ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 05:39 ص]ـ
بارك الله فيك. الاستفسار في التفريق بين المشرك و من تكلم عنهم الامام السبكي ليس في نية اعتقاد الضر او النفع ... فهذا عليه اجماع يقره السبكي و غيره في حرمته و لو لم يعتقد فيه النفع و الضر ... انما الاستفسار يقع في نية القصد و التوجه قي نفس الصورة اللفظية للاستغاثة .. ماذا يقصد بها؟ أيقصد بها التوجه الى الله ام يقصد بها التوجه الى المخلوق؟؟؟ و في صورة السبكي التوجه فيها الى المخلوق لفظا لا معنى و في صورة المشركين التوجه فيها لفظا و معنى بغض النظر في كليهما عن اعتقاد النفع و الضر فاعتقاد النفع و الضر شرك آخر مجرد لوحده وان لم يتوجه ... أما اعتقاد الغوث من النبي صلى الله عليه و سلم فقد بين معناه و ليس هو نفس اعتقاد الغوث في صورة المشركين ... اذ اعتقاده عنده ان الله جعله سببا و محلا للقبول كما جعل سببا في الوسيلة و الشفاعة ... فلو طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه و سلم مجازا و هو يقصد طلبها من الله حقيقة لما كان جعله الشفاعة من النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الصورة قادحا في اخلاصه و لما استوت صورته مع صورة عابد الأصنام و طالب الشفاعة منها .. فكذلك جعله محل الغوث من النبي صلى الله عليه و سلم لا يلزم منه انه متوجه اليه و لا معتقد فيه النفع و الضر ما دام انه مقر ان توجهه الى النبي صلى الله عليه و سلم ليس الا من قبيل مجاز اللغة لا أكثر و لا أقل و ان المعنى الحقيقي المحذوف هو توجهه الى الله سبحانه ... و لهذا صرح هو و غيره بموافقتهم للاجماع في تحريم التوجه لغير الله كائنا من كان ... فالصور تنقسم الى ثلاث عنده توجه الى الله لفظا و معنى و توجه الى الله معنى دون اللفظ و توجه الى غير الله لفظا و معنى ... ففي الأولى اجماع على شرعيتها و في الثالثة اجماع على تحريمها ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 05:56 ص]ـ
بارك الله فيك ..
قوله:
((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))
صريح في إرادة التوجه للنبي صلى الله عليه وسلم لفظاً ومعنى وإلا لما كان الغوث منه صلى الله عليه وسلم ..
بقى أن يبحث فيما هو وجه كون الغوث منه عنده؟
والجواب: وجه كون الغوث منه عنده أنه هو السبب الذي كسب به الغوث ..
وهذا هو عين صنيع الكفار الذين توجهوا لمعبوداتهم مع إقرارهم بأن ما يأتيهم إنما هو من الله من الله وإنما هؤلاء سبب يتكسب به ويتزلف به ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم عند السبكي هو المستغاث بنص عبارته،وهذا إشراك مع الله في عبادة الاستغاثة، وإنما كان إشراكاً في العبادة؛لأنه جعله مستغاثاً مع الله بطريق السبب كما جعلت المشركة أصنامها شركاء مع الله بطريق السبب،وإلا فلو لم يلحظ الله لكان شركاً في الملك والتصرف وليس شركاً في العبادة فقط ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 06:30 ص]ـ
بارك الله فيكم .. ليس فيه أدنى اشارة الى التوجه معنى الى المخلوق فيما يبدو لي و الله أعلم .. فالسياق كله في اتباث حواز اللفظ مع التحرز عن المعنى الباطل ... فلو كان يجيز التوجه للنبي صلى الله عليه و سلم لفظا و معنى فلم كل هذا التحرز في كل الكتاب و كل هذه المجازات .. ؟؟ عماذا يتحرز؟؟؟ مع ما نعرفه يقينا من تحريمه للاستغاثة المتضمنة للتوجه لغير الله .... بل مر بي انه يحرم قول: يا محمد لفظا و معنى و لا أتذكر الموضغ الآن في كلامه .. اما كون الغوث منه صلى الله عليه و سلم فليس دالا على انه يتوجه اليه بالقصد و الطلب و قد بينه في غير ما موصع في كتابه قارنا في ذلك التوسل بالشفاعة و بالاستغاثة فالمناط فيهما واحد ... قال رحمه الله مثلا:
ولا فرق في هذا المعنى بين أن يعبر عنه بلفظ (التوسل) أو (الاستغاثة) أو (التشفع) أو (التجوه).
والداعي بالدعاء المذكور وما في معناه: متوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه جعله وسيلة لإجابة الله دعاءه. ومستغيث به، والمعنى أنه استغاث الله به على ما يقصده، فالباء هاهنا للسببية، وقد ترد للتعدية، كما يقول: (من استغاث بك فأغثه). ومستشفع به. ومتجوه به، ومتوجه، فإن التجوه والتوجه راجعان إلى معنى واحد. فإن قلت: المتشفع بالشخص من جاء به ليشفع، فكيف يصح أن يقال: يتشفع به؟ قلت: ليس الكلام في العبارة، وإنما الكلام في المعنى، وهو سؤال الله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد عن آدم، وكما يفهم الناس من ذلك، وإنما يفهمون من التشفع والتوسل والاستغاثة والتجوه ذلك، ولا مانع من إطلاق اللغة بهذه الألفاظ على هذا المعنى. والمقصود جواز أن يسأل العبد الله تعالى بمن يقطع أن له عند الله قدرا أو مرتبة. ولا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم له عند الله قدر علي، ومرتبة رفيعة، وجاه عظيم. وفي العادة أن من كان له عند الشخص قدر، بحيث أنه إذا شفع عنده قبل شفاعته، فإذا انتسب إليه شخص في غايته، وتوسل بذلك، وتشفع به، فإن ذلك الشخص يجيب السائل، إكراما لمن انتسب إليه وتشفع به، وإن لم يكن حاضرا ولا شافعا، وعلى هذا التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل خلقه. ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى، ولا داعين إلا إياه، ويكون ذكر المحبوب أو العظيم سببا للإجابة. كما في الأدعية الصحيحة المأثورة: (أسألك بكل اسم لك، وأسألك بأسمائك الحسنى، وأسألك بأنك أنت الله، وأعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك). وحديث الغار الذي فيه الدعاء بالأعمال الصالحة، وهو من الأحاديث الصحيحة المشهورة. فالمسؤول في هذه الدعوات كلها، هو الله وحده لا شريك له، والمسؤول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكا، ولا سؤال غير الله.
و شيخ الاسلام تعرض لمثل هذه الصورة من الحذف المقدر في التوسل و الشفاعة و غيرذلك و أقر ان لا مانع من اطلاق هذه الألفاظ في اللغة و لكن استدرك على ذلك ان الواقع يكذبه و ان عامة المتوسلين لا يريدون المعنى المحذوف و لا المعنى الذي ذكره السبكي في معنى الغوث او الوسيلة او الشفاعة انما يريدون التوجه الى نفس المخلوق ...
¥