تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لاشك ان القول المعتضد بقول ائمة من اهل العلم .... له من القوة ما ليس لغيره فأن العلماء ورثة الانبياء أصلا و وصفا وبقدر اتصاف العالم وتلبسه بهذا الوصف تكون الاصابه وتكون الاصابه على قدر وصفه دون اصله لانه متلبس بالاصل والعلماء يتفاوتون في وصف وراثة النبوة وهي العلم ...... وهذا باعتبار قرائن فمن القرائن:

1 - ان يكون ممن برع في الفن الذي قال فيه بالقول المختار.

2 - ان يقول بقول يخالف مذهبه.

3 - ان يكون ممن علم عنه التحقيق.

وبيان الاول: انه مما لايشك فيه طالب علم ان للعلماء فنون يبرزون فيها ويعرفون بها ... فاذا كان الفقيه من اشهر العلماء ولم يعرف له كثير كلام في المعتقد بل هو في الغالب مقلد لغيره فأن كلام غيره ممن هو اقل شهرة منه وجلالة لكنه ممن تفنن وبرع في علوم الاعتقاد مقدم .....

كأن يحتج محتج بكلام للنووي .. حول الاعتقاد ومعلوم ان النووي رحمه الله جل أهتمامه في الفقه وعلومه فيقدم مثلا غيره ممن تخصص في علوم الاعتقاد عليه ...

أو كأن يحتج انسان بحديث صححه (الغزالي) فالغزالي مزجي البضاعه في الحديث فلا يعارض بكلام غيره من اهل التخصص وان كانوا متأخرين .... أو حتى يحتج بالشوكاني والشوكاني جل علمه الحديثي مأخوذ من ابن حجر ... فهو انما تسلط على علوم الحديث بذكائه كما ذكر ذلك ابو الفيض الغماري رحمه الله.

فكلام ابن تيميه رحمه الله مقدم في الاعتقاد على غيره لانه فنه الذي برع فيه ونذر له نفسه وعمره.

وكذلك المتقدم من العلماء ليس كالمتأخر في كل باب فالمتقدمين لاقوالهم جلالة وجزالة توجب تعظيمها وراجع فضل علم السلف لابن رجب رحمه الله .....

وبيان الثاني: ان العالم الجليل اذا خالف مذهبه الذي ذب عنه وقرره دل ذلك على قوة دليل المخالف .... أذ لو كان غير ذلك لكما اقدم على مخالفه اصحابه ....

كاختيار النووي رحمه الله لوجوب التوضوء من لحم الابل على مذهب المحققين دون مذهب الشافعيه لقوة دليل الحنبليه رحمهم الله .... مع الحذر من ان بعض اهل العلم يميل الى التحقيق فلا يفيد هذا كثيرا .... مع امثال شيخ الاسلام ابن تيميه وابن عبدالبر فأنه يميل الى قول الشافعيه اكثر من المالكيه اصحابه حتى ظن البعض انه شافعي ..... !!!! وكذلك الصنعاني رحمه الله في السبل وغيره.

بيان الثالث: أن من عهد منه التحقيق يؤمن منه الميل الى المذهب في الفروع فيكون لاختياره قوة ... الم ترى اهتمام اهل العلم باختيارت ابن تيميه وكذلك اختيارات ابن عبد البر .. وغيرهم رحمة الله على الجميع والحقنا بهم.

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 05 - 03, 02:00 م]ـ

سنشرع ان شاء الله تعالى في بيان طرق الترجيح المعلومة المشهورة عند اهل العلم .... مع انه كان الاولى البدء بها.لكنها لم تكن حاضرة الا باقتراح بعض الاخوة.

فأن هذا الموضوع مختص بطرق الترجيح عند الاختلاف الشديد وتعارض الدلالات .. وخفاء الاستدلالات.

وسوف نبين بأذن الله طرق الترجيح الاصلية .. بدء من قاعدة:

ما هو القول الصحيح ..

نقول ان القول الصحيح عقلا: ما خلا من المعارض. او لم يسدد معارضه ولم تصح معارضته.

فأن القول اذا كان خلوا من المعاضه صار مسددا .. وبقدر الاعتراض على القول بالاعترضا الصحيح يكون ضغعف القول.

وشرعا: ما وافق الدليل الشرعي وطابق المقصود الرباني.

فمثلا: هل الربا محرم: قال بعضهم هو حرام ودليلهم صريح الكتاب والسنة.

وقال بعضهم (مثلا) او اخرجوا بعض صوره: هو حلال وتمحلوا في تحريف المقصود فأن القول الاول هو الصواب لخلوه من المعارضه وموافقته للمقصود الشرعي.

ثم يبقى على الفقيه معرفة الصور النازلة هل هي من جنس الربا ام لا .. فما كان من جنسه صار له حكمه وما كان من غير جنسه اخذ حكم ما اندرج تحته ...

وهذا هو الفارق العظيم بين الفقيه .... وغيره.

فأن الفقيه يقيم أود المسألة بمعرفته حكمها وغيره يخلط في معرفة جنس النازلة فهو قد اتقن اصول الاحكام ولم يعرف اوصافها.

وللحديث بقيه.

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 05 - 03, 03:06 م]ـ

خلاصة ما سبق ان طرق معرفة القول الصحيح:

معرفة اصله.

ثم معرفة الصورة التى يراد الحكم عليها.

ثم الحاقها بما تدخل تحته.

ثم تأخذ حكم ما الحقت به.

مثاله:

حكم الخمر ((معرفته)) هو التحريم .... ثم صورته هو - ما اسكر كثيره -

الصورة التى يراد الحكم عليها او النازلة ولتكن --- نبيذ التمر ----

نعرف ونتصور نبيذ التمر ومن تصوره نعرف ان كثيره يسكر.

اذا هذه الصورة تدخل في جنس الخمر .. وهذا اول مطلوب مهم.

وهي تأخذ حكمه وهو التحريم واللعن.

فعرفنا ان نبيذ التمر محرم ونستطيع الرد علىالمخالف كالحنفيه من هذا الباب.

موضع خطأ الحنفيه: انما كان في القسم الثاني: أذ انهم يعرفون حكم الخمر الاصلي ..... لكن اختلفنا معهم في صورته.

والى هذا المعنى نبه شيخ الاسلام الثاني ابن القيم رحمه الله تعالى في اول الرسالة التبوكيه.

حيث بين انا من ثمرات عدم فهم التعريف الصحيح:

1 - اخراج ما حقه ان يدخل تحته.

2 - ادخال ما حقه ان يخرج منه.

وبالتالي تتبدل الاحكام ويحصل الخلل.


أذا اول مطلوب لفهم النصوص والترجيح بينها ضبط التعريف وصورة المسألة الاصليه .... وأنبه هنا الى ان تعاريف الفقهاء ليست قرآن منزلا فليست حجة على الاطلاق ... بل هى تحتاج ان يدلل عليها ولا يدلل بها الا ما ورد فيه النص.

كا حتجاج بعضهم بكفر تارك الحج ورمضان بأنها من اركان الاسلام وهذا احتجاج بتعريف بعض الفقهاء _ حيث ان الركن اذا سقط سقط المحمول عليه وهذا في تعريف الركن لغة وعرفا _

وهذا ليس فيه حجة اذا ان تسميتها باركان الاسلام اجتهاد من بعض الفقهاء اذ ان الاولى تسمية الخمسه الواردة في حديث ابن عمر بمباني الاسلام العظام ومهماته الكبار ..... ومقصود الفقهاء هو ذات المعنى.

ومثل هذا كثير عند الفقهاء رحمهم الله.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير