وإذا كان نفي الأمرين فيه نفي الرؤية للزمك تكفير من نفى الامرين وهذا قول لم يقله أحد فيما أعلم.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 06:58 ص]ـ
الآن بعد أن وضح قولك
أقول إنك لم تصب مذهب أهل السنة بل وقعت في ما يخالفه لأن مذهب أهل السنة هو أن الله سبحانه يراه المؤمنون بلا إحاطة كما ذكر ذلك الإمام الطحاوي في عقيدته
وذلك مأخوذ من القرآن الكريم " لا تدركه الأبصار " أي لا تحيط به.
وأيضا من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى "فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) [الأعراف: 143]
صحيح وضعيف سنن الترمذي - (7/ 74)
(سنن الترمذي)
3074 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) قال حماد هكذا وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة إصبعه اليمنى قال فساخ الجبل (وخر موسى صعقا) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة حدثنا عبد الوهاب الوراق البغدادي حدثنا معاذ بن معاذ عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه هذا حديث حسن.
تحقيق الألباني:
صحيح ظلال الجنة (480)
الإبانة - ابن بطة - (3/ 72):
فأما حجته وخصومته بقول الله تعالى لا تدركه الأبصار فإن معنى ذلك واضح لا يخيل على أهل العلم والمعرفة ذلك أنك تنظر إلى الصغير من خلق الله فيما يدركه بصرك ولا يحيط نظرك فا لله تعالى أجل وأعظم من كل شيء يدركه بصر
وإنما الإدراك أن يحيط البصر بالشيء حتى يراه كله فذلك الإدراك
ألا ترى أنك ترى القمر فلا ترى منه إلا ما ظهر من وجهه ويخفى عليك ما غاب من قفاه وكذلك الشمس وكذلك السماء وكذلك البحر وكذلك الجبل وإن الرجل ليكلمك وهو معك فما يدركه بصرك وإنما تنظر منه إلى ما أقبل عليك منه فإنما قول الله عز و جل لا تدركه الأبصار لا تحيط به لعظمته وجلاله
ولكن الجهمي عدو الله إنما ينزع إلى المتشابه ليفتن الجاهل " انتهى.
شرح العقيدة الطحاوية - (19/ 12) للشيخ عبد الله بن جبرين:
وقد ذكر الشارح أن أهل السنة استدلوا بها على إثبات الرؤية لا على نفيها، وذلك لأن الإدراك هو الإحاطة، أي: لا تحيط به فإذا رأته الأبصار لا تحيط به، فالفرق بينهما واضح، فليست الرؤية هي الإدراك، فالإدراك شيء زائد على الرؤية.
ولهذا روي أن ابن عباس سئل عن هذه الآية فقال للسائل: ألستَ ترى القمر؟ قال: بلى.
قال: أكله -يعني: أتراه كله-؟ قال: لا.
قال: فذلك الإدراك.
يعني أنك ترى القمر ولكنك لا تراه كله، إنما ترى منه ما قابلك، فأنت -مثلاً- إذا رأيت جبلاً بعيداً رأيت منه ما قابلك ولم تره كله، فرؤيته كله أعلاه وأسفله والخفي منه والمقابل وغير المقابل يقال لها: الإدراك.
فإدراك البصر معناه: رؤية المرئي كله وعدم خفاء شيء منه، والله تعالى لعظمته ولجلاله ولكبريائه إذا رأته الأبصار فلا تحيط به ولا ترى إلَّا ما يتجلى منه لها، وينظر إليهم وينظرون إليه، ولكن لا يحيطون بذاته، إنما يدركون منه ما تجلى، ففرق واضح بين الرؤية والإدراك.
وقد أخبر الله تعالى عن قوم موسى أنه لا يُدرَكون فقال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} [الشعراء:61] يعني: قوم فرعون وقوم موسى {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء:61] أخبر بأنهم يتراءون، هؤلاء يرون هؤلاء وهؤلاء يرون هؤلاء، فما معنى (مُدرَكون)؟ أي: محاطون.
أي: سوف يحيطون بنا ويلحقوننا ويحدقون بها، هذا معنى الإدراك، فنفى ذلك موسى وقال: (كَلَّا) أي: لا تخافوا فلن يدركوكم {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62]، وقد وعده الله بأنهم لا يُدرَكون في قول تعالى: {لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى} [طه:77]، فلما وعده بأنهم لا يُدرَكون وثق بوعد ربه وأنه لا يدركهم شيء.
فالحاصل أن هذه الآية دليل واضح على إثبات أن الله تعالى يُرَى، وذكرها في مجال التمدُّح، فالآية يتمدح بها الرب.
انتهى.
وجاء في الجامع في الرسائل الدعوية - (1/ 149)
¥