تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وخصومته بقول الله تعالى: لا تدركه الأبصار، فإن معنى ذلك واضح لا يخيل على أهل العلم والمعرفة، ذلك أنك تنظر إلى الصغير من خلق الله فيما يدركه بصرك، ولا يحيط نظرك، فالله تعالى أجل وأعظم من كل شيء يدركه بصر وإنما الإدراك أن يحيط البصر بالشيء حتى يراه كله فذلك الإدراك، ألا ترى أنك ترى القمر فلا ترى منه إلا ما ظهر من وجهه، ويخفى عليك ما غاب من قفاه، وكذلك الشمس، وكذلك السماء وكذلك البحر، وكذلك الجبل، وإن الرجل ليكلمك وهم معك فما يدركه بصرك، وإنما تنظر منه إلى ما أقبل عليك منه، فإنما قول الله عز وجل: لا تدركه الأبصار، لا تحيط به لعظمته وجلاله، ولكن الجهمي عدو الله إنما ينزع إلى المتشابه ليفتن الجاهل. قالت الجهمية: إنما معنى قوله: إلى ربها ناظرة (15)، إنما أراد بذلك الانتظار، فخالفت في ذلك بهذا التأويل جميع لغات"انتهى.

الصارم المنكي في الرد على السبكي - (1/ 233)

وما استروح إليه مخالفتنا من أن المراد نزول بعض الذات كما في قوله {فََلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} (الأعراف 143) والمراد تجلي البعض أمر غير معقول منه، والفرق بين الموضوعين ظاهر والدليل هناك دل على إرادة البعض فلا يلزم من الحمل على إرادة البعض في مكان بديل الحمل على إرادة البعض في مكان آخر من غير دليل " انتهى.

وقال ابن القيم في النونية:

428 ... وَزَعَمْتَ أنَّ اللهَ أبْدَى بَعْضَهُ ... للطُّورِ حَتَّى عَادَ كَالكُثْبَانِ

429 ... لَمَّا تَجَلَّى يَومَ تَكْلِيمِ الرِّضَى ... موسَى الكلِيمِ مُكلِّمِ الرَّحمنِ،

430 ... وَزَعَمْتَ للمعْبُودِ وَجْهاً بَاقِياً ... وَلَهَ يَمِينٌ بَلْ زَعَمْتَ يَدَانِ

وجاء في شرح القصيدة النونية - (1/ 235)

قوله وزعمت أن الله أبدى بعضه الخ روى الترمذي في جامعه عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ هذه الآية فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا الاعراف 143 قال حماد هكذا وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة أصبعه اليمنى قال فساخ الجبل وخر موسى صعقا قال الترمذي هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه الا من حديث حماد بن سلمة وروى ابن أبي عاصم في كتاب السنة عن ابن عباس فلما تجلى ربه للجبل قال ما تجلى منه إلا مثل الخنصر قال فجعله دكا قال ترابا وخر موسى صعقا عشي عليه فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك عن أن أسألك الرؤية وأنا أول المؤمنين قال أول من آمن بك من بني إسرائيل ورواه الطبراني أيضا ورواه البيهقي في كتاب اثبات الرؤية له اخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن اسحق يعني العدناني ثنا عمرو ابن طلحة في التفسير ثنا اسباط عن السدي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال تجلى منه مثل طرف الخنصر فجعله دكا" انتهى.

فوضح من خلال ما سبق أن ما زعمته قول مبتدع لم يقل به أهل السنة بل أهل السنة ينفون أن الله سبحانه يرى كله.

اتباعا للكتاب والسنة

وهو الموافق للعقل والفطرة.

وهو اللائق بجلال الله وكماله فهو سبحانه أعظم من أن يحيط أحد به علما أو رؤية.

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 07:34 ص]ـ

أخي.

أهل السنة يعرفون الإدراك بانه رؤية الشيء كله، ولكنهم لا يطلقون النفي على حكم الحاكم (يرى الله كله في الآخرة) وكذلك لا يطلقون الإثبات.

وأنت لم تأت بإمام قال يرى الله كله أو بعضه هذه ألفاظ مبتدعة.

إنما غاية أقوالهم إن الإدراك رؤية الشيء كله من كل جهاته. والله لا تدركه الأبصار. فلا ينبغي لك ان تقول الله لا يرى كله لانك عند ذلك تكون قد قست الأشياء بالله تعالى.

وهذا غلط.

بل ويمكن لي أن أعقب على قولك بما ينقضه مستشهدًا بـ:

ومن جملة تلك الأحاديث في النظر إلى الله تعالى:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك) رواه مسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير