ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 11:22 م]ـ
هل مسألة الجهة تهمنا في الحصول على اجابة من الاشاعرة في هذه المسألة؟
يقول الغزالي:
((وأما المتعلَّق بعينه فليس ركنا في إطلاق هذا الاسم وثبوت هذه الحقيقة. فإن الرؤية لو كانت لتعلقها بالسواد لما كان المتعلق بالبياض رؤية، ولو كان لتعلقها باللون لما كان المتعلق بالحركة رؤية، ولو كان لتعليقها بالعرض لما كان المتعلق بالجسم رؤية. فدل أن خصوص صفات المتعلق ليس ركنا لوجود هذه الحقيقة وإطلاق هذا الاسم، بل الركن فيه من حيث إنه صفة متعلقة أن يكون لها متعلق موجود، أي موجود كان وأي ذات كان.))
ولكن يقول أيضا في نفس المصدر وفي السطر الذي قبله متناولا الالة التي يتم بها الابصار:
((ولنا أن نقول علمنا بقلبنا أو بدماغنا أن أدركنا الشيء بالقلب أو بالدماغ أنا أدركنا الشيء بالدماغ وكذلك إن أبصرنا بالقلب أو بالجبهة أو بالعين.))
فبغض النظر عن مقصده من عبارة: ((أي موجود كان وأي ذات كان)) هل يدخل فيه الموجود الذهني ام لا عندما اضاف قائلا ((وأي ذات كان)) فقد ذكر الحركة والحركة ليست شيئا قائما بنفسه انما عرض فقد ذكر الغزالي الابصار بالقلب في قوله ((وكذلك إن أبصرنا بالقلب)) ومن المعلوم أن الابصار بالقلب لا يشترط فيه وجود موجود أصلا!
فيمكن للانسان ان يرى بقلبه أشياء ليس لها وجود خارج الذهن وبالتالي مسألة الجهة لا تهمنا في هذه الحالة (سنفترض أن الخالق موجود بدون جهة لكي نصل الى ما نريد)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 01:09 ص]ـ
أهل السنة يقولون إن المؤمنين يرون الله تعالى بعضه لا كله
لقوله تعالى: "لا تدركه الأبصار"
أي لا تحيط به أي لا تراه كله سبحانه.
وأما لفظ البعض هنا فهو يستعمل للحاجة من باب الإخبار مع كون السياق هنا عين المراد وأزال الإجمال والالتباس
فأرجو الانتباه إلى ذلك
لأن أهل السنة يقولون بالألفاظ الواردة في القرآن والسنة وأيضا بما تدل عليه من المعاني فألفاظ القرآن والسنة حق ومعانيها حق
وهذا هو معنى ما جاء في الكتاب والسنة
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 01:26 ص]ـ
أهل السنة يقولون إن المؤمنين يرون الله تعالى بعضه لا كله
لقوله تعالى: "لا تدركه الأبصار"
أي لا تحيط به أي لا تراه كله سبحانه.
وأما لفظ البعض هنا فهو يستعمل للحاجة من باب الإخبار مع كون السياق هنا عين المراد وأزال الإجمال والالتباس
فأرجو الانتباه إلى ذلك
لأن أهل السنة يقولون بالألفاظ الواردة في القرآن والسنة وأيضا بما تدل عليه من المعاني فألفاظ القرآن والسنة حق ومعانيها حق
وهذا هو معنى ما جاء في الكتاب والسنة
الإحاطة هي الإدراك وهي خلاف الرؤية.
قال الإمام الطبري:"قالوا: فإن كان الشيء قد يرى الشيء ولا يدركه ويدركه ولا يراه، فكان معلوماً بذلك أن قوله: {لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ} من معنى لا تراه الأبصار بمعزل، وأن معنى ذلك: لا تحيط به الأبصار لأن الإحاطة به غير جائزة. قالوا: فالمؤمنون وأهل الجنة يرون ربهم بأبصارهم ولا تدركه أبصارهم، بمعنى: أنها لا تحيط به إذ كان غير جائز أن يوصف الله بأن شيئاً يحيط به. قالوا: ونظير جواز وصفه بأنه يرى ولا يدرك جواز وصفه بأنه يُعلم ولا يحاط به وكما قال جلّ ثناؤه:
{وَلا يُحِيطُونَ بَشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلاَّ بِمَا شاءَ}
قالوا: فنفى جلّ ثناؤه عن خلقه أن يكونوا يحيطون بشيء من علمه إلاَّ بما شاء. قالوا: ومعنى العلم في هذا الموضع: المعلوم قالوا: فلم يكن في نفيه عن خلقه أن يحيطوا بشيء من علمه إلاَّ بما شاء نفي عن أن يعلموه. قالوا: فإذا لم يكن في نفي الإحاطة بالشيء علماً نفي للعلم به، كان كذلك لم يكن في نفي إدراك الله عن البصر نفي رؤيته له. قالوا: وكما جاز أن يعلم الخلق أشياء ولا يحيطون بها علماً، كذلك جائز أن يروا ربهم بأبصارهم ولا يدركوه بأبصارهم، إذ كان معنى الرؤية غير معنى الإدراك، ومعنى الإدراك غير معنى الرؤية، وأن معنى الإدراك: إنما هو الإحاطة، كما قال ابن عباس في الخبر الذي ذكرناه قبل. انتهى
وقال الإمام الأشعري في الإبانة:"
فإن قال قائل: فما معنى قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار) من الآية (103/ 6)؟
قيل له: يحتمل أن يكون لا تدركه في الدنيا، وتدركه في الآخرة؛ لأن رؤية الله تعالى أفضل اللذات، وأفضل اللذات تكون في أفضل الدارين.
ويحتمل أن يكون الله تعالى أراد بقوله: (لا تدركه الأبصار) من الآية (103/ 6) يعني: لا تدركه أبصار الكافرين المكذبين، وذلك أن كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلما قال في آية: إن الوجوه تنظر إليه يوم القيامة، وقال في آية أخرى: إن الأبصار لا تدركه، علمنا أنه إنما أراد أبصار الكافرين لا تدركه. (2/ 48) "انتهى.
قلت: لفظ (يرى بعضه) قول مبتدع لم يقل به أحد من أئمة السنة فيما أعلم ولم يخبر به احد منهم عن معنى (لا تدركه الأبصار).
والله أعلم.
¥