} أنَّ العربَ تقولُ: جَاءَنِي نَاسٌ مِنَ الجنِّ). [المسائل الحلبيات: 166]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ (ت: 427هـ): ({مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} يعني وفي صُدورِ الْجِنَّةِ؛ يُدْخِلُ في الْجِنِّيِّ ما يُدْخِلُ في الإِنْسِيِّ، قالَه الكلبيُّ.
فإنْ قالَ قائلٌ: فالْجِنُّ ناسٌ، فالجوابُ عنه: أنَّ اللهَ تعالى قد سَمَّاهم في هذا الْمَوْضِعِ ناساً كما سَمَّاهم رجالاً فقالَ عزَّ مِن قائلٍ: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} وقد ذُكِرَ عن بعضِ العَرَبِ أنه قالَ وهو يُحَدِّثُ: جاءَ قومٌ مِنَ الجنِّ فوَقَفُوا فقِيلَ: مَن أَنتمْ؟ فقالوا: ناسٌ مِنَ الجنِّ. فجُعِلَ منهم ناسٌ، وهذا معنى قولِ الفَرَّاءِ ووَاصِلٍ: الوَسواسُ الحرَكَةُ، ومنه وَسواسُ الْحَلْيِ.
¥