ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 10:21 م]ـ
هذه نقولات من تعريفات السبكي في شفائه:
وأقول: إن التوسل بالنبي (صل الله عليه وسلم) جائز في كل حال, قبل خلقه , وبعد خلقه, في مدة حياته في الدنيا, وبعد موته في مدة البرزخ , وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة, وهو على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: أن يتوسل به, بمعنى: أن طالب الحاجة يسأل الله تعالى به, أو بجاهه, أو ببركته, فيجوز ذلك في الاحوال الثلاثة, وقد ورد في كل منها خبر صحيح.
النوع الثاني: التوسل به, بمعنى طلب الدعاء منه, وذلك في أحوال:
إحداها: في حياته صلى الله عليه وسلم
الحالة الثانية: بعد موته صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة, بالشفاعة منه صلى الله عليه وسلم, وذلك مما قام الاجماع عليه وتواترت الاخبار به
الحالة الثالثة: المتوسطة في مدة البرزخ وقد ورد في هذا النوع فيها أيضا.
النوع الثالث من التوسل: ان يطلب منه ذلك الامر المقصود, بمعنى انه صلى الله عليه وسلم قادر على التسبب فيه بسؤاله ربه وشفاعته إليه فيعود إلى " النوع الثاني" في المعنى وإن كانت العبارة مختلفة, ومن هذا قول القائل للنبي (صلى الله عليه وسلم): أسألك مرافقتك في الجنة, قال: "أعني على نفسك بكثرة السجود". ا. هـ مختصرا.
من كتاب: شفاء السقام ص 358 إلى ص 382
تحقيق: حسين محمد علي شكري
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 12:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 07:22 م]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
من كتاب (الشرك في القديم والحديث) للدكتور أبوبكر زكريا - وفقه الله - (3/ 1227 - 1233):
الشبهة السادسة: شبهة المجاز العقلي:
لقد تشبثت هؤلاء المتصوفة لتسويغ شركهم، وتجويز استغاثتهم بالأموات عند نزول النوازل وإلمام الملمات، لجلب الخيرات ودفع المضرات، بشبهة أخرى، وهي: أن تصرف الأولياء في الكون وشفاءهم للأمراض، وكونهم يدمرون الأعداء وينصرون الأولياء، ويغيثون المستغيثين إنما نقصد بذلك المجاز العقلي!
فالمتصرف في الكون هو الله في الحقيقة، والشافي للأمراض هو الله في الحقيقة، والناصر والمغيث هو الله في الحقيقة، وهو النافع الضار في الحقيقة، وهو الفاعل في الحقيقة، ولكن نسبة ذلك كله إلى الولي نسبة المجاز العقلي، لا على وجه الحقيقة.
وهذه هي شبهة المجاز العقلي، وهي من أعظم شبهات المتصوفة المشركين بالله قديما وحديثا.
يجاب عن هذه الشبهة بما يلي:
إن وجود المجاز في اللغة، ثم وجود المجاز العقلي، مسألة مختلف فيها حتى عند البلاغيين فضلاً عن عدم وجود من قال به من السلف قبل الجهمية و المعتزلة.
لو فُتح هذا الباب من التأويل لما وُجد الشرك، ولما حُكم بالكفر على أحد أبدا، وإن سب الله تعالى، وسب الأنبياء عليهم السلام، ولو أنكر البعث والحشر والنشر، وأباح الفواحش، وادعى الألوهية.
مثلاً: يكون معنى قول القائل: (الرسول خالق السموات والأرض): رب الرسول - بحذف المضاف - خالق السموات!، ومعنى قول فرعون فيما حكاه الله عنه بقوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}: (أنا أقول لكم: ربكم الأعلى) -بتقدير القول -! وكذلك يكون معنى من قصد الأصنام وتضرع إليها: أنه يدعو الله الذي هو مالك الأصنام، ويتضرع إليه تعالى -بحذف المضاف -، فما ذكره أحد من المسلمين بهذه التأويلات الفاسدة أبدًا.
إن هؤلاء المستغيثين بغير الله وأصحاب اعتقاد التصرف في الكون لغير الله أكثرهم عوام جهال لا يدرون المجاز العقلي الذي اصطلح عليه المجازيون والبلاغيون، ولا يعرفون هذه المسألة. ومعلوم أن إرادة الشيء فرع عن تصوره.
إنهم يعتقدون في أهل القبور التصرف والإعطاء، ولا يفهمون إلا أنهم أهل للإعطاء والإيجاد، ويسمونهم أقطاباً وأغواثاً.
إنهم إذا نذروا للأموات وتأخروا في إيفاء نذرهم للأموات فيصابوا بسبب ذلك بمصيبة وبلية، يقولون: إن الشيخ الفلاني أصابني بالمصيبة؛ لأني لم أوفِ بنذره، وهكذا يحْذرون من شرورهم.
وهذا دليل صريح على أن هؤلاء لا يقصدون المجاز في أقوالهم وعقائدهم، بل يريدون الحقيقة، ونسبة الفعل إلى هؤلاء الأولياء والصلحاء -كما يزعمون- الأموات على الحقيقة، فلا شائبة في كلامهم للمجاز العقلي ألبتة.
¥