تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن قلت: المتشفع بالشخص من جاء به ليشفع، فكيف يصح أن يقال: يتشفع به؟ قلت: ليس الكلام في العبارة، وإنما الكلام في المعنى، وهو سؤال الله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد عن آدم، وكما يفهم الناس من ذلك، وإنما يفهمون من التشفع والتوسل والاستغاثة والتجوه ذلك، ولا مانع من إطلاق اللغة بهذه الألفاظ على هذا المعنى. والمقصود جواز أن يسأل العبد الله تعالى بمن يقطع أن له عند الله قدرا أو مرتبة. ولا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم له عند الله قدر علي، ومرتبة رفيعة، وجاه عظيم .... ويكون ذكر المحبوب أو العظيم سببا للإجابة.

فأين هنا التوسط المعروف من المشركين ... فقد بين معنى التسبب عنده .. و هذا قطعا ليس ما يفعله المشركون في توجيه طلبهم و قصدهم الى نفس الميت بطلب الحوائح لا ان يتوسلو ا بهم و لا أن يطلبوا دعاءهم كما بين السبكي هذين النوعين في معنى التسبب عنده ... وهو عنده على نوعي التوسل اما استغاثة بنفس النبي او استغاثة بدعائه ... و في كليهما احترم الضابطين لاجتناب شرك المشركين في تحرزه

- من التوجه بالسؤال و الطلب الى غير الله لفظا و معنى كما قال: لم يوجب ذلك إشراكا، ولا سؤال غير الله. كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس سؤالا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بل سؤال لله به ...

- و تحرزه من ان يطلب من النبي صلى الله عليه و سلم ما لا يقدر عليه فقال:

فيكون قوله: (لا يستغاث بي) عاما مخصوصا، أي لا يستغاث بي في هذا الأمر، لأنه مما يستأثر الله تعالى به. ولا شك أن من أدب السؤال أن يكون المسؤول ممكنا، فكما أنا لا نسأل الله تعالى إلا ما هو في ممكن القدرة الإلهية، كذلك لا نسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ما يمكن أن يجيب إليه.

و لهذا كان الأمر عنده على هذا المعنى و عند غيره ممن وافقوه كابن الوكيل و ابن الجزري و ابن الزملكاني و غيرهم واضحا ضروريا و ان كانوا مقرين ايضا ان تحريم التوجه و القصد و الطلب لغير الله واضح و ضروري .. فتبين انهم يعنون بالاستغاثة كسبا ما كان من جنس التوسل سواء بالذات او بالدعاء ... قال رحمه الله:

وبالجملة: إطلاق لفظ (الاستغاثة) بالنسبة لمن يحصل منه غوث - إما خلقا وإيجادا، وإما تسببا وكسبا - أمر معلوم لا شك فيه لغة وشرعا، ولا فرق بينه وبين السؤال، فتعين تأويل الحديث المذكور. وقد قيل: إن في البخاري في حديث الشفاعة يوم القيامة: فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو حجة في إطلاق لفظ (الاستغاثة). ولكن ذلك لا يحتاج إليه، لأن معنى (الاستغاثة) و (السؤال) واحد سواء عبر عنه بهذا اللفظ، أم بغيره، والنزاع في ذلك نزاع في الضروريات، وجوازه شرعا معلوم، فتخصيص هذه اللفظة بالبحث مما لا وجه له، وإنكار السؤال بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مخالف لما قدمناه من الأحاديث والآثار وما أشرنا إليه مما لم نذكره .....

فلهذا لم يكن ليتكلف تفسير الفاظ الاستغاثة لغة بالمعنى الذي يكون فيه التوجه و القصد و الطلب متوجها لله وحده .. و الا فلو كان هؤلاء الأفاضل يقولون بجواز طلب غير الله و سؤاله و التوجه اليه بالقصد و الطلب فيما لا يقدر عليه كما يقوله المشركون لما احتاجوا الى كل هذا العناء و لقالوا بكل بساطة: نعم يجوز التوجه للمخلوق لفظا و معنى لأننا لا نعتقد فيهم النفع و الضر ... و هذا ما لم أجده لهؤلاء الأفاضل و ليس فقط للسبكي كما تجده مثلا عند المتأخرين كالرملي و ابن الحاج و المناوي و الشعراني و غيرهم .... بل وجدت عكسه كما نقلته لكم .. فان وقفتم على تجويزهم لذلك صراحة في كتبهم فافيدونا به

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 03:45 ص]ـ

بارك الله فيك ..

((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))

جعله النبي صلى الله عليه وسلم مستغاثاً وجعل الغوث منه هو نفسه الشرك الأكبر، وتجويزه أستغيث بك هو نفسه الشرك الأكبر،وهو نفسه جعل التوجه والقصد للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس يغني عنه تعليق ذلك بالكسب والتوسط كما لم يغن عن المشركين، وليس يغني عنه أنه سماه توسلاً كما لم يغن عن الكفار أنهم سموه تشفعاً ....

وسؤالك الكريم:

-أن يتوسل به، بمعنى أن طالب الحاجة يسأل الله تعالى به، أو بجاهه، أو ببركته حيا او ميتا

-. النوع الثاني: التوسل به، بمعنى طلب الدعاء منه، حيا او ميتا

فأين في هذين النوعين التوجه الى النبي صلى الله عليه و سلم بالقصد و الطلب؟؟

جوابه: ليس هاهنا في عبارتك ..

وإنما هاهنا في عبارته:

((الاستغاثة هي طلب الغوث وتارة بطلب الغوث من خالقه وهو الله وحده ... وتارة يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب ... ))

فهاهنا الطلب من والتوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الشرك الأكبر،وليس يغني عنه جعله الطلب باعتبار التسبب؛لأن نفس الطلب منه شرك كما لم يغن عن الكفار جعلهم الطلب باعتبار الزلفى والتوسط؛ لأن نفس الطلب شرك ..

وليس يغني جعله هذا الطلب في الباطن طلباً من الله به إلا إذا أغنى ذلك المشركة وجعل طلبهم من أصنافهم طلباً من الله بهم لجاههم فالمشركة ما دعوهم إلا ليقربوهم بجاههم والمسؤول هو الله والسبكي ما جوز دعائه صلى الله عليه وسلم إلا لتسببه بجاهه،ومحل الإشراك في الفعلين هو نفس الدعاء والطلب وإلا فالمشركة والسبكي يقولون: إن الموجد الخالق هو الله وإنما شرك الجميع هو شرك العبادة ..

وليست تغني قرمطة اللفظ إلا كما يغني ذلك رجل طلق وأعتق باللفظ الصريح ثم هو يقول إنما أردتُ كذا وكذا ..

فنفس اللفظ هنا هو محل الحكم الشرعي الذي تُناط به الأحكام ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير