تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً، ولا فرق في هذا المعنى بين أن يُستعمل الفعل متعديا بنفسه أو لازما أو تعدى بالباء، وقد تكون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر، وهو أن يُقال أستغثتُ اللهَ بالنبيِ صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل، ويصح قبل وجوده وبعد وجوده، وقد يُحذفُ المفعول به ويقال استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى.

فصار لفظ الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم له معنيان:

أحدهما: أن يكون مستغاثا.

والثاني: أن يكون مستغاثا به، والباء للاستعانة فقد ظهر جواز إطلاق الاستغاثة والتوسل جميعاً، وهذا أمر لا يُشَكُّ فيه، فإن الاستغاثة في اللغة طلب الغوث وهذا جائزٌ لغةً وشرعاً من كل من يقدر عليه، بأي لفظ عبر عنه كما قالت أم إسماعيل: أغث إن كان عندك غواث. اه

فتجويزه على وجه التوجه الى الله سبحانه و ان كانت الصورة توجها الى المخلوق فلا متعلق للقبوريين به .. فقد قال في نفس كلامه:

ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ولا داعين إلا إياه، فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له، والمسئول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله، كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس سؤالاً للنبي صلى الله عليه وسلم بل سؤال لله به ".

ثم قال: ((مثلا أن تقول " استغثت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم كما يقول: سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم " ... اه

و بمثل هذا ر د المخالفون لشيخ الاسلام عليه قوله في التوسل و الاستغاثة .. كابن الوكيل و الجزري و غيرهم خاصة من ناظروه ..... الا انهم وافقوه على منع الصيغ المقصود بها القصد و الطلب من المخلوق نفسه و ما قدروا على انكار ما نقله من الاجماع على تحريمه و عده شركا ... فما كانوا على الجهل الذي سيصير اليه المقلدة في القرون المتأخرة الى أيامنا ... و الصورة الأولى لاأظن ان شيخ الاسلام يجادل فيها .. و انما كانت حيدة منهم ... فقد اجاز شيخ الاسلام نظير هذه الصورة في كلامه عن التوسل في الاقتضاء و غيره كتبه .. لكن استدرك ان عامة المستغيثين لا يقصدون هذا المعنى و انما يقصدون التوجه الى المخلوق بطلب الحاجة ..

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:28 ص]ـ

بارك الله فيك ..

قال الشيخ: ((فيصح أن يقال استغثت النبي صلى الله عليه وسلم وأسْتُغِيْثَ بالنبي صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل من غير فرق، وذلك في حياته وبعد موته، ويقول استغثت الله وأستغيث بالله بمعنى طلب خلق الغوث منه.))

هذه هي عبارة السبكي وهذا أي جعل الإغاثة من الله خلقاً ومن النبي كسباً وتسبباً هو عين الشرك الأكبر وهو عين قول المشركين:

{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}

فلو قال السبكي أو غيره إن النبي صلى الله عليه وسلم يغيث بنفسه لكان ذلك كفراً يفوق كفر مشركي العرب، وإنما كلام السبكي هو نفس كلام مشركي العرب= إن المغيث على الحقيقة والنافع الضار حقاً هو الله وإنما هؤلاء وسائط للكسب والتسبب ..

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:48 ص]ـ

وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل

أي استغاثة في صورة توسل. فأنت تسأل الله بالنبي صلى الله عليه و سلم كما لو توسلت به ... و هذا هو ما عناه بقوله ان الغوث من النبي صلى الله عليه و سلم بالسبب و الكسب كما هو معروف عند الجمهور المجوز للتوسل .. و هذه الصورة على هذا المعنى من توجيه القصد و الطلب الى الله توسلا ليست هي نفسها صورة التقرب الى الله زلفى اذ نفس قصد المشركين و طلبهم متوجه الى الوسائط في طلب الكسب و التسبب كما هو حاصل في طلبهم الشفاعة منهم ... و لهذا بينه بعد بقوله:وهو أن يُقال أستغثتُ اللهَ بالنبيِ صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:00 ص]ـ

بارك الله فيك ..

الذي يرجع عنده للنوع الأول من التوسل هو:

((وقد تكون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر، وهو أن يُقال أستغثتُ اللهَ بالنبيِ صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل، ويصح قبل وجوده وبعد وجوده، وقد يُحذفُ المفعول به ويقال استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى)).

وهذا ليس محل بحثنا الآن ..

محل بحثنا هو هذا الذي وصفه بقوله:

((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))

وهذا هو عين شرك مشركي العرب والقصد فيه متوجه للنبي مع ملاحظة أنه زلفى وسبب كما أن المشركين يتوجهون لمعبوداتهم مع إقرارهم وملاحظتهم أنهم زلفى وسبب ولا فرق ..

وادعاء أنه توسل في صورة استغاثة لا يُغني شيئاً فليس يُشرع للإنسان أن يأتي بالفعل الكفري ثم يقول إنما الفعل الكفري صورة، ولو صح = لجاز جعل فعل المشركين توسل في صورة استغاثة وأنهم إنما يقصدون التوسل بأصنامهم لله لجاههم عنده ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير