تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فجاءت هذه الترجمة كلها نقول عمن ترجم لشيخ الإسلام وعاصرة

ومصدر هذه المثالب المنقولة عن الشيخ إما من الطوفي أو الأقشهري كما يظهر من السياق

والعجب أن موقف الحافظ ابن حجر من ابن تيمية من أفضل المواقف خلافا لأكثر المتأخرين

ومما يدل على أنه كان مدققا منصفا في موقفه من الشيخ ما كتبه في تقريظ الرد الوافر

قال:

والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عنادا وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب فالذي اصاب فيه وهو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور لأن علماء الشريعة شهدوا له بأن ادوات الاجتهاد اجتمعت فيه حتى كان أشد المتعصبين عليه العاملين في إيصال الشر إليه وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني شهد له بذلك وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل الذي لم يثبت لمناظرته غيره ومن أعجب العجب ان هذا الرجل كان من أعظم الناس قياما على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر فياقرة أعينهم إذا سمعوا تكفيره وياسرورهم إذا رأوا من يكفره من أهل العلم فالواجب على من يلتبس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة أو من السنة من يوثق به من اهل النقل فيفرد من ذلك ما ينكر فليحذر منه قصد النصح ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك كدأب غيره من العلماء الأنجاب

فليس بعد هذا الكلام كلام ولا مذهب ...

فأرجو أن لا يكمل الشيخ هذه الحلقات أو أن يعدل منهجه فيها

فينفي التهم عن ابن تيمية من غير أن يلمز ويطعن بالحافظ رحم الله الجميع وغفر لهم

يا شيخ أمجد هداك الله و أصلحك

ما أدري ما وجه المنافحة عن السبكي الكبير؟ والغزالي والجويني؟

كأن السبكي كان إمام هدى! وقد جعله الآلوسي ثالوث الشرك! في رده على النبهاني، وانظر كلام ابن عبدالهادي عنه في "الصارم المنكي "

بل أزيدك من الشعر بيت اليوم تطبع كتب السبكي في الاستغاثة والشرك وتقرريها و تزوع وتنشر ويثنى على إمامة كاتبها

و الغزالي معروف موقف أهل العلم في عصره من كتبه وكيفية تم حرقها و منعها

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[01 - 05 - 10, 05:04 م]ـ

بارك الله فيك يا شيخ أبا عبد الرحمن

- لا أنافح ولا أستميت في الدفاع عنهم

لكن أقول ما أعلمه من منهج أهل السنة وأئمة المسلمين المعتبرين:

أن هؤلاء العلماء ضلوا أو أخطئوا أو ابتدعوا في أبواب من الدين

ولم يكونوا أصحاب هوى بل اجتهدوا في طلب الحق ولم يوفقوا لإصابته

وأن ما كان من جنس هذه الأخطاء هو مغفور لهم كما تقدم في كلام شيخ الإسلام وحكاه عن جمهور علماء الأمة

وأنه يترحم عليهم ولا يطعن فيهم ولا يسبون ولا يشتمون

لما لهم من فضل ومحاسن في نصرة الإسلام

والرد على طوائف من أعداء الدين

والصدق في طلب الحق

وأنه يبين خطؤهم من غير طعن وشتم وسب ولعن

والذي أنكره على بعض المتسننة ما يطلقونه في أعراض هؤلاء العلماء من لعن وسب وطعن وشتم

وإنكار لفضلهم وعلمهم في غير الباب الذي أخطئوا فيه

فليس هذا من العدل والإنصاف الذي عرف به أئمة الإسلام المقتدى بهم في مسائل الحلال والحرام والأسماء والأحكام

- وينبغي التنبيه على أمر ظاهر عند أهل العلم والإنصاف

وهو أن ثمت فرق بين متقدمي الأشاعرة وبين متأخريهم

وبين متقدميهم أنفسهم

وبين علماء الأشاعرة والمعتزلة

وبين هؤلاء كلهم وبين الجهمية

فليسوا على درجة واحدة من الفضل وقصد الحق والاستماتة في دركه

فلا شك أن الشيخ أبا الحسن والقاضي مثلا أكثر فضلا وصدقا من الجويني والغزالي

وكل ذو فضل وصدق

وكذا الفخر الرازي لا يقارن بالغزالي من هذه الجهات

والعز بن عبد السلام أحسن حالا من الفخر الرازي ولا يساويه عند أهل العدل في هذه الجهات

فإذا اختلفنا في السبكي الكبير والصغير لم نختلف في الجويني والغزالي ولم نختلف في الأشعري والقاضي

قد تقول: السبكي في كتابه الزيارة يظهر فيه ميل وهوى من تصحيح الضعيف الموضوع ونحو هذا

ثم تُعارض بما علم من سيرته وثناء منصفي المؤرخين على زهده وعبادته وعلمه وورعه

ثم قد تعارض بأن تجويزه الاستغاثة بالنبي لا يسوغ أن يقال عنه أنه داعية للشرك

لما يُعلم من الملابسات والقرائن التي حفت مسائل التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم

قد تقول ذلك في السبكي تنزلا معك من مخالفك

لكن أين هو في الجويني والغزالي

ثم أين هو في الباهلي والقاضي والأشعري

لقد تواتر عند أهل العلم ما كان عليه هؤلاء العلماء من الزهد والعبادة والتفاني في طلب الحق وشدة الصدق في دركه

دل على ذلك ما اتفق المترجمون لهم وغيرهم على نقله من سيرهم وأخبارهم وأحوالهم في التنقل من قول إلى قول اتباعا للدليل لا للتشهي

ودل على ذلك ما وصل إلينا من مؤلفاتهم

اقرأ في البرهان مثلا

وانظر كيف يكد الجويني ذهنه في درك الحق ويخالف إمام مذهبه مرة أعني الأشعري ويرد عليه ويأتي بعبارة عالية أحيانا

وكيف يرد على أشياخه كالقاضي مرة أخرى

وكيف يباحث الأستاذ أبا إسحاق في اختيارته ويخالفه ويرد عليه مرة أخرى

تدرك إدراكا تاما أنهم كانوا طلابا للحق لا أصحاب هوى

فالكلام لا يقتصر على السبكي فقط

بل نحن نتكلم على علماء المسملين ممن هذا حالهم

ثم بعد هذا لا يقال لماذا هذا الثناء الكبير والمدح الكثير لهؤلاء

لماذا الاستماتة في الدفاع عنهم

لا

لا يقال ذلك

لأن المقام اقتضى ذكر هذا الكلام

وكل شيء له قدر

ولله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير